لم يكن ذلك التوجيه لفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح القاضي بنقل القيادي الأبرز في تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارضة والأمين العام لحزب اتحاد القوى الشعبية الدكتور محمد عبد الملك المتوكل للعلاج في العاصمة الأردنية عمان على نفقة الدولة، جراء الحادث المروري الأليم الذي تعرض له الأسبوع قبل الماضي، وعلى متن الطائرة الرئاسية الخاصة نظراً للحالة الصحية الحرجة التي يمر بها د/المتوكل.. لم يكن هذا الموقف الإنساني النبيل جديداً أوغير مسبوق من الرئيس تجاه معارضيه أو خصومه السياسيين المعارضين.. بل تعود عليه الجميع وصار معهوداً ومشهوداً منذ أن عرف اليمنيون علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية الشطرية والموحدة حيث يقف بمنتهى الإنسانية والمسؤولية مع معارضيه في أمراضهم وعلاجهم ومحنتهم ويتحمل ذلك بضمير إنساني وقبل د/ محمد المتوكل الكثير من السياسيين المعارضين مد لهم الرئيس يد العون والمساعدة ووجه بعلاجهم على حساب الدولة.. حسناً الرئيس ينظر إلى بعيد وليس ممن يصفون الحسابات.. ينظر إلى كل اليمنيين على أنهم رعيته.. أما الدكتور محمد المتوكل شفاه الله فهو من يتذكر ويجاهر بمواقف الرئيس إلى جانبه في علاجه قبل مدة عندما تعرض لازمة صحية خطيرة فقد أنقذ حياته بنقله للعلاج في الخارج وهذا كان قبل عام ونصف فقط.. في أكثر من مقابلة صحفية يذكر د/محمد هذا الجميل عرفاناً منه.. شخصياً أرى د/محمد المتوكل أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء والسياسي المعارض الرائع من خيرة الشخصيات الوطنية المحترمة وصاحب مواقف شجاعة قد تختلف معه.. لكن تشعر انه مثقف وطني ومنفتح ويرفض التطرف ويرى المصلحة الوطنية العلياء أهم من انتصار مشروع ضيق الأفق حتى وان كان من المشترك أو حزبه وهو موقع عليه، يعتدل ولا يكابر وما قراره بالتوجه إلى طلابه في جامعة صنعاء للتدريس الا دليل على انحيازه إلى رغبة الشعب.. فيما الرئيس تضاف هذه اللفتة الإنسانية إلى رصيده الحافل بالعطاء الإنساني في سفر قيادته لليمن الحبيب.مواقف سريعةثمة شعور بالحزن والألم ينتابني في كل لحظة اتذكر فيها الكارثة المهولة والمأساة الإنسانية التي صارت تعيشها محافظة أبين وتحديداً عاصمتها زنجبار وجارتها جعار التي استباحتها الجماعات الإرهابية لتنظيم القاعدة منذ زهاء نصف عام وشردت جميع السكان من بيوتهم قسراً ونهبت وسلبت ودمرت كل مرافقها وبناها التحتية الخدمية.. كيف لا نشعر بالأسى والقهر وكل هذا الجرم والطوفان يحصل بحقنا وأرضنا وكيف نسكت على هذا المنكر الصادم الذي لم يستوعبه الكثير من أبناء أبين حتى بعد مرور نصف عام..إذا كان مسلحو القاعدة اجتاحوا أبين وشردوا أبناءها في مدارس عدن ولحج وبيوت الإيجار... الخ.. فان هناك بعض المسئولين في هذه المحافظة المنكوبة يمارسون أسوأ صور التعذيب بحق النازحين..تحية شكر للمناضل أحمد الرهوي وكيل محافظة أبين مدير عام مديرية خنفر الذي قدم الكثير من التضحيات ابتداء من والد الذي صفي في سبعينات القرن الماضي من قبل النظام السابق وحتى اقرب الناس اليه.. والرهوي الذي جاء من أسرة وقبيلة مناضلة شريفة أبى أن يلوث سمعته في مساعدات نازحي مديريته وفي مخصصات مادة الديزل وغيرها وتنازل حتى على حقوقه كونه أمام تحد اكبر وينظر إلى بعيد وليس إلى بين قدميه والمطلوب منه الوقوف مع المنكوبين ولان لا يتركهم فريسة الوجه الجديد للفساد.
الرئيس والموقف الإنساني مع المتوكل
أخبار متعلقة