أمام الأوضاع العاصفة والأجواء المعقدة لهذه الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد والتصعيد المتسارع لتفاقمها من قبل أطراف المنظومة السياسية وعلى رأسها أحزاب (المشترك) و(الإصلاح) تحديداً.. وفي هذا المشهد الدامي الذي يدفع ثمنه جميع أفراد الشعب اليمني بدون استثناء جاءت الاحتفالات بالعيد الـ (49) لثورة (26سبتمبر) المجيدة التي قامت للإطاحة بالنظام الإمامي الكهنوتي المستبد في العام 1962م ليقف اليمنيون ومنهم المناضلون الأحرار وأسر وأبناء الشهداء والأسى والحزن يملأ قلوبهم وهم يرون أمام أعينهم مكاسب وانجازات الثورة تدمر وتخرب ودماء الناس تسفك وأرواحهم تزهق في كل يوم، الأمر الذي غير المزاج الذي كانوا يستقبلون به مناسبات تاريخية بهذا الحجم والمستوى الرفيع من المعاني والدلالات الجميلة.الشيء الطيب الذي لفت انتباه الناس وذكرهم بأن هناك مناسبة وعيداً أطل عليهم هو كلمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح التي وجهها الى الأمة اليمنية عشية عيد الثورة والتي أعلن عنها مبكراً وانتظرها السواد الأعظم باهتمام وشوق حتى أطل الرئيس على شاشة الفضائية اليمنية يتحدث الى الناس. يقيناً أن الكلمة حملت العديد من المفاجآت بتأكيد الرئيس على تنفيذ المبادرة الخليجية وتفويضه نائبه المناضل عبدربه منصور هادي بالحوار مع المعارضة والتوقيع على آلية التنفيذ للمبادرة وزاد إضافة بأن تشمل الانتخابات المقبلة الى جانب الرئاسية النيابية والمحلية.. الى هنا وماذا بعد؟!.يقيناً ان الكرة صارت في ملعب أحزاب المشترك التي للأسف اصبحت تحت قيادة تجمع (الإصلاح) يوجهها بقناعاته الفكرية والإخوانية المتطرفة اينما يشاء.حسناً.. موقف المعارضة هو ذلك الذي بالأمس: الطمع للوصول الى قمة الحكم دون لحظة تفكير بدماء اليمنيين التي تسفك ومنهم شباب الثورة المطالبون بالتغيير الذين كانوا ضحايا نزق قيادات (الإصلاح) التي تختزل الوطن والشعب لتصل الى كرسي السلطة بكل الوسائل غير عابئة بملايين اليمنيين المتمسكين بالنظام والشرعية الدستورية.شخصياً اعتقد ان عقلاء (المشترك) ليس في (الإصلاح) بل في الحزبين الاشتراكي والناصري وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية وعلى رأسهم السياسي والوطني العقلاني ياسين سعيد نعمان سيحترمون إرادة الشعب وأعياد الثورة وكلمة الرئيس التي خاطب بها وجدان وضمائر العقلاء وجراحه لا تزال تنزف، ويستجيبون لصوت العقل والحكمة لتجنيب الوطن المزيد من نزيف الدم والدمار والخراب لمنجزات الثورة التي طالتها أيادي العابثين.. ليت ذلك يحدث قبل فوات الأوان وحين لا ينفع الندم.
سبتمبر.. ذكرى خالدة وأزمة خانقة
أخبار متعلقة