أكدت أن المعارضة اليمنية لا تملك غالبية شعبية تؤهلها لإدارة الدولة
الكويت / سبأ:أكدت صحيفة السياسة الكويتية أن المعارضة اليمنية أوقعت نفسها في فخ دفع اليمن إلى الفوضى لعدم قدرتها على تحقيق ما نادت به بشأن إسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح.وأوضحت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر أمس بعنوان” أي يمن بعد صالح” بقلم رئيس تحريرها الأستاذ الكاتب والمفكر الكبير احمد الجار الله أن المعارضة اليمنية أثبتت بتفويتها فرص الحل العديدة التي اتيحت لها في الأشهر الثمانية الماضية أنها لا تملك غالبية شعبية تؤهلها لإدارة الدولة، بل إن الأحداث عرت أحزاب (اللقاء المشترك)، وتبين أنها أشبه بظاهرة صوتية تستخدم الشارع لعرقلة عمل الدولة، على أمل ان تصل عبر ذلك الى فرض نفسها كلاعب أول في المعادلة السياسية في البلاد.وأشارت إلى ان محاولة اغتيال أركان الدولة، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية، أعلى درجات الإفلاس السياسي وهو مؤشر خطير جدا على ما يمكن ان تذهب اليه هذه القوى، التي لم يستطع اي منها فرض قرارها على الجميع، حتى انها عجزت عن إقالة الرئيس الذي كان خارج البلاد وبقي ثلاثة اشهر في السعودية للعلاج.ولفتت الصحيفة إلى إن فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عاد إلى اليمن أكثر قوة سياسيا، على الصعيدين الشعبي والحزبي، ولم يستثمر هذه القوة في التمسك بالسلطة، بل انه آثر مصلحة اليمن على ما عداها، وأعلن بملء إرادته انه سيغادر الحكم خلال أيام، وسيسلمها الى رجال قادرين على إدارة المرحلة الانتقالية.وأشارت إلى أن هذا لا يمنع من التنبيه الى ان هذه الفرصة التاريخية التي قدمها الرئيس صالح، ليس للمعارضة وحدها، بل لليمن كله، إذا لم تستغل في الحوار والركون الى العقل فإنها ستؤدي باليمن السعيد الى مهاوي التعاسة والفوضى والإرهاب والتقسيم.وأكدت انه في خضم كل هذا لا يمكن نسيان دور الرجل الذي لا يزال يمد يد التعاون الى الجميع لإخراج بلاده من مأزق خطير، ولم يتعامل مع المعارضة بالأسلوب ذاته الذي تعاملت به فهو لم يبق على حل سياسي إلا ولجأ إليه من اجل التوصل إلى كلمة سواء بين أهل البيت اليمني الواحد ورأب الصدع.وعبرت صحيفة السياسة الكويتية عن الأسف لتفويت المعارضة اليمنية كل الفرص حين أدارت ظهرها للحوار، أو عندما تمسكت بشكليات بروتوكولية، بشأن من يوقع؟ وأين يجري حفل التوقيع على الاتفاق الذي تضمنته المبادرة الخليجية، ولم تثبت حسن النية اقله عبر ذهاب قادتها الى القصر الجمهوري والتوقيع على الاتفاق وإنهاء الأزمة، بل على العكس هربت من هذه النافذة الشكلية لعدم اتفاقها على برنامج موحد بينها، قبل الاتفاق مع الرئيس وحزبه.ورأت الصحيفة ان هذا يعني ان تلك الأحزاب كانت تريد فرض فراغ السلطة وبعدها يصار البحث في من يتولى الحكم، وشكل الدولة، وهو اخطر ما يمكن ان تصل إليه الأمور، واقرب الأمثلة على ذلك الصومال جارة اليمن والفوضى التي دبت في مصر لعدم تسليم السلطة سلمياً.وجاء في افتتاحية السياسة “الآن أعلن الرئيس علي صالح نيته التنحي وبات على تلك المعارضة ان تتقدم خطوة إلى الأمام وتتخلى عن عنادها العبثي وتنظر في ما يقدم من اقتراحات حلول لتقصير المرحلة الانتقالية كإجراء انتخابات مبكرة ومن يفوز بها يتسلم السلطة، خصوصا وان الرئيس لن يعود إلى سدة الحكم لأن الرجل تركها طوعا، خاصة أن “أحزاب اللقاء المشترك” لا تنفك تردد انها تملك 8 ملايين مناصر لها، اي انها قادرة على الحصول وبسهولة على الغالبية في اي انتخابات، وبالتالي تفرض مرشحها للرئاسة وتؤلف الحكومة التي تريد، وتقتنع ان “هبش”الحكم بالقوة والإرهاب مسألة مستحيلة التحقق في ظل موازين القوى السياسية الإقليمية والعالمية”.واختتمت الصحيفة قولها “ في المحصلة، بات على أحزاب”المشترك” ان تدرك مدى الأذى الذي تسببت به للشعب والدولة، وان تتفهم سبب حرص القيادة السياسية على الانتقال السلمي للسلطة، وتستوعب حرص دول”مجلس التعاون” على عدم السماح بجعل اليمن مصدر إرهاب أو تفتيته الى شيع وقوى متناحرة وتحويله إلى بؤرة للفتن ومنفذ للتدخلات الخارجية، فهي إذا ادركت كل هذه المخاطر تستطيع فعلا التكفير عن خطاياها السابقة عبر السير بالحل السلمي والحفاظ على وحدة الدولة والمؤسسات الدستورية.