نعاش ظافر الحميري:لا أخفيكم أنني أصابني الذهول وتسمرت في مكاني لبعض الوقت عندما وصلني خبر إصابة دكتورنا الفاضل/محمد عبد الملك المتوكل ــ الأمين العام المساعد لاتحاد القوى الشعبية المعارض ــ والقيادي البارز في المشترك في حادث تعرض له في شارع كلية الشرطة بصنعاء مساء يوم الثلاثاء مطلع نوفمبر الجاري ، ذهولي ليس ناجماً عن تعرض د/المتوكل لحادث فهو كغيره من البشر معرض لمثل هذا النوع من الحوادث ، لكن ما أثار الريبة في نفسي حول الحادثة أنني اعتقدت أن إصابة د/المتوكل بسيطة بعد أن كشف بيان وزارة الداخلية أن الحادث تم بدراجة نارية ، لكن أن تكون إصابة د/المتوكل بهذه الخطورة ويرقد في العناية المركزة جراء نزيف في الدماغ ويتأخر نقله بالطائرة الرئاسية إلى الأردن عدة أيام جراء خطورة وضعه الصحي ، أثار في نفسي كثيراً من الشكوك حول الحادثة وأنها ليست اصطداماً بدراجة نارية وإنما تم دهسه بطريقة وحشية ، الأمر الذي جعلني أميل إلى الإعتقاد أن الحادثة ليست مرورية بل أكثر من ذلك ، وقد تكون محاولة اغتيال تعرض لها دكتورنا الفاضل خاصة أن هناك أسباباً أخرى خاصة تلك التي تتعلق بمواقفه الأخيرة ، والتي أثارت استياء وغضب قوى تتصدر المشهد السياسي في بلادنا منذ فترة طويلة وبالذات خلال الأزمة الراهنة ، ويمكن إيضاح ذلك بالشكل التالي :1. من المعروف في عالم الجريمة وبالذات السياسية منها ، حرص الجهة أو الشخص الذي يرغب في تصفية خصومه وإخراجهم من المشهد السياسي ، على أن تظهر العملية عند التنفيذ كحادثة طبيعية فمثلاً عند استخدام السم للتخلص من الخصوم يتم اختيار نوعية من السموم يصعب على معامل الطبا الشرعي إكتشافها في دم الضحية ، بحيث يظهر سبب الوفاة أنه ناجم عن ذبحة صدرية أو أزمة قلبية أصيب بها الضحية ، أو أن يتم إظهار العملية كانتحار أقدم عليه المجني عليه إما بشنق نفسه أو برمي نفسه من مكان مرتفع أو كحادث مروري طبيعي ، سواءً عبر التلاعب بكوابح السيارة أو تعمد الإصطدام بالهدف المراد التخلص منه ، كما حدث على الأرجح في حادثة الدكتور المتوكل ، ونادراً ما يتم اللجوء إلى استخدام السلاح الناري أو المتفجرات للتخلص من الخصوم السياسيين ، إلا إذا كان الهدف من العملية تفجير الوضع الداخلي أو توريط جهة أخرى في الحادث كما حصل في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ومحاولة توريط النظام السوري وحزب الله في الحادثة ، أما عندما يكون الهدف هو التخلص من عائق أو عقبة أمام تحقيق أجندة معينة لجهة ما ، بحيث يكون الهدف المراد التخلص منه محسوبياً عليها ، فإن التخلص منه قد يتم عبر السلاح الناري أو المتفجرات من أجل توجيه أصابع الإتهام للطرف المنافس على الساحة ، لكن ذلك قد لا يجدي نفعاً إذا كان الخلاف والتوتر هو العلاقة السائدة في علاقة الضحية مع حلفائه المفترضين حيث سيكون هؤلاء هم المشتبه الأول بهم في أي عملية اغتيال قد يتعرض لها ، لذا فإن هذه القوى في مثل هذه الحالات تحرص على إخراج محاولة الإغتيال كحادث طبيعي.2. أما الأمر الثاني الذي أثار الشكوك بشأن الحادثة التي تعرض لها د/المتوكل فهو الصمت المريب الذي تعاملت به المعارضة مع الحادثة ، فباستثناء البيان الذي أصدره اتحاد القوى الشعبية بتاريخ 3/ 11 إستغرب فيه بيان وزارة الداخلية ، الذي