عدد من النساء اليمنيات يتحدثن عن شبكة التواصل الاجتماعية الـ(فيسبوك):
يعد موقع (فيسبوك) أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم من حيث عدد المستخدمين، وكان قد شهد ارتفاعاً كبيراً في عدد مستخدميه العام الماضي، متجاوزاً 500 مليون مستخدم. ولا ينكر أحد أهمية التواصل الاجتماعي ومدى تأثيره على عقول الكثيرين الذين أصبحوا لا يستطيعون الاستغناء عنه بل نجد كل يوم ازدياداً في عدد مستخدميه. وكان موقع (الفيسبوك) قد دشن في فبراير 2004م, وفي صيف العام نفسه استخدمت 45 مدرسة هذا الموقع ليرتفع العدد بسرعة إلى مليون شخص بنهاية 2004م. وشهدت أواخر 2006م الانطلاقة الحقيقية لهذه الشبكة الاجتماعية إذ أصبح بإمكان كل شخص في أنحاء متفرقة من العالم الانضمام إلى هذه الشبكة من خلال تسجيل حساب خاص له على الموقع حتى أصبحنا نشاهد شرائح كثيرة من الفنانين والمشاهير والمسئولين والشباب وأولياء الأمور على صفحاته وفي عام 2008 تمت ترجمة صفحة الـ(فيسبوك) إلى عدة لغات.. ومن المعلوم أن مؤسس موقع الـ(فيسبوك) المثير للجدل مارك زكربيرج الذي أصبح ظاهرة عالمية لاقت الجدل والإطراء في آن واحد. لم يكن يتوقع هذا النجاح الذي حققه خلال فترة قصيرة.وعن موقع الـ(فيسبوك) وأهميته استطلعنا آراء بعض النساء اليمنيات وخرجنا معهن بالأحاديث التالية:[c1]تسلية وتضييع وقت[/c]قالت الأخت مرام: بالنسبة لي الـ(فيسبوك) مجرد تسلية وتضييع وقت عندما أشعر بالملل خاصة عندما كنا في السعودية بداية رمضان الماضي نصحتني إحدى قريباتي أن أجرب الـ(فيسبوك) وقالت أنه باستطاعتنا أن نتواصل وندردش مع بعض حتى تحين عودتي إلى اليمن ودخلت إلى موقع الـ(فيسبوك) وقمت بالتسجيل به, في بداية الأمر استصعبته إلا أنني بعد فترة وجيزة تعودت عليه وتعرفت على أصدقاء وأضفت أصدقاء وبصراحة أشعر بأنه مضيعة للوقت خاصة في الإجازة الصيفية وكذلك في ظل توقف الدراسة في مدرستي في العاصمة صنعاء.وأضافت مرام: لكن هذا لا يمنعني من ممارسة هوايات أخرى غير الجلوس على الكمبيوتر.. الـ(فيسبوك) تكفيني له بضع ساعات فقط وبعدها أتركه وأشغل وقتي بأشياء أخرى.[c1] فرصة للتعبير[/c]أما الأخت أنسام فقالت: جعلني الفيسبوك أتعرف على شخصيات معروفة في الوسط الاجتماعي وخاصة أنني اعمل في مجال متعارف عليه وأزداد التواصل بيننا عبر هذه الشبكة جعلني أيضاً أهتم بآراء بعض الكتاب الذين يمتلكون صفحة على موقع الـ(فيسبوك) وأتاح لي فرصة للتعبير عن رأيي ونقل كلمتي لهم عبر صفحاتهم وهذا الأمر بحد ذاته شيء رائع وجديد علينا لأن هذه التكنولوجيا الحديثة لم تكن متواجدة من سنوات مضت ولهذا أجد الـ(فيسبوك) موقعاً اجتماعياً رائعاً للتواصل بين الناس وتقريب المسافات بين الأصدقاء والأقارب الذين يسكنون في الخارج أو البعيدين عن ذويهم.[c1] ينسيني تعب وهموم الدنيا[/c]وبحماس شديد تحدثت الأخت لمياء قائلة: جعلني أهرب من عالم المشاكل والصراعات التي نسمعها كل يوم في بيئتنا وحولنا فأنا عندما أدخل على صفحتي على الـ(فيسبوك) وأرى تعليقات الأصدقاء وأشاهد عدد الزوار أفرح كثيراً وأنسى تعب وهموم الحياة وأدخل إلى دهاليز وعالم الإنترنت وأبحر في الردود على هذا وذاك وأعبر عن فرحي أو حزني بصورة معينة أعلقها على حائط صفحتي وأنتظر التعليقات على ما أكتبه من بعض الأصدقاء والمقربين لي وهذا ما يجعلني أقول إن الـ(فيسبوك) ليست مجرد شبكة تواصل عادية وإنما هي شبكة تواصل خيالية ونادرة لم نشاهد مثلها في عالمنا من قبل.