إن الاندفاع الحماسي والعاطفي المتسرع الحاصل في ساحات الاحتجاجات والاعتصامات سببه التعبئة الخاطئة والتوجيه المضلل لبعض وسائل الإعلام المغرضة التي تقوم بتزوير الحقائق وتشويه صور الأحداث كالإضافة والحذف والدبلجة والفبركة الإعلامية المفضوحة، قبل قيام الجهات المعنية بالتحقيق في تلك الحوادث التي لا ترضي الله ولا رسوله وكأن القضية هي قضية حرب إعلامية شرسة بين النظام والمعارضة نظراً لأهمية تأثير الصورة في حياة الناس في ظل ثورة تكنولوجيا المعلومات والفضاء المفتوح الذي حول العالم الى قرية صغيرة.. وكان أولى بمن يقومون بالتعبئة الخاطئة للشباب ويحركون الجموع الصغيرة ألا يصادروا على القائمين بمهمة التحقيق عملهم لكي تأخذ العدالة مجراها وألا يستبقوا هذه العملية بتوجيه التهم جزافاً إلى النظام وكأنه هو الذي ارتكب هذه الجرائم لوحده مع أن الجميع في النظام والمعارضة والقبائل والجماعات الإسلامية المتطرفة يحملون السلاح ويمكن لأي طرف أن يبادر بتفجير الموقف ويلبس الطرف الآخر تهمة قتل الأبرياء وسفك الدماء تحت مبرر أن الذي يملك السلاح المدمر هي الدولة وأنها الجهة التي ينبغي أن تحمي مواطنيها وتفرض سيادتها وسيادة النظام والقانون وبالتالي فإن أي تقصير في حماية المواطنين من قبل هذا النظام الحاكم معناه أنه هو المتسبب في كل الحوادث والأحداث التي حصلت لكل مواطن قتل أو جرح أو تضرر، هذه وجهة نظر المعارضة وشباب الاحتجاجات والاعتصامات، أما المعارضة فإنها تعتقد أنها معصومة من القتل ومبرأة منه لأنها لا ترى نفسها في المرآة.. وتظن أن أضعف الإيمان أن تعارض فقط فليس بيدها مقاليد الحكم والقوة والسيطرة، وهذا التبرير هو حق يراد به باطل للسبب الذي ذكرناه آنفاً وهو أن الجميع يحمل السلاح وأن المعارضة ليست مبرأة مما حدث ويحدث أو منزهة عما جرى ويجري على أرض الواقع. إن البعض يصطاد في الماء العكر ولا يهمه أمر واستقرار الوطن والمواطن فيقوم بتعبئة الناس وشحنهم ويستبق نتائج التحقيقات في الجرائم والحوادث التي حصلت وما زالت تحدث حتى كتابة هذه الأسطر منذ بداية الأزمة الراهنة، حتى الجمع الأسبوعية خلت من أي تسمية تندد وتشجب وتدعو الى تحقيق عادل وشفاف يتم في اليمن لكل الجرائم والأحداث الدامية التي ابرزها حادث الرئاسة الاجرامي على سبيل المثال او غيره ويبدو أن الحشود والاحتجاجات والاعتصامات والمسيرات هي صنيعة التهييج الاعلامي والصور الشنيعة والمفبركة التي تركب وتدبلج من قبل وسائل الاعلام المرئية كقناة الجزيرة وقناة سهيل وتشرف عليها منظمة متخصصة في التزوير والتزييف والفبركة ومشكلة الشباب المعتصمين أنهم يعتقدون بأن الأمن والجيش يحارب في الشوارع والحارات طواحين الهواء وأن ليس هناك عصابات مسلحة أو مليشيات تتبادل اطلاق النار وتقتل بشراً وتأسر جنوداً فيحتج الشباب ويثورون على النظام وينسون بأن هناك أطرافاً أخرى ينبغي أن تتحمل المسؤولية على جرائمها المنكرة.
أخبار متعلقة