عدن / وداد شبيلي: ت / محمد عوض : نظمت وزارة الثقافة والسلطة المحلية بمحافظة عدن مساء أمس بقاعة فلسطين للمؤتمرات حفلاً خطابياً وفنياً ابتهاجا بالعيد الثامن والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ، بحضور الدكتور محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة والأخ عبدالكريم شائف أمين عام المجلس المحلي بعدن .وفي الحفل القى وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي كلمة أوضح فيها أن الثورة الأكتوبرية ضد الاستعمار كانت تعزيزا ودعما لثورة السادس والعشرين من سبتمبر ضد النظام الامامي الاستبدادي في شمال الوطن .. مشيرا الى انه بقيام هذه الثورة اكتمل مدار الثورة اليمنية ضد الإمامة والاستعمار واستمرت مسيرتها لتحقق الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م لنصل إلى عرس الثورة وغايتها في 22 مايو 1990م عندما ارتفعت راية الوحدة وتم الإعلان عن قيام الجمهورية اليمنية في مدينة عدن الباسلة التي شهدت نضالاتها نهاية الامبراطورية الاستعمارية البريطانية التي غابت عنها الشمس وولادة الجمهورية اليمنية التي أعادت أمجاد اليمن السعيد ووحدت أبناء سبأ وحمير وريدان وحضرموت في يمن واحد موحد وفي مشروع وطني كبير كان توجهه نحو المستقبل وتقوم أعمدته على التنمية والبناء وتأسست أركانه على الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة .وقال الدكتور المفلحي: لا نستطيع أن ندرك حقيقة الثورة ودلالاتها العميقة في التاريخ اليمني إلا إذا استعدنا صورة الماضي المؤلم الذي مرت به اليمن في ظل الحكم الامامي وتحت نير الاستعمار البريطاني وفي وطن ممزق تتجاذبه اتجاهات الجغرافيا والمؤامرات السياسية وتشوه هويته صراعات المذاهب والقبائل والأيديولوجيات فكانت الثورة اليمنية بيانا بميلاد اليمن الجديد وإعلانا للهوية الوطنية الواحدة التي أسقطت هوية الانقسام والتناحر والاحتراب .. مضيفا أن ثوار الرابع عشر من أكتوبر كانوا يمدون جسور التواصل من ردفان إلى تعز ومن صنعاء إلى عدن وهكذا تعمدت أواصر الوحدة بين أبناء الشعب اليمني بالكفاح والنضال قبل أن تكتب حروفها على وثائق اتفاقيات الوحدة .وتسأل وزير الثقافة قائلا: اليوم ونحن نحتفل بالعيد الثامن والأربعين لثورة أكتوبر كيف تبدو لنا هذه الثورة؟ وماذا يمكن لنا أن نقوله في هذه المناسبة خاصة بعد أن اجتاحت بلادنا رياح التغيير واعاصيره فاختلطت أوراق الثورة وسالت أحبار سوداء شوهت ما هو انساني ونبيل في حلم التغيير .. مستطردا بالقول : إن هذا المقام الاحتفالي لا يتيح الفرصة للكلام في هذا الموضوع ولكن ما تجري من دماء اليوم ومن عنف وتشظٍ ودمار للممتلكات العامة والخاصة يجعل أبناء الوطن يشعرون بالضياع وعدم قدرتهم على الإمساك بزمام المستقبل .وأضاف : هل قدر علينا نحن أهل اليمن والحكمة اليمانية أن نضع العقل والحكمة جانبا وان نحتكم للسلاح والحرب .. متسائلا لماذا لا نعمل جميعا للحفاظ على اليمن حتى تكون دائما أرضا للامان والإيمان والتنمية ولنعمل على إيقاف هذا الطوفان الجارف الذي لن يهدم سد مأرب فحسب بل سيجلب الخراب إلى كل بيت في هذا الوطن .وكان الحاضرون قد وقفوا دقيقة حداد على أرواح شهداء الثورة اليمنية الخالدة.وقد شهد الحفل الفني العديد من الفقرات الفنية والوصلات الغنائية قدمها عدد من الفنانين اليمنيين والمواهب الشابة بصحبة الفرقة الموسيقية التابعة لمكتب الثقافة بعدن بقيادة المايسترو أنور مصلح .حضر الحفل وكيلا محافظة عدن أحمد الضلاعي وأحمد سالم ربيع ورئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى والمجالس المحلية بالمحافظة والمديريات ووكيل جهاز الأمن السياسي بمحافظات (عدن ولحج وأبين) ناصر منصور هادي ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والمرافق والمؤسسات الحكومية والأكاديميون والشخصيات الاجتماعية المدنية والعسكرية وعدد من قناصل الدول الشقيقة والصديقة العاملة بعدن وجمع غفير من المواطنين .