اعتبر الحادث حادثاً مرورياً دون انتظار نتائج التحقيقات ، ويبدو أن الداخلية أرادت قطع الطريق على المعارضة بحرمانها من أي استغلال سياسي للحادث عبر توجيه أصابع الإتهام نحو النظام ، لكن الأمر الغريب جاء من قبل أحزاب اللقاء المشترك التي تجاهلت إصدار أي بيانات حول الحادثة ، كما تعامل إعلامها مع الحادث باعتباره حادثاً مرورياً في حين أن ما عودتنا عليه المعارضة في إعلامها عند التعاطي مع حوادث سابقة تعرض لها قيادات معارضة كمحمد اليدومي ، عبد الله عليوه ، عبد الوهاب محمود وغيرهم ، أن تقيم الدنيا ولا تقعدها وتقوم بتوجيه الإتهامات مباشرة للنظام بالوقوف وراءها دون انتظار نتائج التحقيق ، لكن ما حصل في هذه القضية كان مختلفاً فعلى الرغم من أن الحادثحدث في مكان يقع تحت سيطرة القوات الحكومية ، بمعنى أن مكان وقوع الحادث كان في حد ذاته يكفي كمبرر لقيام إعلام المعارضة بشن حملة ضد النظام تتهمه فيها بالوقوف وراء الحادثة ، إلا أن ذلك لم يحدث.قد يبرر البعض سبب تجنب قيام إعلام المعارضة باستغلال الحادثة وتوجيه الإتهامات للنظام بتدبيرها إلى القول باختلاف هذه الحادثة عن سابقاتها ، التي كان السلاح الناري هو الأداة المستخدمة في جميعها بعكس تعرض المتوكل لحادث إصطدام مروري كما يراه هؤلاء ، في حين قد يرجع آخرون السبب في عدم استغلال إعلام المعارضة للحادث لمواصلة حملة استهداف النظام ورموزه إلى حرص المعارضة على التأني وعدم الإستعجال بتوجيه الإتهامات دون وجود أدلة دامغة تؤكد ذك التورط ، إضافة إلى الرغبة في عدم تأزيم الوضع الداخلي أكثر مما هو حاصل ، وعدم وضع عراقيل جديدة في طريق الحل السياسي,حتى لو افترضنا صحة الطرح السابق لكن ذلك لا يقدم تفسيراً منطقياً لأسباب عدم لجوء المعارضة لاستغلال هذه الحادثة لصالحها على حساب النظام ، ولو عبر الإعلام الموالي لها بدفعه لإثارة الشكوك حول الحادثة والتلميح إلى تورط النظام فيها ، لكن ذلك لم يحصل أيضاً ، كما أنه من الغريب عدم إثارة المعارضة لتأخر الأجهزة الأمنية في الكشف عن نتائج التحقيق في الحادثة رغم مرور أكثر من أسبوعين على وقوعها ، كما أن هناك تجاهلاً كبيراً لهذه القضية في إعلام المعارضة ، وهو أمر غريب وغير مألوف من قبل إعلام المعارضة ، وكأن هناك خشية لدى قوى داخل المعارضة وبالذات في حزب الإصلاح من تبعات غير متوقعة لأي إثارة إعلامية لهذه الحادثة بهذا الشكل .يبدو أن هناك من يخشى داخل حزب الإصلاح من أن الترويج الإعلامي بأن الحادثة هي محاولة اغتيال ، قد يدفع بالكثيرين إلى بحث الإحتمالات المختلفة حول الجهة التي تقف وراء محاولة الإغتيال ، وذلك لن يتم إلا عبر البحث عن الطرف المستفيد أو الأكثر إستفادة من محاولة التخلص من الدكتور المتوكل ، ولا شك في أنه عند بحث هذه الأطراف سيكون النظام هو أول الأطراف المشتبه بوقوفها وراء الحادثة في حين سينظر إلى قوى داخل المعارضة وبالذات حزب الإصلاح كمشتبه ثان لاسيما أن د/المتوكل محسوب على المذهب المضاد (الزيدي) للمذهب (السني) الذي يمثله حزب الإصلاح وجماعة الأخوان المسلمين في اليمن.