ليس كل ما يلمع ذهباً، ولا كل ما يقال حقيقة، ولا أي تأويل للقرآن أو الحديث.. يعد صحيحاً خالصاً، وليس كل ما يجيء من الغرب خيراً كله، ولا كل من رفع شعارات الحرية والمساواة.. قائداً مخلصاً، أو حزباً أو ائتلافاً ثورياً مثالياً. ورسخت في ذاكرتنا، تجارب الحياة، ودروس التاريخ أن هناك كما هائلاً من الشعارات الزاهية البراقة، والمقولات الجميلة الرائعة، ظاهرياً، تسببت في موت الملايين، وتجويع ضعفهم، وتشريد آلاف منهم. إذا غنيت للجائع استمع لها ببطنه لا بأذنه، والبطن الجائعة، يسكت صوتها رغيف الخبز لا الشعارات الجميلة المخدرة، والأصوات الصاخبة المزمجرة في مسيرات الشوارع التي لا توفر للأطفال الحليب ومشتقاته، بل قد تكون سبباً- إذا تمادت - في تعاستهم، وإزهاق أرواح عائليهم. كثير من الشعارات المرفوعة منذ ستين أو خمسين عاماً .. بين الفترة والأخرى.. تحمل نسبة كبيرة من السمية، وقد غفل عنها الفكر الوطني الرصين، وغلب عليها الحماس الفياض المتدفق لأن العرب قوم أو أقوام عاطفيون، وهم أكثر الأمم انفعالاً بالشعارات، وعشقاً للمسيرات، وهياماً بالمعارضات والمناكفات، ولم يدركوا الألم الجارح أو المأساوي إلا بعد وقت طويل، و( ياليت) عمرها ما كانت بتعمر بيت.وهنا أشير إلى أهمية التعاطي العقلاني مع مستجدات راهن الوضع، ومرونة استيعاب إفرازاته الخطيرة، فالشياطين غادرت الكهوف المظلمة، وجاءت تعيش معنا وتعايشنا.. راضين أو مكرهين.. لا يهم، المهم أننا نحترق في أتون هذا الواقع المؤلم الحزين، الأجواء غدت مسممة، والأحقاد تنهش في النفوس نهشاً، وتصور الفعل الإجرامي التدميري.. نصراً كاسحاً مؤزراً. الحاجة إلى التعقل.. في اللحظة الحالية.. أحوج ما يكون الاحتياج إليها من أي وقت آخر، فمعارضة المشترك والسلطة جربت عدة وسائل معظمها تدميرية، ولم ينل أحد الفريقين أو الجناحين مبتغاه غير مئات وآلاف الضحايا، وفظاعة الإيلام والتعذيب للمواطنين، والتخريب لعدد كبير وحساس من البنى التحتية، وتأكد جلياً أن كل فريق لا يستطيع إلغاء الآخر، أو تجاوزه بطريقة غير قانونية، إذاً لابد من التحاور معه، ولا ينتظر من الخارج أن ينزل له بباراشوت الحل لينتزع السلطة ويسلمها لها بمنتهى السهولة.. مما يذكرنا بقول الشاعر القديم الذي خوطب به الآخر المغتر مخاطبة المنكر: [c1]جاء شقيق عارضاً رمحه إن بني عمك فيهم رماح [/c]صحيح أن المال الحرام الملطخ يفعل فعله.. في إراقة دماء بريئة وغالية، وتخريب اقتصادي مهول لكنه لن يوصل إلى الهدف المراد، ولو كان عبر سياسة الأرض المحروقة. اتقوا الله في أنات المرضى، وفجائع الكهول، وصرخات النساء، وبكاء الأطفال، ورهبة الفتيات، ورعب المواطنين من القادم المجهول الذي يتصورونه.. وحشاً كاسراً مخيفاً، وإذلال اللقمة اليومية للبطون الجائعة. ويؤلم ويقهر أن الدم المسال هنا وهناك.. يمني، ووجود كثير من المتأثرين بأفلام (دراكولا)، وأن الهروب المكابر من الحوار.. سيضطر المتحاربين في الأخير إلى الجلوس على مائدة الحوار لكن بعد أن يكون قد غنى لنا الدمار، ورقص معنا الخراب، واحتضننا السراب بعد تحول مزارعنا الخضراء إلى يباب. [c1]إشارات [/c]*اعتقد أننا نحن بحاجة إلى ترشيد استخدام الشعارات، ويرى البعض أن الذين لا يستطيعون أن يبنوا، أو يشيدوا إنجازات.. يعوضون بالإبداع في الشعارات. *الأغلبية الصامتة.. متى تتحول إلى أغلبية صادمة أو صادقة أو صارمة أو صارخة؟! الطرفان يخطبان ودها، وهي غامضة المشاعر والميول تماماً مثل ليلى في قول الشاعر: [c1]وكلٌ يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا [/c]* اليمن .. أمام اختبار عسير، وليس باليسير لتصويب وجهة المسير، وتقرير المصير حيال موجات التغيير. * صناعة التخويف، وصناعة التخوين، وصناعة الأكاذيب.. منتجات يمنية غير قابلة للتصدير، والتسويق محلي فقط، والحقوق مكفولة. * السياح العرب، وبالذات من الخليجيين الذين كانوا يقصدون مصر وسوريا وتونس أرغمهم الربيع العربي الدموي هذا العام على التوجه إلى تركيا التي قطفت ثمار هذا الربيع، وقد صرح مصدر تركي رسمي بأن نسبة هذا العام مذهلة جداً، وتجاوزت (75 %) قياساً بأعوام سابقة، مبروك لتركيا، ومبروك لمراد ومهند ونور. *مع انطفاءات الكهرباء.. ليالينا مظلمة لكن قلوبنا مضيئة. * قلة قليلة جداً من كوادر أبين.. يحس المواطن أنه يحترم عمله، ويجتهد فيه لتقديم عطاء أفضل، ويعمل على نوبتين .. بجانب خلق التعامل المهذب مع المتابعين.. إنه الكادر محمد أحمد امبله مدير عام مكتب الصناعة والتجارة بأبين. [c1]آخر الكلام[/c]يجف الحلق، ويتخشب اللسان، وتخشوشن الكلمات عندما يحاول أن يقول الصدق بعض ممن امتهن الكذب كصناعة، ويصير حاله كالقائل: [c1]الكذب مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً سيئ الأعراق [/c]
أخبار متعلقة