غضون
* طرائف الثورة الشبابية الشعبية السلمية لا تنقضي.. تصوروا متظاهرين يجوبون الشوارع تنديداً باستئناف الدراسة في المدارس والجامعات ويهتفون : لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس، وفي الوقت ذاته يحملون لافتات تحمل النظام مسئولية “تجهيل الشعب اليمني”.ليست هذه نكتة منسوبة لجحا، بل واقعة حقيقية سجلتها الثورة الشبابية الشعبية قبل أيام أثناء مسيرة صاخبة في الحديدة وأخرى في صنعاء، وبينما الثورة الشبابية الشعبية تدعم اللواء الأحمر في احتلال جامعة صنعاء وإغلاقها أمام الطلاب يعمل النظام الذي حملته الثورة مسؤولية “تجهيل الشعب اليمني” لإيجاد مقرات مؤقتة يدرس فيها طلاب جامعة صنعاء بعيدة عن الفرقة الأولى مدرع ومركز الثورة الشبابية التي بات شعارها الجديد : لا دراسة ولا تدريس..! وهو شعار لم يسبق أن رفعته أي ثورة عبر تاريخ البشرية كلها.* وتصوروا ثورة شبابية شعبية تؤازر العصابات القبلية المسلحة وتنصب منبراً للشيخ صادق الأحمر ليلقي على الثوار دروساً حول “الدولة المدنية” و”الديمقراطية الحديثة”! وبقي أن يطلبوا رأيه في قضايا مثل الاحتباس الحراري وسباق التسلح النووي، وكشف غوامض النظرية النسبية لالبرت اينشتاين، وتصوروا أن ثواراً شباباً وكهولاً مثقفين ذهبوا إلى اللواء علي محسن الأحمر يناشدونه اطلاق سراح مراسل وكالة رويترز والنائب صهيب حمود الصوفي فيحلف لهم يميناً.. أقسم بالله العظيم إن النائب صهيب غير معتقل في الفرقة الأولى ولا نعرف عنه شيئاً، وفي الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه يتم اطلاق سراح النائب صهيب من معتقل الفرقة الأولى مدرع.. لكن أيا من أولئك الثوار لم يلتفت الى التضاد.. بين أقسم بالله إنه غير معتقل في الفرقة.. وبين إطلاق سراحه من الفرقة.. ومع ذلك سر الثوار ايضاً بكذبة علي محسن عن كمبيوتر الانتخابات الرئاسية الذي غلط، رغم أنها كذبة مسبوكة جيداً مبنى ومعنى.. وقد أشرت في هذا المكان قبل أيام إلى الثورة التي لا أخلاق لها.* الشيخ أنيس الحبيشي حفظه الله ورعاه أرسل لي مساء أمس رسالة في آخرها “جمعة من لقى صاحبه حنجل له”. وهذا ما سيكون في ذات جمعة، وخطباء جمع الستين والسبعين قد فعلوا شيئاً من ذلك ولكن من بعيد. وبالمناسبة للثورة الشبابية طرائف في تسمية “الجمع”. فإحداها كانت “جمعة نصر من الله وفتح قريب” والتي بعدها “جمعة واثقون بنصر الله” ولكن لا فتح قريب.. وفي الأولى والثانية لا نصر ولا ثقة. يسمون جمعة تسمية توحي أنهم “خلاص” جابوا الذئب من ذيله، ويسمون التي تليها تسمية توحي أنهم لا يزالون في البداية وعاد المراحل طوال.وعلى أية حال.. تصوروا إن الله لم يخلق يوم “جمعة” أو كان لدينا أسبوع ليس في أيامه جمعة، كيف سيكون حال أصحابنا في جمع الستين والسبعين الذين يكبرون بغيرهم ويحسبون أن المصلين ما جاؤوا إلا لتأييدهم.ليجرب أصحاب الثورة وحمر الثورة وعسكر الثورة الشبابية اختيار أي يوم غير يوم الجمعة ليكون يوم زينتهم وسيرون كم حجم حشدهم في الستين يوم السبت أو الأربعاء.. أي يوم آخر غير الجمعة أو “جمعة من لقى صاحبة حنجل له”.. وجمعة مباركة يا شيخ أنيس.