أيضاً جاء النقل السريع للدكتور المتوكل عقب الحادث إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا التابع للإصلاح وليس إلى أقرب مستشفى حكومي من مكان الحادث لتعزيز الشكوك المثارة حول الحادث ، حيث أن نقل د/المتوكل بهذه السرعة وفي مكان يقع تحت سيطرة القوات الحكومية ، وكأن من قام بنقله إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا على علم مسبق بالحادث ، وأن الجهة التي قد تكون متورطة في الحادث تحرص على أن يكون المتوكل تحت رحمتها إما لضمان التخلص منه في حال لم يؤد الحادث إلى وفاة المتوكل خاصة أنه تم بدراجة نارية ، ومن ثم إمكانية اللجوء إلى خطة إحتياطية للتخلص من المتوكل عبر الإدعاء بتعرضه لنكسة مفاجئة خلال تواجده في المستشفى لتلقي العلاج أو لحصول خطأ طبي غير مقصود ، أو لضمان التحكم فيما قد يصرح به د/المتوكل عن الحادثه في حال لم يكن عاجزاً عن الكلام ، ويبدو أن دخول الرئيس صالح على الخط ومبادرته بنقل المتوكل إلى خارج الوطن كان نابعاً من قلق الرئيس على حياة المتوكل ، وممن يفترض أنهم حلفاؤه ، مع ملاحظة أنه لا قائد الفرقة الأولى ولا رجل الأعمال المعروف ولا حتى شيخ مشايخ حاشد أظهروا أي اهتمام بنقل المتوكل إلى خارج اليمن للعلاج ، وكأن حياته لا تهمهم.قد يتساءل البعض لماذال لم تلجأ القوى التي ترغب في التخلص من د/المتوكل في استخدام السلاح الناري أو المتفجرات في عملية الإغتيال المفترضة وذلك لضمان التخلص منه نهائياً وليس عبر دراجة نارية يتدنى فيها احتمال أن تؤدي الإصابة فيها إلى الوفاة ، والرد على هذا التساؤل هو بمنتهى البساطة القول أن اللجوء إلى استخدام السلاح الناري أو المتفجرات سيكشف عن حقيقة الحادثة بكونها حادثة اغتيال سياسي متعمد وليس حادثة مرورية ، وهو ما لا تريده تلك القوى ، ويبدو أن هذه الجهة تعتقد أن استخدام الدراجة النارية في العملية مع الحرص على أن تكون قوة الإصطدام كبيرة لدرجة الدهس ـــ كما حصل ـــ والتركيز على الرأس كفيلة بالقضاء على د/المتوكل لتقدمه في السن و لمعاناته من عدد من الأمراض التي تجعل من الإصابة في مثل هذا الحادث مميتة أو غير قابلة للشفاء.[c1]الجهة المستفيدة من التخلص من د.المتوكل [/c]من المنطقي إذا ما افترضنا أن الحادثة هي محاولة اغتيال ، ان تكون مرتبطة مباشرة بالأزمة الراهنة التي تعصف ببلادنا منذ (10) أشهر وبطرفي الأزمة (السلطة والمعارضة) ، وبصورة تلقائية ستكون السلطة لدى البعض هي المتهم الأول في هذه القضية ، لكن هناك نقاطاً تشير إلى خلاف ذلك ، حيث أنه من أجل التوصل إلى الجهة المحتمل وقوفها وراء محاولة اغتيال المتوكل ، لا بد من معرفة من هي الجهة التي رأت أن د/المتوكل أصبح يمثل خطراً على مصالحها وعائقاً أمام تحقيق أجندتها أو المشروع الذي تصبو إلى تحقيقه ، ولا يمكن معرفة هوية تلك الجهة إلا من خلال العروج على مواقف د/المتوكل خاصة في الأشهر الأخيرة ، وبالذات تلك المتعلقة بالأزمة التي تشهدها بلادنا لاكتشاف الجهة المتضررة من تلك المواقف والتصريحات بحيث يكون ذلك سبباً لديها من أجل التخلص من د/المتوكل ، وكما يلي :- من المعروف عن الدكتور المتوكل أنه من أبرز الشخصيات المعارضة للرئيس صالح منذ وصوله إلى الحكم وحتى الوقت الراهن ، ويعتبر المتوكل من أكثر القيادات المعارضة والمحرضة ضد نظام الرئيس صالح ، كما أنه يعد في نظر الكثيرين بمثابة المرجعية الفكرية والأب الروحي لأحزاب المشترك ، وقد عبر الرئيس صالح في إحدى كلماته قبل أشهر عن حنقه من الدور الذي يلعبه المتوكل ضد نظامه عندما أشار إلى أن قيادات المشترك يقودها إمام في إشارة ضمنية للدكتور المتوكل ، وكان د/المتوكل هو صاحب فكرة تنفيذ العصيان المدني لإسقاط النظام عندما اقترح على المعارضة إخراج أنصارها إلى الشارع أثناء إعلان نتيجة انتخابات 2006م الرئاسية لإعلان رفض تلك النتيجة وبدء تنفيذ عصيان مدني لإسقاط الرئيس.