الدكتور وسيم القعيطي لـ( 14 اكتوبر ):
لقاء وتصوير/ دنيا هانيمع خروج موسم الحر والدخول في الجو البارد تكثر أنواع الأمراض التي يتعرض لها الإنسان خاصة الزكام والحمى والتهابات الحنجرة واللوزتين التي تبقى أكثر الالتهابات انتشاراً وضرراً على صحة الإنسان. ومع الاختلاف بالنسبة لالتهاب الحنجرة عن التهاب اللوزتين من حيث السبب والتطور والعلاج قامت صحيفة (14أكتوبر) بلقاء مع الدكتور وسيم محمد القعيطي اختصاصي جراحة أنف وأذن وحنجرة في مستشفى الجمهور ية العام النموذجي وتناولت معه أسباب وعوارض وعلاج التهاب الحنجرة ..فإلى التفاصيل..[c1]أمراض الجهاز التنفسي [/c]بداية قال د.وسيم : إن مجال الأنف والأذن والحنجرة مجال ضيق لكن أمراضه واسعة جداً وبالتالي يوجد لدينا العديد من الأمراض منها أمراض الأذن التي تأخذ الأذن الخارجية والأذن الوسطى وأمراض أعصاب الأذن وهي كثيرة ولها تقسيمات كثيرة وأيضاً الأنف والجيوب الأنفية وحساسية الجيوب الأنفية والعيوب الخلقية وما إلى ذلك بالإضافة إلى الحنجرة وتشمل اللوزتين والحلق والحنجرة نفسها. وأوضح أن التهابات اللوزتين منتشرة جداً في بلادنا خاصة عند الأطفال وتأتي التهابات الحنجرة من الدخان والشيشة والتعرض للأتربة والغبار والروائح القوية. ومرض التهاب الحنجرة من الأمراض الكثيرة والمنتشرة ومجالها واسع وتدخل فيه العلاجات الدوائية والعلاجات الجراحية وهو قسم مهم جداً. فاللوز تأثر على الحنجرة ولها علاقة مباشرة وأي مشكلة في أي منطقة بالنسبة للأنف والأذن والحنجرة فقد تتأثر معه المنطقة الأخرى فكلها مترابط بعضها مع بعض وهي ثلاثة أجهزة مهمة في جسم الإنسان وكل جهاز مرتبط بالآخر وبالتالي أي مشكلة في أي جهاز من هذه الأجهزة يعود بتأثيرات سلبية على الأجهزة الأخرى.وأضاف « أما بالنسبة للإنسان فتعتبر جميع الأمراض التي يتعرض لها هي بالملاحظة فإذا تطرقنا للأذن فنلاحظ التهابات في الأذن الخارجية والوسطى بالإضافة إلى اختلال الأذن الداخلية التي تسبب الدوخة والطنين. أما بالنسبة لالتهاب اللوز فهو منتشر بشكل فظيع. والالتهابات المزمنة في اللوزتين تسبب روماتيزم بالقلب وأغلبية الناس لديها فكرة عن ذلك. ومسبباته أيضاً الاختلاف في درجات الحرارة، ونستطيع أن نقول إن سبب التهاب اللوزتين أيضاً هي البكتيريا أو نوع من أنواع البكتيريا والتي تختص بأنها تذهب إلى الدم وتمسك اللوز وتقوم بعمل مشاكل في المفاصل. فالبكتيريا عدوى وتعتبر من ضمن الأمراض المعدية، فمثلاً التهاب الأذن الوسطى سببها يعتبر بكتيريا لكن هناك أسباب أخرى تعمل على زيادة الالتهاب. ويختلف التهاب اللوزتين عن الحنجرة لأن البعض من الممكن أن يخلط بين الاثنين فاللوز توجد في الحلق والتهابات الحلق هي اللوز والبلعوم وتقيح اللوز وأعراضها هي صعوبة في البلع وحمى شديدة وآلام في الجسم (الصدر والمفاصل) وخمول. أما التهابات الحنجرة فهي الحنجرة نفسها وتبدأ أعراضها بالشعور بالجفاف والسعال والحمى واختفاء الصوت وقد تشمل الأعراض ضيق في التنفس وفقدان شهية الطعام».[c1]أنواع الالتهابات [/c]وتابع الدكتور وسيم حديثه قائلاً: أن الزكام يعتبر أيضاً من ضمن أمراض الأنف والحنجرة. والالتهابات بكافة أنواعها درجات،فالنوع الأول هو التهاب مزمن والنوع الثاني التهاب حاد وهذا النوع يستمر أسبوعين على الأكثر ومن أعراضه أن المصاب يشعر بألم في حلقه وارتفاع في درجة حرارته وصعوبة في بلع الطعام أو حتى بلع الريق أو الماء وسعال جاف مؤلم ويصعب عليه الكلام ومن الممكن أن ينقطع عليه الصوت، أما المزمن فيستمر لشهور ودائماً يتكرر ويعود ويحدث ذلك بعد إصابة الشخص بنوبات حادة متكررة ويحدث ذلك غالباً من التهيج المستمر بالإفراط في التحدث كثيراً وكذلك من الدخان والشيشة والأبخرة الكيميائية والغبار.. ويعتبر الأطفال هم أكثر إصابة بالمرض نظراً لصغر سنهم وبالتالي صغر مسالكهم التنفسية.وأضاف: أن هناك أيضاً أنواع للالتهابات، (خفيفة ومتوسطة وشديدة) وعلى حسب سكوت المريض على حاله عندما يبدأ يشعر بالألم.