غضون
*رئيس حكومة الوفاق الوطني المكلف من نائب رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة يقول إن المجلس الوطني (مجمع المعارضة) سوف يعيد النظر في مواقفه من اتفاق التسوية (مالم يصدر النائب توجيهات علنية للقوات في تعز بالكف الفوري عن ارتكاب «ما سماه» مزيد من المجازر. في بيان باسندوة (القوات) المقصودة هي قوات الجيش والأمن فقط وليس مليشيات حزب الإصلاح ولا المسلحين القبليين الذين يسمون انفسهم (صقور الحالمة) ولا قوات الفرقة المدرعة التي يقودها هناك العميد صادق سرحان قائد الدفاع الجوي في الفرقة، ولا القبائل التي ارسلت من حاشد إلى تعز للقتال إلى جانب المليشيات الأخرى .. فهذه بنظر باسندوة قوات (تحمي) الثورة الشبابية .. رغم انها وراء كل ما يحدث من قتل وخراب في مدينة تعز.وبدلاً من أن يطالب رئيس الحكومة نائب رئيس الجمهورية بإصدار توجيهات كان عليه ان يسرع في إعلان حكومته المنوط بها وضع حد للعنف في تعز وغير تعز .. مع ذلك فإن نائب رئيس الجمهورية أصدر بالفعل توجيهاته لمحافظ تعز ولفروع احزاب اللقاء المشترك بوقف اطلاق النار وتشكيل لجنة مشتركة تتولى الاشراف على سحب القوات المسلحة والمليشيات معاً .. وعندها قام محمد قحطان الناطق باسم أحزاب المشترك يرد على توجيهات النائب، ويطالب بعكس ما طالب به باسندوة.* الناطق باسم المشترك يقول ان تكليف اشخاص وجهات (المحافظ والمشترك) من قبل النائب لوقف (الهجوم) وإنهاء المظاهر المسلحة خارج اطار الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ليس هو المطلوب بل المطلوب تشكيل لجنة الشؤون العسكرية والأمنية المنصوص عليها في المبادرة كونها المعنية، وإذا لم تشكل فلن تشكل حكومة الوفاق الوطني .. وهنا يلح الناطق باسم المشترك أن توجيهات النائب مرفوضة لأنها شملت المليشيات أيضاً .. وبينما هدد باسندوة بإعادة النظر في اتفاق التسوية مالم يصدر النائب توجيهاته .. هدد قحطان بأن أحزاب المشترك لن تشارك في تنفيذ الاتفاق .. والفارق أن الأول ربط المشاركة بإصدار توجيهات قد صدرت والثاني ربط عدم المشاركة بإصدار توجيهات .. ونحن هنا إزاء إعلانين مزدوجين يدلان على تبادل الأدوار، وفي المحصلة محاولة للهروب من تنفيذ اتفاق الرياض من جانب المعارضين، وقد فسر حسن زيد أمين حزب الحق ـ أحد أحزاب المشترك ـ ما يحدث في تعز من عنف على أيدي المليشيات المختلفة التابعة للمعارضين بالقول إن تلك القوى غير راضية عن اتفاق الرياض وتشعر أنه فرض عليها التوقيع عليه فرضاً.* قبل أيام قلت في هذا المكان إن بيان اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع حول اتفاق الرياض تضمن رفضاً للاتفاق، وأن ذلك هو أول تحد يبرز في مواجهة تطبيق المبادرة وآليتها التنفيذية، وقد تتالت التحديات في الظهور، وليس أدل على ذلك مما سبقت الاشارة إليه في اعلاني رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة والناطق باسم احزاب المشترك، وما أكده حسن زيد .. هذا إلى جانب ما يدور في العاصمة، فاللواء يعرقل تشكيل اللجنة العسكرية والأمنية ـ التي أكد عليها قحطان كما سبق ـ وفي ذات الوقت يواصل نشر مزيد من المدرعات والجنود في الأحياء التي يسيطر عليها ويستحدث مزيداً من المتاريس والنقاط ويستخدم نفس التكتيك السابق: المعتصمون يتمددون وتحت غطائهم يمدد آلياته وقواته إلى أماكن جديدة لاينسحب منها بعد انسحاب المعتصمين .. وشيء من هذا يحدث في تعز.