غضون
* الملتقى الدائم لأهالي الأحياء السكنية المتضررة من مخيمات المعتصمين في العاصمة صنعاء أصدر بياناً قبل يومين أعلن فيه تلك الأحياء السكنية مناطق منكوبة بسبب الاعتصام المستمر منذ تسعة أشهر ونصف. وليس نكاية بالمعتصمين أو من يطلقون على افعالهم ثورة شبابية شعبية سلمية إذا قلنا إن الملتقى الدائم لسكان تلك الأحياء لم يبالغ حين أعلنها مناطق منكوبة، فهي منكوبة، وخطباء الاعتصام أو ساحة التغيير وكذلك خطباء الجمعة التي كانت تقام في المكان ثم نقلت إلى شارع الستين قد وجهوا بيانات وخطباً إلى سكان تلك الأحياء مراراً، وباسم المعتصمين يعترفون فيها أن وجودهم سبب مشاق وأذى للسكان والتجار وأنهم اضطروا للنزول في ضيافتهم، واستعطفوا السكان أن يعذروهم وأوصوهم بالصبر.لكن ذلك لم يغير من الأمر شيئاً، بل ازدادت معاناة السكان مع إدخال المسلحين إلى الخيام وعسكرة الساحة وما جاورها من قبل اللواء الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع الذي أنزل ضباط وجنود الفرقة بين المعتصمين وأقام نقاط التفتيش والمتارس في الشوارع ومراكز التوقيف والحجز ونشر الآليات العسكرية الثقيلة في كل شارع وزقاق في كل تلك الأحياء.* إن نصب خيمة عرس في شارع لمدة ثلاثة أو أربعة أيام يتسبب في تقييد حركة السكان وفي إزعاجهم بالأصوات الصاخبة، وهو مجرد عرس أيامه معدودة وكله سلام وفرح، فما بالكم باعتصامات متواصلة منذ أكثر من تسعة أشهر أقاموا لها الخيام على طول الشارع من الجامعة القديمة إلى الجديدة، وامتدت إلى الشوارع الفرعية داخل الأحياء السكنية الواقعة بين شارعي هائل والزراعة وما بعدهما، ويتحرك المعتصمون داخل هذا المحيط ليلاً ونهاراً بالمسيرات والخطب والأناشيد، ولجانهم الأمنية تضع سكان الأحياء قيد المراقبة على مدار الساعة، ثم تضاف إلى هذا كله الفرقة الأولى مدرع التي نزلت بجنودها وآلياتها وأقامت نقاط المراقبة والتفتيش واستخدمت العنف الذي طال معتصمين قالت الفرقة إنها نزلت لحمايتهم فما بالك بسكان الأحياء الذين يعتبرون بنظر الفرقة واللجان الأمنية الإصلاحية وبعض المعتصمين موضعاً للشك والتهم، ومن يبدي منهم مجرد تذمر يعتقل ويضرب بدعوى أنه “بلطجي” بل إن بعضهم قتل عمداً على أيدي جنود الفرقة الأولى والمسلحين الآخرين الذين صاروا يحتلون جزءاً واسعاً من الساحة.* هي إذا أحياء سكنية منكوبة .. منكوبة لأن الحركة التجارية فيها فقدت، والسكان حركتهم مقيدة ومحرومون من لحظة هدوء، يعانون صعوبة في التسوق والتعليم والتطبيب، وأمنهم الشخصي مفقود، وبيئتهم ملوثة، ومصالح الملاك تضررت جراء إغلاق المتاجر والمطاعم وخروج المستأجرين من سكناهم، بل أن أصحاب عمارات أغلقوها ونزحوا مع أسرهم إلى أماكن آمنة فاحتل معتصمون تلك العمارات عنوة. هي مناطق منكوبة .. فأهلها عرضة للضرب والقتل، وازداد الخطر مع نشر الآليات العسكرية للفرقة على نطاق واسع في تلك الأحياء، وإقامة المتارس في الشوارع والأزقة، وتمركز مسلحين وجنود الفرقة في العمارات العالية، وقد أدت المواجهات المسلحة بين هؤلاء وبين جنود الأمن المركزي الذين يحاولون منعهم من تجاوز شارع الزبيري، أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين.هي لهذه الاعتبارات، واعتبارات أخرى لا تتسع المساحة لبسطها، مناطق منكوبة .. فمن يغيث المنكوبين؟