غضون
*المليشيات الحزبية المسلحة وكذلك المنشقون العسكريون ومليشيات قبلية في صنعاء وتعز على وجه الخصوص تواصل ممارسة العنف وكأنها غير معنية بقرار مجلس الأمن الدولي واتفاق الرياض ، بل إن جرائمها فاقت المستوى الذي كان عليه قبل القرار والاتفاق ، وتبرر أفعالها بنصرة الثورة الشبابية وحماية المعتصمين ، في حين أن جزءاً من عنفها موجه نحوهم، رغم ما يقال عن نيران صديقة أخطأت أهدافها.عشرات المدنيين والعسكريين استهدفوا في الأيام الأخيرة في تعز وصنعاء ، قتل بعضهم وجرح آخرون واعتقل موظفون عموميون بدعوى أنهم أنصار النظام وأعداء الثورة.. والفاعلون لا ينكرون ذلك بل يدبجون عنه بيانات يتحدثون فيها عن انتصاراتهم كما هو الحال بالنسبة للمليشيات في تعز التي تسمي نفسها “ صقور الحالمة” التي تباهت باختطاف مديرين مدنيين وقيادات عسكرية، وأعدمت جنوداً عزلاً من السلاح بعد اختطافهم من الأسواق .*تصر هذه المليشيات على البقاء في المدن وممارسة العنف بزعم أن “ الثورة” مستمرة ولا علاقة لها بقرار مجلس الأمن واتفاق الرياض الذي تسميه “ بيعة” أو صفقة خيانية تمت بين السلطة والمعارضة، في حين أن أحد أطراف اتفاق الرياض وقع على الاتفاق بصفته ممثل الشباب أو ما يسمى قوى الثورة الشبابية الشعبية. كما وقع عليها أمناء عموم الأحزاب التي قذفت بأعضائها إلى أماكن الاعتصامات.. إن ما يحدث يمثل تحدياً حقيقياً لاتفاق الرياض، ويعد أول المعوقات التي تواجه تنفيذه، ولعل أعضاء مجلس الأمن الدولي قد أدركوا خطورة هذا التحدي، وتابعوا حالة العنف المستمرة، وسجلوا في البيان الذي أصدره المجلس قبل ثلاثة أيام قلقهم ودعوتهم إلى وقف العنف ، وطالبوا السلطات بمساءلة مرتكبيه رغم إدراكهم صعوبة ذلك في الظروف الراهنة التي صارت فيها المليشيات حكومات، بل دولة داخل الدولة.* إن ارتباط هذه المليشيات المختلفة بالأطراف المعارضة التي وقعت على اتفاق الرياض والمعنية مباشرة بقرار مجلس الأمن الدولي وكذلك بيانه الأخير هو ارتباط مباشر لا يخفف منه أي ادعاء أو محاولة مكشوفة لتوزيع الأدوار بغية عرقلة تنفيذ الاتفاق، وبالتالي فإن هذه الأطراف يجب أن تتحمل مسؤولية الأفعال التي ترتكبها مليشياتها، ويتعين عليها التعاون مع نائب الرئيس تعاوناً مخلصاً من أجل إنهاء حالة العنف وإخراج المليشيات من المدن وعودة العسكر إلى معسكراتهم.إن استخدام المليشيات من قبل هذه الأطراف لتحسين وضعها التفاوضي لا يحقق مصلحة لأي أحد، ولا بد من التخلي عن هذا الأسلوب.. وإذا كانت هذه الأطراف غير قادرة على التحكم بمليشياتها ، فعلى الأقل عليها التخلي عنها أوإعلان البراءة من أفعالها، إذ أنه طوال هذه الفترة الطويلة وحتى اليوم لم تعلن براءتها أو إدانتها لحالة عنف واحدة ارتكبتها تلك المليشيات ، بل على العكس من ذلك يتم تبريرها ، وفي أحسن الأحوال يدعون أنها تقوم بذلك من باب الدفاع عن النفس .. وتم إطلاق وصف “ الجيش الموالي للثورة” على المنشقين العسكريين الذين لم يعترفوا إنهم موالون بل يدعون أنهم “ حماة الثورة” وهم الشريك الأكبر في العنف الذي وقع ولا يزال مستمراً.