إعداد/ دنيا هانييرسم فلسفة خاصة في لوحاته يعبر بها عن رفضه للواقع الفلسطيني الذي يتعايش معه ويرسم بريشته اللحظات المؤلمة التي عاشها الشعب الفلسطيني طيلة الحقبة السابقة وهو قابع تحت الاحتلال ولم يستسلم بل جسد ورسم أحلام الشعب وطموحه وأحلام الذين رحلوا ويتوقون للعودة إلى الديار. موضوع القضية الفلسطينية الذي طغى على رسوماته فرض التميز بأسلوب واقعي تعبيري مع بعض الرمزية.عاش الهجرة والمعاناة وانقطع عن الفن لفترة ليؤمن قوته كبائع للحلوى في غزة ثم عاد يحترف الفن باحثاً عن دروسه في القاهرة وروما.كانت أشهر عباراته هي (نحن الفلسطينيون الجدار الأبقى) إنه الفنان التشكيلي الفلسطيني الرائع إسماعيل شموط ولدعام 1930م وتوفي في 2006م أمضى منها 55 عاماً في تشكيل القضية الفلسطينية بألوانه وخطوطه ورؤاه ويعتبر أحد أبرز رواد الفن التشكيلي الفلسطيني، وأحد شخصياته الهامة يراه البعض مؤسس حركة الفن التشكيلي الفلسطيني. ومثل البداية التسجيلية للفن الفلسطيني مطلع الخمسينات. وقضى سنوات إنتاجه الأساسية في بيروت.هذا الفنان العظيم الذي بدأ بالرسم منذ صغره وكانت رسومه الأولى للطبيعة الجميلة وقد لاقى التشجيع والتوجيه من معلم الفنون في مدرسته داود زلاطيمو - الذي علمه أصول الرسم بأقلام الرصاص والأحبار الصينية والألوان المائية والطباشير - ومزاولة هواية النحت على أحجار الحوار الكلسي، في الوقت الذي لم تلق مواهبه أي اهتمام من والده لاعتبارات تحريم ديني وقد شارك برسومات في معرض مدرسي ولفتت موهبته الأنظار، قبيل النكبة زاد اهتمامه بمجريات الأحداث في فلسطين ورسم صور المجاهدين والقادة، كان منهم الحاج أمين الحسيني، وبعض القادة العرب.ففي عام 1948م لجأ إسماعيل مع عائلته إلى مخيم للاجئين في خان يونس بقطاع غزة وقد توفي أخوه الصغير توفيق عطشاً أثناء الهجرة ما جعله يرسم لوحة العطش في الخمسينات؛ وقد قال إسماعيل شموط في إحدى المقابلات أن للنكبة كان التأثير الأكبر على مجرى حياته وعلى توجهه الفني.درس فن الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلـة بالقاهرة ثم في أكاديمية الفنون الجميلة بروما فترة 1950 - 1956م.وفي مدرسة خان يونس أقام معرضاً ارتجالياً عام 1950م باع خلاله لوحة الأمر الذي شجعه على الالتحاق بكلية الفنون الجميلة في القاهرة وأثناء تعليمه هناك عمل في رسم الإعلانات السينمائية. وفي عام 1953م أقام أول معارضه الفنية في غزة بمشاركة أخيه جميل وكان ذلك أول معرض لفنان فلسطيني على أرض فلسطين. عام 1954 أقام معرضاً بالقاهرة بمشاركة زميلته تمام الأكحل والفنان الفلسطيني (نهاد سباسي) وحمل عنوان (اللاجئ الفلسطيني) وكان المعرض تحت رعاية الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر وبحضور القيادة الفلسطينية. حصل على درع الثورة للفنون والآداب، وعلى وسام القدس، وعلى جائزة فلسطين للفنون / وجوائز عربية ودولية عديدة.[c1] مؤلفاته [/c] أرخ إسماعيل للفن التشكيلي الفلسطيني ونشر عدة كتب في هذا المجال منها:- (الفنان الشاب) بيروت عام 1957م و(فلسطين صور تأريخ وسياسة) بيروت 1972م و(فن وطني فلسطيني) بيروت 1978م و(فلسطين في المنظور) بيروت 1978م و(الفن التشكيلي في فلسطين)- الذي يعتبر أهم كتبه- الكويت 1989م.[c1]تواريخ مهمة في حياته [/c]أقام أول معرض للوحاته في مدينة غـزة عام 1953م.وأقام معرضه الثاني في القاهرة، بمشاركة زميلته تمام الأكحل، رعاه وافتتحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في 1954م . وتزوج من زميلته تمام الأكحل عام 1959م وانضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية وأسس قسم الفنون فيها عام 1965م كما انتخب أول أمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين عام 1969م وانتخب أول أمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب عام 1971م وفي عام 1992م انتقل إلى كولون في ألمانيا. واستقر في عمان - الأردن عام 1994م. وله في الفترة ما بين (1957 - 1995م) عدد من المؤلفات والكتابات الفنية والثقافية والتراثية. و(1953 - 1998م) أقام معارض شخصية (معظمها بمشاركة زوجته الفنانة تمام الأكحل) في معظم البلاد العربية وفي عدد كبير من بلاد العالم.[c1]تسميات للوحات شموط [/c]في الخمسينات رسم مرحلة تداعيات المأساة اعتمد فيها الأسلوب الواقعي البسيط، ومن لوحاتها: (إلى أين؟) و(سنعود) و(بداية المأساة) و(جرعة ماء) و(ذكريات ونار).. وغيرها. وفي الستينات كانت مرحلة انطلاق الفلسطيني من حالة الحزن إلى حالة التحفز، وتألق الألوان في لوحاته، وأصبح أسلوبه تعبيرياً رمزياً إضافة إلى الواقعية ومن لوحاتها: (عروسان على الحدود) و(طاقة تنتظر) و(حتى الفجر) و(رقصة النصر).. وغيرها. وفي أواسط الستينيات التي كانت مرحلة المقاومة الفلسطينية المسلحة، تجلت الحركة والتناغم اللوني والخطي. ومن لوحاتها: (مغناة فلسطين) و(اليد الخضراء) و(الحياة المستمرة) و(الربيع).. وغيرها. أما في أواسط السبعينيات فتأثر فيها بالاجتياح الإسرائيلي للبنان ومعاناة المخيمات الفلسطينية فعاد ليتناول موضوع الحزن مرة أخرى في لوحاته، لكن مع بعض العنف، باستعمال الألوان الحادة، في مجموعة اللوحات التي أنتجها عام 1976م تحت عنوان (تل الزعتر) والتي رسمها بالألوان المائية وقد ظهر عنصر جديد في لوحاته هو عفوية التعبير وغياب بعض عناصر الواقعية. وما بعد السبعينيات وحتى وفاته غلب على هذه المرحلة الاتجاه الرومانسي وكان ذلك واضحاً في لوحاته.
|
ثقافة
التشكيلي الفلسطيني إسماعيل شموط جسد القضية الفلسطينية بريشته وألوانه وصور النكبة بمآسيها في لوحاته
أخبار متعلقة