بعد أن منحت هذا العام لثلاث نساء، إحداهن من بلادنا، جائزة نوبل للسلام من مؤسسة غير حكومية دعماً لنضال المرأة السلمي وحضها على مواصلة جهودها السلمية من أجل تحقيق مطالبها الحقوقية والمشروعة بطرق حضارية غير عنيفة، وبعيدة عن التحريض المؤدي إلى الفوضى والقلاقل وزعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة وتهديد السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية وسقوط العديد من الضحايا والأبرياء نتيجة الصراع على السلطة .. هناك جائزة سلام أخرى منحت لليمن ولكن هذه المرة من مجلس الأمن الدولي .. هذه الجائزة هي القرار الأممي (2014) الذي يحث كل الأطراف في اليمن على التعامل بطريقة بناءة للوصول إلى حل سلمي للأزمة. وأشاد ذلك القرار في صياغته بجهود أمين عام مجلس التعاون الخليجي وعزز وساند ودعم مبادرة المجلس الهادفة إلى ايجاد حل لأزمة اليمن الراهنة، ورحب ذلك القرار بالمساعي الحميدة التي يبذلها الأمين للأمم المتحدة بما فيها الزيارات التي يقوم بها مستشاره الخاص، وأكد على الحاجة، لإجراء تحقيقات نزيهة ومستقلة وشاملة تنسجم مع المعايير الدولية إزاء الإساءات وانتهاكات حقوق الإنسان وأدان استخدام القوة ضد المتظاهرين العزل ودعا إلى ضبط النفس وإلى الالتزام الفوري والكامل بوقف إطلاق النار وتشكيل لجنة للتحقيق في الأعمال التي قادت إلى قتل يمنيين أبرياء.إن مجلس الأمن من خلال قراره ذاك يكون قد أعرب عن قلقه بشأن الحالة الأمنية والحالة الإنسانية والاقتصادية المتدهورة بسبب عدم وجود أي تقدم فيما يتعلق بالتسوية السياسية في بلادنا وكذا بسبب إمكانية الانزلاق نحو مزيد من تصعيد العنف.إن مضمون وفحوى رسالة هذا القرار الأممي يقول لأطراف الصراع على السلطة في اليمن أن أحسن جائزة سلام في بلادكم هي التي تكون من صنع وإبداع أياديكم أنتم ايها اليمانيين وأن حل مشكلة اليمنيين وإصلاح ذات بينهم لايكونان إلا بأيدي حكمائهم وعقلائهم، والامثال تقول: (صاحب البيت أدرى بالذي فيه) و(أهل مكة ادرى بشعابها) و(ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك) والصلح خير ولايكون إلا من خلال إيجاد تسوية سياسية مبنية على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي كضرورة لاحداث عملية منظمة وشاملة والتوقيع عليها وتنفيذها بأسرع ما يمكن والتعهد بالالتزام بها من كافة أطراف النزاع على السلطة.ومجلس الأمن في قراره الآنف الذكر يشجع المجتمع الدولي على تقديم المساعدات الإنسانية لبلادنا .. وأخيراً فإن هذا القرار (الجائزة) الذي يعبر عن إرادة المجتمع الدولي وهم أناس أجانب كأن قلوبهم على اليمن ومصلحة اليمن واكثر حرصاً ووطنية على الوطن اليمني من كثير من أبناء هذا الوطن الذين تمردوا على الشرعية وعلى النظام ودمروا الكثير من منجزات هذا الوطن وقتلوا واستباحوا دماء الكثير من أبناء جلدتهم ومازالوا حتى هذه اللحظة يفسدون في الأرض ولايصلحون ويقودون البلاد إلى شفير وسعير الحرب الأهلية الذي لايتمناه المجتمع الدولي الذي يهمه صيانة الأمن والسلام العالميين بموجب ميثاق الأمم المتحدة.القرار جاء متوازناً وفي وقته المناسب كفرصة ذهبية ربما قد لاتعوض فعلى المخلصين من أبناء الوطن حكومة ومعارضة استغلال هذه الفرصة وانقاذ سفينة الوطن من الانزلاق إلى الهاوية وإثبات من هو مع الوطن الكبير أو من ضده؟ مع العلم بأن الحزب الحاكم قد أبدى استعداده للتعامل مع هذا القرار بايجابية ولم يتبق إلا المتلكئون والمراوحون والمترددون ..!!
أخبار متعلقة