عندما تنعت المعارضة النظام الحاكم ببقايا النظام وعندما تنعت صاحبة جائزة مخترع الديناميت الأخ الرئيس بالرئيس المخلوع، وقناة (سهيل) تنعت الأخ الرئيس وأولاده وأولاد أخيه بعصابة صالح وتنعت من يقف مع النظام والشرعية ببلاطجة النظام، وتعتقد المعارضة بمختلف أطيافها بأن كل من يقتل هو من فعل النظام وبلاطجته وأن النظام هو الفاسد وهو الذي يسعى إلى إشعال حرب أهلية وأنه هو الذي يقطع الطريق ويتمترس في الشوارع والمدارس والجامعات وأنه هو من يؤزم الأمور ويقطع التيار الكهربائي وأنبوب الغاز ويمارس أصناف الإرهاب داخل البلاد وينهب الممتلكات العامة والخاصة وهو المجرم الحقيقي والشرير الذي يمارس كل هذه السلوكيات الخارجة عن النظام والقانون وهو الذي أوصل البلاد إلى فراغ دستوري حتى تمضي إلى طريق مسدود ومصير مجهول وهو الذي يحاول الاستقواء بالخارج وتدويل القضية اليمنية .. فمن هو الوطني هنا من غير الوطني؟ ومن هو المنقلب على الشرعية والنظام والدستور واستبداله بالفوضى والدمار والقبح وتهديد السلام والأمن والسكينة والتماسك الاجتماعي، ومن الذي أوقف عجلة التنمية الاقتصادية والتعليمية والثقافية والصحية وهدد الأمن؟ ومن الذي أوصل البلاد إلى حافة الهاوية وإلى هذه الحالة الصعبة والحرجة التي أزمت الأمور بسبب هذه الأفعال المشينة التي لاتسر عدواً ولا حبيباً؟ ومن هو الذي لايقبل بلغة الحوار السلمي بين الأمم والشعوب، ومن باب أولى الحوار بين أبناء الوطن الواحد؟ فهل يدل كل ما ذكر آنفاً على حجة صحيحة وعلى فهم دقيق ومنطق واقعي متطابق مع الواقع الراهن الذي نلسمه ونعيشه؟ أم يدل على قفز على هذا الواقع وتجاوز لظروفه وطبيعته الموضوعية بخيال رومانسي مجنح وتصور واقع آخر غير الذي نعيشه وكأن الذي يعتقد أو يظن ذاك يعيش في وهم أضغاث أحلامه الوردية.وبالعودة إلى بداية مقالتنا هذه من اجل معرفة مدى انطباق النعوت الواردة فيها ومدى واقعيتها ومصداقيتها على النظام أم على المعارضة الممثلة بعصابة أولاد الأحمر والأفراد المنشقين بقيادة المتمرد علي محسن والعناصر القبلية التابعة لصادق الأحمر وجماعة الاخوان في بلادنا والشباب والحوثيين والحراك وفي مقدمة هؤلاء جميعاً تكتل أحزاب المشترك هذه الأحزاب المفلسة والمتخبطة التي لاتملك رؤية وطنية واضحة تخرج البلاد من أزمتها الراهنة سوى تكريس الإرهاب وتكثير تجار الحروب وصناعة الموت والفتن ..!! وتفنيداً للنعت الأول فإن القول بأن النظام الآن هو بمثابة بقايا نظام حسب اعتقاد المعارضة فإن هذا الزعم لا أساس له على أرضية الواقع والعكس هو الصحيح فمازالت الدولة متماسكة رغم مرور تسعة أشهر من الاحتجاجات والاعتصامات ولم تستخدم الدولة القوة المفرطة ضد المنقلبين عليها وعلى هيبتها.ومازالت الاغلبية الصامتة التي منحت أصواتها للأخ الرئيس عام 2006م لم تخرج للاحتجاج أو الاعتصام في الشوارع والساحات لاخوفاً منها أوجبنا أو تفضيلاً للسلامة بل رضى بما تقوم به الدولة والنظام في فرض هيبتها تجاه الخارجين على النظام والقانون والدستور، وقد عاد إلى الشرعية الكثير ممن تعاطفوا مع ثورة الشباب في بداية سلميتهم وبعد أن دخل وسط الشباب شياطين المتمردين والانقلابيين على الديمقراطية من العسكر والقبيلة