عندما انشق اللواء علي محسن وفرقته الأولى المدرعة عن النظام والشرعية بعد حادثة جمعة الكرامة صرح بأنه سينضم هو وفرقته إلى ثورة الشباب السلمية وسيلتزم بحمايتها مع ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الصدام المسلح مع السلطة أو التورط في سفك دماء مواطن واحد بريء. لم تمر سوى فترة قصيرة إلا وفرقته كشرت عن أنيابها وظهرت النوايا الحقيقية للواء المنشق عن الشرعية والمنقلب على النظام والقانون والدستور متخذاً الشباب وثورتهم جسر عبور إلى الأهداف غير المعلنة التي انكشفت من خلال حرب العصابات وحرب الشوارع والساحات والحارات والقناصة داخل مدينة صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية، منتهكاً بذلك سيادة الدولة وهيبتها دون رادع أو زاجر يزجره مستغلاً فرقة من جيش الشعب لتنفيذ مخططه الإجرامي الهادف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد والعباد من أجل صراع شخصي أو تحقيق أجندة معينة.. لقد انكشفت ثورته السلمية المزعومة التي ظل يرددها في بياناته وتصريحاته الفضفاضة عبر وسائل الإعلام المختلفة. كذلك لا ننسى أن شيخ مشايخ حاشد الذي سكت دهراً ونطلق أمام الملأ بأنه سينضم إلى ثورة الشباب السلمية، وحدث عكس ما نطلق فكانت محرقة حي الحصبة شاهد عيان وإدانة واضحة للذين يقولون ما لا يفعلون، وشاهدنا القتلى والجرحى ناهيك عن الخراب والدمار الذي حل بالممتلكات العامة والخاصة والخسائر الفادحة في المرافق الحكومية التي اكتسحت وأتلفت ودمرت محتوياتها أو سرقت، وتوقف العمل في تلك المرافق وشردت العائلات والأسر وتحول حي الحصبة إلى أرض محروقة وكان لإخوة الشيخ نصليب الأسد في إشعال فتيل الفتنة وتأجيج الصراع على السلطة خاصة الشيخ والإقطاعي المترف حميد الذي نراه عبر وسائل الإعلام كالحمل الوديع وأن قلبه ولسانه مع ثورة الشباب السلمية ومع نضالهم الحضاري هذا الشيخ الحالم بكرسي الحكم والسلطة والذي جمع أمواله الطائلة خلال حكم النظام الذي يريد اليوم إسقاطه بتلك الأموال ويعمل كل ما بوسعه من اجل زعزعة الاستقرار والنظام وتدمير البلاد والإفساد فيها وصدق الله العزيز الجبار والمنتقم القائل: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) فالذين يفسدون في الأرض ولا يصلحونها هم المترفون وأصحاب الأموال المتنعمين كهذا الشيخ الذي لايتطابق فعله مع اسمه ( الحميد ) ومنتسب لحزب الإصلاح وماهو بمصلح..!!وكذلك أحزاب اللقاء المشترك خاصة حزب الإصلاح أو الإخوان المسلمين في بلادنا حدث عنهم ولا حرج فقد أزبدوا وأرعدوا وتوعدوا بالويل والثبور وعظائم الأمور والزحف للقصور وإسقاط ما تبقى من نظام دولة الدستور وفي نفس الوقت قلبهم مع الشباب ومع ثورتهم السلمية قولاً لا فعلاً ورأينا شيخهم الأكبر ينشق ويتمرد على النظام بعد أن أفتى بعدم الخروج على الحاكم واليوم يحلم بإمارة إسلامية في أرحب ونهم بل ويحلم بدولة دينية على غرار الدول الثيوقراطية في القرون الوسطى في أوروبا التي كان يسود فيها الظلم والاستبداد والقمع وتكميم الأفواه وكان الحكام فيها يعتقدون أنهم يتكلمون نيابة عن الله وباسمه (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذاباً ) لأن ربك ليس بظلام للعبيد!! لقد استفاد الجميع من انتفاضة الشباب السلمية وحولوها إلى ورقة رابحة يلعبون بها جميعاً سياسياً وعسكرياً وإعلامياً وتعبوياً ومسخوا سلميتها و(أدلجوا) عفويتها حتى أصبح الكثير من شباب الساحات لا حول لهم ولا قوة تجاه من سرقوا مجهودهم وثورتهم بل واغتصبوها قسراً وحولوها إلى ثورة جهنمية أبطالها شيخ القبيلة وعصابته والعسكري المنشق وفرقته والحزبي وعناصره ورافع شعار الإسلام السياسي ومتطرفوه. أما الشباب فهم إما حزبيون مع أحزابهم أو مستقلون متذمرون مما يحدث وها نحن اليوم نشاهد في العاصمة صنعاء ثورة يسمونها (سلمية) ولكنها تأكل الأخضر واليابس وربما تتحول إلى حرب أهلية فنسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد ويجتث ويهلك كل رؤوس الفساد ومن سبب الفتنة والأزمة.. آمين.
أخبار متعلقة