- كما أن د/المتوكل كان له دور سلبي في تأليب أبناء المحافظات الجنوبية ضد النظام وتحريضهم على الوحدة عندما قال في إحدى حواراته الصحفية أن الرئيس قاتل في حرب صيف 94م ثلث الجنوب فقط أما الآن فسيقاتل الجنوب كله ، وفي مقابلة أخرى قال أن الرئيس قاتل بكل الشمال أما الآن فلن يقاتل معه إلا جزء بسيط من الشمال. المهم أنه رغم كل قساوة وحدة انتقادات المتوكل للرئيس صالح ونظامه ، إلا أن الرئيس تقبل تلك المواقف بصدر رحب ومتسامح ولم يصدر عنه أي تهديد أو مضايقة للدكتور المتوكل بل أنه كان حريصاً على مد جسور التواصل معه كما حدث عندما جعله رفيقاً له في إحدى جولاته على عدد من محافظات الجمهورية قبل عدة سنوات ، وهي التي كتب عنها د/المتوكل سلسلة من المقالات حملت عنوان ((معارض في موكب الرئيس)) ، وما يزال د/المتوكل يذكر للرئيس جميله عندما وجه بتحمل الدولة تكاليف علاج المتوكل عندما أصيب بتلف الكبد ، ومن ثم إجراء عملية زراعة كبد له تجاوزت تكلفتها النصف مليون دولار ، وهاهو يعيد الأمر نفسه بتخصيص طائرته الرئاسية لنقل المتوكل إلى الأردن ، المهم أن ذلك يظهر بجلاء أن الرئيس كان متسامحاً مع د/المتوكل ولم يصدر عنه أي تهديد أومضايقة له ، وهو ما يخرجه من دائرة الإشتباه في الوقوف وراء محاولة الإغتيال المفترضة ، والأمر ينطبق أيضاً على كبار قادة النظام كونهم تعاملوا مع انتقادات ومواقف المتوكل للنظام خلال السنوات الماضية بنفس النهج الذي اتبعه الرئيس معه.- بالنسبة للمعارضة فعلى الرغم من أن د/المتوكل أحد القيادات البارزة فيها ويصعب على البعض تقبل وقوف قوى داخلها وراء محاولة اغتيال المتوكل ، لكن التصريحات والمواقف الأخيرة تجعل من هذا الأمر احتمالاً وارداً وبقوة خاصة مع محاولة شخصيات بارزة داخل المعارضة منذ الأشهر الأولى لهذه الأزمة التحكم في سياسة المعارضة وطريقة إدارتها للأزمة ، ومن ثم فإنها قد لا تتساهل مع أي شخص حتى لو كان قيادياً في أحد أحزابها إذا ما شعرت بأنه أصبح عائقاً أو خطراً أمام تحقيق أهدافها خاصة مع اقتناعها أنها تخوض معركة مصيرية مع النظام ، معركة حياة أو موت تبذل فيها كل ما جمعته من أموال ونفوذ ومكانه طيلة عمرها للإنتصار في هذه المعركة.- يبدو أن تصريحات ومواقف د/المتوكل في الفترة الأخيرة كانت كمن تجاوز الخط الأحمر لدى هذه القوى التي لم تتوان في التخلص منه باعتباره عقبة أمام نجاح الثورة ووصول المعارضة إلى الحكم ، ولعل أبرز تلك المواقف التي أثارت غيض قوى داخل المعارضة وحزب الإصلاح بالذات التالي :o إنتقاد د/المتوكل الشديد لجنود الفرقة الأولى مدرع ، ولعناصر اللجنة الأمنية التابعين للإصلاح جراء اعتدائهم على عدد من الناشطات عند أحد مداخل ساحة الإعتصام ، وقد انتقد د/المتوكل في مقال صحفي تجاهل المعارضة للحادثة وعدم إدانتهم لها ، بعكس الحال عندما أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على الرئيس صالح عندما دعا إلى وقف الإختلاط في الساحة حسب قوله ــ ولم يكتف د/المتوكل بذلك، حيث علق مشاركته في اجتماعات المجلس الأعلى لأحزاب المشترك لفترة من الوقت.