وتكمن مشكلتنا في اليمن في الاختلاف في درجات الحرارة والماء هو السبب الرئيسي فالناس تحب شرب الماء البارد ولا تستطيع الاستغناء عنه وهنا المشكلة فالجسم يكون دافئ ومنطقة الحلق دافئة واللوزتين دافئة وعندما يشرب الشخص فجأة ماء بارداً يحصل هناك انصدام وردة فعل وتبدأ هنا بداية الالتهاب. ويستمر حتى يصل إلى تقيحات وحمى وصداع وصعوبة في البلع وفقدان الشهية وخمول وما إلى ذلك.[c1]الوقاية من التهابات الحنجرة [/c]بالنسبة لكيفية الوقاية من الإصابة من التهاب الحنجرة قال الدكتور وسيم: دائماً وأبداً أقول أن الوقاية خير من العلاج ودائماً ما أقول للمرضى الذين يأتون إلي خير الأمور أوسطها بمعنى الاعتدال في كل شيء سواء بالأكل أو الشرب، ومعنى ذلك ألا نقول للشخص لا تشرب ، ماء بارد نهائي وإنما ليس دفعة واحدة على الأقل ويكون على مراحل حتى يتجنب إصابته بالالتهاب. ولا ننسى الراحة والابتعاد عن مسببات المرض، ومن الحاجات المتوفرة في كل بيت هو الماء والملح عليه أن يتغرغر بها أو يأخذ فص ثوم ويأكله. وعادة انصح مرضاي بالحاجات التي كانت أمهاتنا تستخدمها في السابق مثل الزبادي والثوم والحقين وكذلك الغرغرة بالماء والملح وأيضاً الغرغرة بالحبة السوداء والماء والإكثار من السوائل الدافئة التي تفيده للبكتيريا وتعمل على وقايته من الإصابة بالالتهاب وتحافظ على صحته، وحتى لا يتطور الالتهاب بعد ذلك. وأيضاً استخدام الزنجبيل الذي يفيد في علاج كثير من الأمراض وله فوائد طبية مختلفة منها ما هو عائد إلى خصائصه المطهرة، فهو يفيد في علاج كثير من أمراض الجهاز التنفسي، ومنها السعال والربو والأنفلونزا.. أما إذا لم ينفع معه ذلك فنعطيه الدواء. وهنا نعطيه الدواء على حسب كمية الالتهاب وبالتالي نستطيع أن نحكم إذا كان يحتاج المريض لتدخل جراحي أو لا..وواصل دكتور وسيم حديثه: هناك معايير ومقاييس وأسس نشاهدها حتى نتمكن من الحكم على المريض هل يحتاج لعملية أو لا يحتاج. فعادة يكون لدى الشخص البالغ قدرة على التحمل بعكس الطفل الذي يتأثر بسرعة وشهيته تختفي، بينما البالغ من الممكن أن يحاول أن يقاوم الأعراض ويأكل ولو غصباً عنه لكن يكون ذلك صعباً على الطفل ويبقى بحاجة إلى العناية الطبية والمعالجة إذا ظهرت لديه أعراض التهاب الحنجرة أو اللوز.وقال: يعتبر وقت التغير في الجو هو أصعب وقت يحدث فيه انقلاب في كل شي. تظهر بكتيريا جديدة وتذهب بكتيريا أولية وتظهر فيروسات ويبدأ الزكام والسعال ويعتبر الزكام والسعال من مسببات تنكش التهابات اللوزتين.. ودائماً أقول للناس ان تنتبه على أنفسها وعلى أولادها من تغير الجو لأنه فيه يكثر انتشار البكتيريا بمعنى إذا بدأ الزكام فعليه البدء بالوقاية واستخدام العلاجات الأولية مثل البخار وقطر بالأنف وشرب الدافئ والابتعاد عن البارد.[c1]نوعية الغذاء[/c]وقال: خير الدواء للإنسان هو الغذاء فطبيعة الغذاء مهم جداً وتلعب دوراً مهماً في تقوية الجسم وإمداده بالطاقة. وتعتبر البروتينات مهمة جداً والكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة والسلطات والكبدة واللحوم وغيرها من الأكلات التي يستطيع الإنسان الاستفادة منها ومن الأسباب التي توفر الوقاية والصحة له. فما توفر لديه من هذه الأكلات عليه بتناولها.وحول رده على الفرق بين الإمكانيات المحلية والخارجية قال الدكتور وسيم القعيطي : نحن نشتغل على قدر إمكانياتنا خاصة بالنسبة للأجهزة فإذا كنا نمتلك مثل الأجهزة الموجودة بالخارج فسوف نكون أفضل حالاً ومتطورين ولكن نحن توجد لدينا كفاءات ممتازة وعلى قدرة على العمل على كافة الأجهزة لكن يوجد لدينا نقص في كثير من الأجهزة والأدوات المتطورة التي نحتاجها.وأضاف: صحيح أن أناساً رجعوا من الخارج ويتعالجوا عندنا في عدن وهناك بعض الناس فقدت الثقة بالطبيب وذهبت للخارج وهذا يعود على الشخص نفسه وثقافته ولكن بعضهم يندمون لأنهم يرون أن هم الدكتور الأجنبي هو كيف يمتص دم اليمني من الناحية المادية.واختتم كلامه: دائما أقول إن على الشخص أن يقي نفسه فالوقاية مهمة جداً والغذاء مهم جداً ولا انصح بالاستخدام المفرط للعلاجات من الصيدليات بمعنى ليس كل من شعر بأعراض خفيفة ذهب للصيدلية لأنه تحدث مقاومة لأنواع كثيرة من المضادات الحيوية وبالتالي باعتقادي أن زيارة الطبيب هي مهمة جداً لأنه سوف يقوم بتحديد نوعية المرض الذي تعاني منه إضافة للعلاج المناسب الذي سوف تستفيد منه.