يبدو أن (الفرد نوبل) بعد أن اخترع (الديناميت) في عام 1866 داهمته مشاعر إنسانية فياضة.. وكما يبدو أيضاً أنه كان مؤمناً بالله وبيوم المعاد.. يوم سيلقى فيه ربه.. فسرعان ما هداه قلبه إلى طلب المغفرة من ربه لما يمكن أن يحصد اختراعه هذا من أرواح البشر.. فكان أن قرر وأعلن وقف ثروته وأملاكه الخاصة لمنح جائزة سنوية لكل من يعمل صالحاً لخير الإنسانية!تلك كما يبدو كانت نية وقصد نوبل.. ولكن هل يمكن أن تكون وأن تبقى كذلك عند القائمين اليوم على منح هذه الجائزة لمن يستحقها..هل ما زالت هذه الجائزة العالمية تمنح لأغراض نبيلة فعلاً؟!أسوق هذه المقدمة من أجل أن أستوقف كل هذا التهليل والتهريج والتزمير والفرح الغوغائي والإطراء والمديح الذي انهال على أختنا اليمنية العربية المسلمة الإنسان.. توكل كرمان.. في الداخل اليمني والخارج العربي.. حتى كدت أن أصيح (انتو فرحانين على إيه)؟!!كأن توكل لم تكن شيئاً يذكر قبل منحها الجائزة.. ولولا الجائزة كانت ستظل لا شيء..كأن الجائزة هبطت من السماء..وليس من عند دوائر الغرب والصهيونية العالمية.. كأن مواقف توكل الوطنية ـ رغم اختلافنا معها ـ لا قيمة لها إلا بالجائزة.. الجائزة فقط تشهد لها ولا تشهد لها قوة شخصيتها وصلابة مواقفها.. سواء كانت على خطأ أو على صواب.. وإن أخذتم رأيي في الأخير.. فأنا أقول لكم.. إن توكل كرمان أكرم من الجائزة..جائزة من هذا النوع!!فقط قولوا لي وفكروا جيداً.. حنان عشراوي الفلسطينية عضو قيادي في منظمة فتح.. ألا تستحق جائزة نوبل.. دعوها جانباً.. هل تذكرون جميلة بوحريد الجزائرية المجاهدة التي لاقت صنوف التعذيب في المعتقلات الفرنسية وبالصعق الكهربائي حتى لقبوها بـ (جان دارك) العربية.. ألا تستحق جائزة نوبل..دعوا هذه أيضاً.. هل تذكرون (راشيل كوري).. ليست عربية ولا هي مسلمة.. لكنها مؤمنة بالله.. أمريكية الجنسية.. سبع سنوات مضت على استشهادها في غزة..نعم في غزة..تحديداً في 16 مارس 2003م.. عندما توجه بلدوزر إسرائيلي لهدم منزل أسرة فلسطينية كانت راشيل كوري قد مكثت فيه بضعة أيام.. تفور الدماء في عروقها.. تندفع هي ومجموعة من ناشطي السلام في مواجهة البلدوزر.. حاملة مكبر صوت تصيح من خلاله في وجه سائق الجرافة بأن يتوقف، وقد نجحت في تعطيله وإيقافه قرابة ساعتين..وفجأة تتحرك الجرافة نحوها في اتجاه المنزل، فما كان من راشيل إلا أن تسلقت مقدمة الجرافة التي حملتها لتلقي بها إلى باطنها الممتلئ بالتراب ثم لتطرحها أرضاً وتواصل تقدمها لتسحقها بنصل الجرافة.. وليحملها بعد ذلك أصدقاؤها من بين التراب محطمة ضلوعها وجمجمتها وعمودها الفقري..وبعد محاولات إنقاذ يائسة أجريت لها في مستشفى رفح صعدت عروس السماء بروحها عن عمر يناهز 23 ربيعاً.. صعدت إلى حيث امرأة فرعون التي قالت لربها.. ربي ابنٍ لي عندك بيتاً في الجنة!فازت راشيل كوري بالجنة.. لكن هناك كثيرون يفضلون الفوز بجائزة نوبل.. لا بأس.. فقط فكروا وتأملوا جيداً.. لتجدوا أن جائزة نوبل لم تعد نبيلة بعد أن دخلت غابة السياسة المليئة بالثعالب الماكرة والأفاعي السامة! E - mail: [email protected][c1][/c]
أخبار متعلقة