والأحزاب و(الإخوان المسلمين) والعناصر الإرهابية الأخرى التي افقدت الاحتجاجات والاعتصامات سلميتها وسلبتها حقها المشروع في التظاهر الحضاري من أجل التغيير .. وتعقيباً على النعت الثاني لصاحبة جائزة مخترع الديناميت المدمر، والتي تظن وتزعم بأن رئيس البلاد قد صار في تفكيرها مخلوعاً مع أن الرجل مازال يمسك بزمام القيادة ويأمر وينهى ومازال العالم يعترف به كرئيس للجمهورية اليمنية لذلك نقول لصاحبة جائزة السلام (وليس العنف الثوري) أن أحلامك وخيالك المجنح بعيدة عن الواقع والمجتمع والناس، والعالم لايحترمك إلا على قدر واقعيتك ومصداقيتك لا على قدر رومانسيتك وأحلامك الوردية التي لاتمت للواقع بصلة أما عن الجائزة التي حصلت عليها فقد شككت أنت بنفسك فيها حين قلت عبر إحدى القنوات الفضائية عن جائزة نوبل للسلام بأن عليها علامة استفهام؟؟!وهنا نود أن نذكرك كمسلمة بقول الله سبحانه وتعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ..) والعجيب والغريب أن أحد الكتاب قد وصف من يظن أو يعتقد بأن حصول بنت كرمان على الجائزة هو نتيجة ترشيحها من قبل دولة أو سفارة أو هيئة أو منظمة بأنه صاحب عقلية متخلفة (في نظر ذلك الكاتب) وأن هذه العقليات (من وجهة نظره) هي التي تسببت وتتسبب في تخلف المجتمع اليمني (انتهى كلام ذلك الكاتب) وكأن تقدم الشعوب وانعتاقها من ربقة الجهل والظلام والتخلف مرتبط بحصول تلك الشعوب على جائزة نوبل للسلام وليس بجهودها ومثابرتها في طلب العلم والمعرفة وتنمية قدراتها في الصناعة والتقدم التكنولوجي وزيادة رياض الأطفال والمدارس والجامعات ومراكز البحوث العلمية والتقدم والتطور في الرياضة والفنون المختلفة مع العلم بأن هناك دولاً لم تحصل على جائزة نوبل للسلام ومع ذلك نراها متقدمة ومتطورة .. إلى هنا اكتفي بنقد وتفنيد النعوت الآنفة الذكر وكذلك الافتراءات والمزاعم والظنون والأوهام والتهم التي تلصقها المعارضة بالنظام وكلها مبررات واهية بل مردودة على اصحابها لأن الشعب اليمني أغلبه مسلح والمتهورين والانتهازيين كُثر وكذلك تجار الحروب وما أكثرهم في بلادنا .. وهل تظن المعارضة أنها من الملائكة وأنها معصومة من الوقوع في الخطأ وأنها حمل وديع وأنها بمثابة المجني عليه والنظام هو الجاني وأنه وحش مفترس؟! وكان أولى بالمعارضة أن تتهم نفسها أولاً وأن تحاسب نفسها أولاً قبل اتهام ومحاسبة الآخرين وأن لاتزكي نفسها لأن الحكيم العليم يقول في محكم التنزيل: (ولاتزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى).فكلما كنا أكثر اقتراباً من الواقع في تفكيرنا وسلوكنا وخطاباتنا احترمنا الآخرون ووقفوا إلى صفنا وكنا محط أنظار العالم وتقديرهم واهتمامهم وإلا فقولوا لنا هل سمعتم في الدنيا بأكملها عن نظام ودولة يهمها أمن واستقرار وتقدم شعبها تقوم بتخريب عشها بيديها وتقوم باختلاق التهم والظنون وتلصق الافتراءات والنعوت المقيتة في نفسها؟! أم أن تلك الافتراءات من اختلاق الخصوم لتلك الدولة وذاك النظام الذي لم تستطع التغلب عليه بالطرق والوسائل الديمقراطية الحضارية فلجأت إلى الطرق والوسائل الأخرى غير المشروعة التي عادة ما يلجأ إليها العاجزون والحاقدون على الوطن والمواطن.
أخبار متعلقة