الفنان التشكيلي (محمد كليب)
في احتفال كرنفالي مهيب نظمته إدارة نادي الشعلة الرياضي والثقافي لتكريم عدد كبير من لاعبي ومدربي وقياديي النادي وذلك يوم الخميس الموافق 24 /11 /2011م وبرعاية كريمة من عدة جهات متميزة يأتي في مقدمتها الشركة العريقة والمهمة (شركة مصافي عدن) التي تحتل الصدارة في الإسهامات الثقافية والاجتماعية ليس على مستوى المديرية بل تتعداها لتبسط كرمها على عموم ساحة المحافظة عدن .. فقد كان من أهم البرامج لهذا الحفل التكريمي المقام في فندق فينيسيا بخورمكسر- عدن هو إقامة المعرض التشكيلي للفنان الكبير والمعروف محمد كليب أحد أبناء وكوادر الشركة تكريماً له من قبل إدارة المصفاة لمشواره الفني العريق الذي ختمه لنا على حصوله المركز الأول على مستوى الجمهورية في الفن التشكيلي .. ولعل ما يحز في النفس وما لفت أنظار الجميع هي طريقة عرض الأعمال الفنية التي لا تليق باسم وعراقة تاريخ هذا الفنان وكأن هذا المعرض هو تحصيل حاصل أو تكملة للفعالية لا أهمية له .. وكنا نتوقع أن يكون هذا المعرض بكيفية أفضل بكثير مما ظهر عليه خاصة أنه أفتتح في فندق من الدرجات الرفيعة وبرعاية شركة عريقة لها إسهاماتها الثقافية كما ذكرنا .. خاصة وأن الفنان التشكيلي (محمد كليب) له من الإبداعات ما تميزه عن الكثير وينافس بها كبار الفنانين المبدعين في الساحة الفنية اليمنية ، حيث كان من الأجدر له أن يكون ترتيب هذا المعرض بشكل يليق على الأقل بثقل وأهمية اللوحات الفنية التي تناولت عدداً من المواضيع الاجتماعية والسياسية وحتى في فن الخط العربي التي تميزت بأسلوب تكنيكي محترف ذات قيمة فنية عالية تساوي تاريخ وعراقة هذا الفنان ..وتجدني هنا أصرخ بكل غيظ أمام هذا المبدع مستفزاً صمته الخاضع وللطريقة غير اللائقة لعرض أعمال فنية كهذه وبحجم الوطن ولا تتلاءم مطلقاً مع طريقة عرضها ..ولأنني لم أقتنع بما جرى فقد تجرأت لخوض الحديث معه حاملاً معي غرائب أسئلتي محاولاً- ولو إقناع نفسي- عن وضعية العرض بتلك الطريقة التي رأيناها ..وحين التقيت به أحسست وكأنه يحمل هموم الوطن ، وتشع منه ابتسامة تخالطها حسرة وألم على عصارة مجهوده الإبداعي والفني الذي ظل عشرين شهراً يعرض بطريقة (بائع البسطة) على الطاولة والأرض، وبالرغم من كل هذا أخذ يشيد ويشكر ذلك التقدير غير العادي له من قيادة المصفاة بعد أن كان قد أصابه هذا الإحباط حينها فأنتشله ذلك الرجل المثقف والحكيم الدكتور نجيب العوج المدير التنفيذي للمصفاة، ومنحه الاهتمام الذي لم يحظ به من قبل، ذلك هو الدافع المهم لمواصلة مشواره الفني نحو الأفضل..وفي الأخير أوجه رسالة ساخنة للجهة المنظمة لهذا العرض لإعادة النظر والبحث عن أفضل الطرق المناسبة لإعطاء كل ذي حق حقه لان الغرض من وراء هذا التنظيم هو إبراز الفنان وإبداعاته، لا أن يكون العكس ..[c1] أستاذ بمعهد الفنون[/c]