[c1]إيجابيات وسلبيات[/c]أما الأخت سارة فعبرت عن رأيها حول موقع الـ(فيسبوك) وقالت: أرى أن الـ(فيسبوك) شبكة تواصل عالمية تجمعنا بجميع الدول ومثله مثل باقي المواقع والبرامج الخاصة بالدردشة فهو له إيجابيات إذا أحسن استخدامه وله مساوئ إذا تم استخدامه بطريقة خاطئة ولكنه بالأول والآخر يظل في عالمنا هذا هو الرقم (واحد) في التعبير عن الرأي والتعرف على الأصدقاء من كافة أنحاء العالم وتبادل الثقافة .. وللعلم أنا أمتلك حساباً على موقع الفيسبوك وأدخله يومياً.[c1]إدمان على الفيسبوكبالنسبة للأخت مريم قالت: الـ(فيسبوك) بالنسبة لي يشكل حالة إدمان فلا استطيع أن استغني عنه ساعة واحدة وإذا كنت في الخارج أو أدرس فما إن أرجع إلى المنزل حتى أفتح جهاز الكمبيوتر وادخل على الـ(فيسبوك) على طول لأرى صفحتي وماذا كتب عليها وأرى أصدقائي وأدردش معهم واطمئن على أحوالهم خاصة خارج اليمن فأنا كونت صداقات ليست في اليمن فقط وإنما خارجه.[c1] أكتفي ببرامج المحادثة[/c]يختلف رأي الأخت أفنان التي قالت: لا أحد ينكر أهمية الانترنت في حياتنا وأنه أصبح وسيلة سريعة في توصيل ثقافات الشعوب ومعرفة التاريخ وأخبار الفنانين والسياسيين والشعراء والكتاب وما إلى ذلك وانتشار شبكات تواصل اجتماعية كالـ(فيسبوك) و(تويتر) و(ماي سبيس) وغيرها كان لها وقع مختلف على ثقافة الفرد وأصبح لا غنى عنها في حياته اليومية وازداد شغفاً بمعرفة ما يدور حول العالم على صفحات هذه الشبكات وغير ذلك وأنه بإمكانه أن ينشئ صفحة خاصة تحمل اسمه ويحمل فيها صوراً وكتابات وآراء ويجذب أصدقاء إليه ويتعرف على أصدقاء وهذا بحد ذاته انجاز رائع للتكنولوجيا والتقنية التي استطاعت أن تواكب متغيرات العالم من حولنا وتعمل على استقطاب الشخص عبر وسائل بات من السهل استخدامها طالما هناك تقنية اسمها انترنت. أنا شخصياً جربت أن أعمل حساباً على الـ(فيسبوك) ولكني بعد فترة قمت بإغلاقه لأنه لم يرقني وشغل وقتي عن أمور كثيرة فاكتفيت بشبكة الانترنت وبرامج المحادثة.وأبدت الأخت رانيا تخوفها من استخدام موقع كالـ(فيسبوك) وقالت: أنا لا انصح باستخدامه لأنه ليس فيه خصوصية وإذا فكر الشخص في أن يضع صورة شخصية له سيجدها أصبحت منتشرة وهذا الأمر أيضاً بالنسبة لمعلومات شخصية عنه وهذا ما يجعلني أتجنب الاشتراك فيه واكتفي بمتابعة بعض الأشخاص على صفحاتهم دون التسجيل أو التعليق. وأحياناً أجد فيه عيوباً فمثلاً يقال عليه أنه يمثل حرية الرأي والرأي الآخر ولكني لا أتفق تماماً مع هذا الرأي فأحياناً أدخل صفحات لناس أعرفهم فأجد بعض الشتائم هنا وهناك وكلاماً لا يليق أن يقرأه أو يسمعه أحد لهذا لا يمكن أن تكون حرية الرأي والتعبير بهذه الصورة السيئة.[c1]مجرد رأي[/c]كما أشرنا سابقاً أن موقع الـ(فيسبوك) من أهم شبكات التواصل الاجتماعي وقد يكون له فوائد وإيجابيات كثيرة خاصة أنه يجعل شرائح عديدة من المجتمعات يتواصل بعضها مع بعض دون قيود أو ضوابط تمنع ذلك وتجعل مجموعة أخرى تعبر عن رأيها بحرية تامة وتجعل البعض يقوم بتنزيل صورة ومقاطع موسيقية يهديها لأصدقائه أو فيديو له وهو بحفلة أو بمكان ما يتمشى وهذا كله رائع.. ولكن لا يجب أن ننسى الوجه الآخر والخطير لهذه المواقع.. وما يجب أن يتنبه له البعض وهو عدم وضع أي صورة شخصية له عبر الصفحة حتى ولو كانت محددة للأصدقاء فقط فيجب أن يعرف أن هناك صائدين للصور من هاكرز وغيرهم وكذلك بالنسبة لبعض المعلومات عن حياته الشخصية وأموره الخاصة, لذلك يجب التعامل بحذر مع هذه الشبكات الاجتماعية وألا يطمئن الشخص عندما يقال أن هناك ميزة حماية الخصوصية فلا توجد حماية للخصوصية في ظل عالم الإنترنت المليء بالهاكرز والفيروسات وهناك محترفون في هذا المجال مهمتهم الأساسية فقط هي الاصطياد.. فيجب على النساء خاصة الحذر أكثر في التعامل بحرية مع ما يسمى بشبكات التواصل الاجتماعي وألا تجعل هذه المواقع كغرفة خاصة لها تضع فيها كل مقتنياتها وأشيائها الخاصة حتى لا تقع في المصيدة.