أيضاً يتصدر د/المتوكل التيار داخل المعارضة الرافض لإقصاء المؤتمر الشعبي العام من الحياة السياسية وتفكيكه كما حصل للأحزاب الحاكمة في مصر وتونس ، وكما يرغب به الإصلاح ، ولا ينفك د/المتوكل في التأكيد في مقالاته وتصريحاته الأخيرة على ضرورة مشاركة المؤتمر الشعبي العام في الحياة السياسية بعد رحيل الرئيس صالح لضمان التوازن في المشهد السياسي اليمني، وهذا الأمر يتناقض مع رغبة الإصلاح تماماً.كما كان د/المتوكل من الرافضين لعسكرة المسيرات ، والمطالبين بوقف تسيير مسلحين من الفرقة والإصلاح مع المسيرات الشبابية ا لتي يتم إخراجها في شوارع العاصمة ، ويبدو أن هذا الموقف قد أثار حنق قيادات مؤيدة للحسم كقائد الفرقة ورجل المال المعروف ، بل إن المتداول داخل الساحة وبالذات لدى شباب الصمود التابعين للحوثي والذي يمثل المتوكل لهم كأب روحي ، إن المتوكل رجل القناعات المعروف إلتقى مع مجموعة من الشباب بالمبعوث الأممي جمال بن عمرو في زيارته الأولى لبلادنا ، وطرح الشباب لبن عمرو شكواهم من أن الضرب عليهم يأتي من قبل قوات الفرقة بصورة أكبر من التي تأتي من الأمن المركزي ، بل إن بعض الشباب وصف الساحة بأنها سجن داخل الفرقة. أيضاً كان د/المتوكل من أكثر المعترضين على قيام قيادات المعارضة بجولة خارجية ، مؤكداً على أن التفاوض لحل الأزمة هو داخل اليمن.أيضاً كان المتوكل شديد الإستياء من الإعتداءات المتكررة لعناصر الفرقة الأولى على الشباب وبالذات شباب الصمود ، كما أنه تطرق في عدد من مقالاته الأخيرة إلى المخاوف المتنامية لدى الشباب في الساحات من حكم طالبان ، معتبراً أن هذه المخاوف لها ما يبررها.* صراحة لا أعرف هل للإنتقاد الشديد الذي وجهه شباب الصمود في مؤتمر صحفي بتاريخ 13/ 11 للمجلس الوطني ، وكذا هجوم جماعة الحوثي على مناطق في محافظة حجة ، التي تحوي أهم ممتلكات أولاد الأحمر فيها ، هل لها علاقة بمحاولة التخلص من المتوكل ليس واضحاً إلى حد الآن ولكنه غير مستبعد.- يبدو أن موقف د/المتوكل الأخير الرافض لعسكرة جامعة صنعاء والمؤيد لفصل العملية التعليمية عن الأزمة السياسية ، كان القشة التي قصمت ظهر البعير ، حيث قاد المتوكل إعتصاماً لعشرات من أساتذة الجامعات قبل نحو أسبوعين أمام الجامعة للمطالبة بفتحها أمام الطلاب واستئناف العام الدراسي فيها ، بل أنه كسر الحظر الذي حاولت المعارضة فرضه لعرقلة بدء الدراسة في الجامعة ، وذهب لإلقاء محاضراته في الأماكن البديلة التي حددتها إدارة الجامعة للطلاب للدراسة.- مما سبق تبدو احتمالات وقوف قوى في المعارضة وراء محاولة التخلص من د/المتوكل قوية ومفهومه ، الأمر الذي يثير الفزع من دموية هؤلاء وعدم ترددهم في التخلص من حلفائهم من أجل الوصول إلى أهدافهم ، وهو ما يكشف عن حجم الفارق بين تسامح الرئيس مع خصومه وأعدائه وبين دموية معارضيه ليس على خصومهم فقط وإنما على حلفائهم.وفي الأخير ليس في يدي إلا أن أدعو لدكتورنا الفاضل بالشفاء العاجل وأن يعود إلى وطنه.
إخراج محمد المتوكل من المشهد السياسي .. حادث مروري أم محاولة اغتيال؟
أخبار متعلقة