تقف اليمن أمام مرحلة جديدة من تاريخها ويترقب اليمنيون والأشقاء والأصدقاء النتائج التي سيسفر عنها الحوار بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك خلال الساعات القليلة القادمة.. والتي ستضع اليمن واليمنيين أمام مفترق طرق، إما السير لإنهاء الأزمة التي أفسدت الحياة طوال عشرة أشهر وعرضت البلاد لأخطار كثيرة.. وألحقت أضراراً بشرية واقتصادية فادحة بأبناء الشعب أو دخول اليمن في مرحلة دراماتيكية من العنف وتفجير الحرب الأهلية وإعلان موت الديمقراطية كخيار حضاري للتبادل السلمي للسلطة في اليمن.وفي الوقت الذي يسود فيه تفاؤل كبير في الشارع اليمني بانفراج الأزمة بإعلان الاتفاق على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية وحل الأزمة سلمياً خصوصاً وقد أنجز معظمها، خلافاً لدور الأشقاء والأصدقاء الذين يقفون بصدق مع الشعب اليمني ووحدته وأمنه واستقراره داعمين الحل السلمي للأزمة.. بيد أن المخاوف لا تزال قائمة خصوصاً وأن هناك أطرافاً متطرفة في المشترك تسعى لإفشال أي حل سلمي للأزمة وتمتلك القوة العسكرية ومليشيات إرهابية ودعماً خارجياً وتعمل على تفجير الأوضاع عسكرياً لخلط الأوراق.وهذا يتطلب من الجميع اليقظة والحذر وعدم السماح بنسف كل الجهود التي بذلت ومنها جهود الأشقاء والأصدقاء وممثل الأمين العام للأمم المتحدة السيد جمال بن عمر في هذه اللحظات الحرجة، محاولة لجر البلاد إلى حرب أهلية وتوجيه الأزمة لخدمة مصالح إقليمية تسعى إلى إعادة رسم خارطة سياسية للمنطقة بدماء اليمنيين والتحكم بأوراق أمنها واستقرارها في إطار مخطط إقليمي يستهدف دول مجلس التعاون الخليجي والملاحة البحرية عبر التحكم بمضيق باب المندب.بيد أن الأخطر يكمن في انقلاب المشترك على أية تسوية سياسية خصوصاً إذا استمرت التدخلات الخارجية واستمر ضخ الأموال لأطراف المعارضة خلافاً لدعم الإرهابيين الذين يعتبرون تخلي الرئيس علي عبدالله صالح خطوة في طريق تنفيذ مخطط انقلابي كبير يجرى تنفيذه تحت مسمى الثورة، زد على ذلك دور تنظيم الإخوان المسلمين في العالم الذين استنفروا كل إمكاناتهم لإنجاح الانقلاب في اليمن عبر أكثر من جبهة متزامناً مع مخطط تدمير مؤسسات الدولة من الداخل كما حدث في المرحلة الانتقالية في بداية تسعينيات القرن الماضي، وتسخير المال العام والوظيفة العامة لخدمة مصالح حزبية وهذه المخاوف منطقية طالما لا توجد ضمانات تلزم المشترك بعدم الانقلاب على المبادرة الخليجية مستقبلاً.وما يؤكد حقيقة هذه المخاوف هو فشل جهود التهدئة وإخراج المسلحين من العاصمة صنعاء وكذلك استمرار رفض الجماعات المسلحة الخروج من أماكن الاعتصامات وغيرها.. واقتصر التحرك المريب خطوة خطوة نحو «كش ملك» كش يمن..[c1] [email protected]
أخبار متعلقة