غضون
* سير المعارضون مسيرتين كبيرتين في صنعاء يومي السبت والأحد. وكالعادة تبدأ المسيرة سلمية تم تتحول إلى العنف بمجرد الوصول إلى منطقة التماس أو ما يسمونها “ تجاوز الخطوط الحمراء” وقد رأيت بعيني جنود الفرقة الأولى مدرع وهم يطلقون النار من وسط المسيرة على وزارة الخارجية، وفي الوقت الذي كان المتظاهرون يتوجهون مع أفراد الأمن المزودين بالهراوات وعربة مياه الرش في منطقة عصر ويتبادلون الحجارة ومسيلات الدموع كان جنود الفرقة يتوغلون وسط الجموع ويطلقون الرصاص، وكان متظاهرون ينادونهم : يا جنود الفرقة أوقفوا إطلاق النار.. يا فرقة رجاء لا تطلقوا النار، ولكن دون جدوى . وسواء كان أولئك جنود الفرقة الأولى الذين يقول علي محسن الأحمر إنهم مكلفون بحماية المعتصمين والمتظاهرين ، أو كانوا من مليشيات حزب الإصلاح قد ارتدوا زي الفرقة الأولى مدرع فالأمر لا يختلف. ففي الحالتين هم يستخدمون السلاح في مظاهرات سلمية ويقتلون متظاهرين وموالين ، والهدف هو اتخاذ الضحايا وقوداً في المعركة السياسية خاصة أن المسيرتين الأخيرتين هما ضمن برنامج تصعيدي للفت نظر مجلس الأمن الذي يتداول الأزمة اليمنية هذا الأسبوع.* في مسيرة أمس الأحد قتل المقدم محمود منصور قائد كتيبة الصاعقة في الفرقة الأولى مدرع في مواجهة مسلحة بينما كان هو وجنوده يعملون تحت مسمى حماية المعتصمين أو المتظاهرين وفي مسيرة السبت تباهوا أنهم أحرقوا بالبوازيك ثلاث مدرعات لقوات الأمن.. وفي ذات الوقت يقولون إنها مسيرات سلمية .. هي مسيرات سلمية فعلاً لو لم ينخرط فيها ضباط الفرقة الذين يقتلون متظاهرين ورجال أمن وموالين للسلطة مدنيين ، بينما الادعاء السائد إن هؤلاء يحمون المتظاهرين ، وأن القتل يحدث من قبل ما يسمونه “ بقايا النظام” .. ولا نبرئ الجنود النظاميين من الأخطاء ولا نستكثر عليهم أيضاً حقهم في الرد على المسلحين الذين يهاجموهم من داخل المسيرات ، إلا أن دلائل كثيرة وتقارير حقوقية قد أكدت أن مسيرات المعارضين تكون مصحوبة بمسلحين أو جنود الفرقة ، وهذا ما أشار إليه تقرير فريق لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الذي ذكر أن هناك عنفاً متبادلاً ..يوم السبت الماضي كان المصور التلفزيوني بقناة الفضائية اليمنية عبد الغني البريهي يصور المسلحين أو الجنود الذين انخرطوا في المسيرة ويطلقون النار في عصر فتم اصطياده وغنم المسلحون أو جنود الفرقة كاميرته التي صور بها أفعالهم وهذا هو مصير كل من يحاول فضحهم .ولهذا السبب لا يجرؤ الموالون للسلطة رصد ما يحدث في تلك المسيرات.* يوم السبت كان أول إنجاز حققه بعض المتظاهرين وهم يدخلون شارع الزبيري من جهة جولة عصر أنهم أحرقوا خيمة من القش والأعواد يقيم فيها متشرد منذ سنوات فقد زعموا أن ذلك المتشرد هو عميل للأمن القومي يدعي الجنون.. الطريف في هذه المأساة هو سخرية ذلك المتشرد من الذين أحرقوا وكره أو خيمته فقد قال: “ الثوار أحرقوا القصر الجمهوري حقي” ! وللأسف أن كثيراً من المشاركين في المسيرات مسكونون برهاب للأمن القومي .. فالمتشردون والمجانين يتم الاعتداء عليهم بزعم أنهم عملاء أمن قومي والطريف أيضاً أن منطقة الحصبة التي يقع فيها نفوذ أولاد الأحمر صارت المنطقة الوحيدة في اليمن التي ليس فيها شخص مجنون يهيم في الشارع أو يرقد تحت كومة كراتين، ذلك لأن أولاد الأحمر اعتقلوا المجانين وسجنوهم في سجونهم لذات الرهاب أو الوهم أي أن المجانين هم عملاء أمن قومي.