لإبداعه في حل مسابقة مدتها أربع دقائق
إعداد / دنيا هاني قطاع غزة ورغم الحصار الذي يعاني منه أثبت أنه قادر على إخراج طلبة مبدعين ومتفوقين في عدة مجالات أهمها البرمجة والحاسوب من خلال الطالب الفلسطيني محمد نافذ المدهون الذي أستطاع وهو لم يتجاوز بعد 14 عاماً، حل مسابقة برمجية معقدة في زمن قياسي، بالإضافة إلى حله مشكلة واجهت موقع يوتيوب العالمي عبر الهاتف النقال ويقترب محمد من تحقيق أحلامه في زمن قياسي. وتمكن من تنمية موهبته من خلال اهتمامه بالمسابقات والأنشطة الخاصة بالحاسوب والبرمجة التي كانت وزارة التربية والتعليم تجريها على الطلبة.وتعرف محمد على شركة جوجل العالمية عندما حضر فريق منها في زيارة لقطاع غزة وقام بتدريب بعض المهندسين والمختصين بمجال البرمجة هناك بعدها قرر أن يذهب ويحضر محاضراتهم المتمثلة بحضور جميع المهندسين حتى يعرض أعماله عليهم المتخصصة بمجال البرمجة والحاسوب فهو من عشاق الحاسوب منذ صغره وكان لديه حاسوب محمول منذ كان في الصف الأول الابتدائي، إلى أن كبر وكبر معه تعلقه بالحاسوب والبرمجة، وهو لا يزال في سن الثامنة من عمره ثم قام والده بتسجيله في دورة متقدمة في برمجة الحاسوب، وكان تعلقه بأخيه الوحيد الذي يكبره بعشرة أعوام مصدر سعد وخير عليه حينما عاد أخوه برفقة والده من إحدى الولايات الأمريكية بعد عام دراسي أمضاه هناك، بينما كان والده يكمل تعليمه العالي في القانون، ومعه حاسوب (لاب توب) ليعطيه لأخيه ومن هنا بدأ تعلق محمد بالحاسوب وحتى أصبح بعدها يقضي ليله ساهراً يتحدث مع شقيقه ـ الذي يدرس بالخارج ـ عن آخر أحدث البرامج على الانترنت، وما صمماه من مواقع. ومن خلال محاضرة فريق (جوجل) التدريبية، ركز محمد كل ذهنه لما كان يدور حوله وحاول فهم كل تقنية حديثة وعن لغة (HTML 5) الجديدة، وحول (جوجل اندرويد واب انج)، وفي أثناء التدريب تم عرض مسابقة حول اللغة الجديدة، وسؤال يتعلق بالمشاكل البرمجية التي تواجه يوتيوب. وكان مدتها أربع دقائق استطاع حلها هو ومهندس كان يعتبر من بين الحاضرين من المتفوقين وقام المهندسون المتواجدون في الدورة بتشجيعه لعرض المسابقة التي قام بحلها على مدربي (جوجل) وحينها انبهر المدربون بقدرات وسرعة محمد مقارنة بسنه الصغير فعملوا على مكافأته وتقديم جهاز (Google Nexus) وتم ضمه لفريق (جوجل) كأصغر شخص بالفريق وتم منحه لقب سفير جوجل في قطاع غزة.ولم يتوقع يوماً أن تقوم شركة عالمية كـ(جوجل) بمنحه لقب (سفير جوجل في غزة) على صغر سنه, ولهذا فهو يفتخر بنفسه ويعتبر أن ما قدمه إنجاز كبير لأنه أستطاع أن يرفع اسم بلاده غزة عالياً على الرغم من الظروف التي يتعرض لها شعبه وتتعرض لها البلاد ككل في ظل احتلال غاشم. وكلما أشتد العدوان عليهم فهم قادرون على أن يتميزوا ويخرجوا المتميزين والمبدعين.وقد كرمت وزارة التربية والتعليم العالي الطالب المبدع محمد نافذ المدهون الذي يدرس في الصف العاشر، وتقرر عقد امتحان قدرات له، بعد أن يقدم مستوى علمياً عالياًٍ، على أن يختصر عاماً دراسياً من عمره، ويدرس الثانوية العامة العام المقبل، شرط أن يتجاوز امتحان القدرات بنجاح.طموح وأحلام محمد كبيرة في أن يحقق المزيد من الانجازات لخدمة وطنه وتمنى الدخول إلى عالم جوجل الكبير وأن يكون فرداً منهم وأن يعتمد لديهم كأحد العاملين في هذه الشركة العملاقة.. ويأمل من المؤسسات الفلسطينية أن تقوم بدعمه هو وأمثاله - ولو معنوياً - في سبيل دفعهم قدماً لمزيد من التفوق العلمي ويقوموا بمساعدتهم في تحقيق ذلك.