هناك فرق شاسع وتناقض صارخ بين من يرسخ ويثبت الدعائم والقواعد المتينة للتنمية والإعمار وبناء الإنسان وفتح أبواب ونوافذ النور والأمل بغد أفضل وأكثر إشراقاً على امتداد مساحة الوطن المترامية الأطراف وبين من يستحضر كل عوامل الفرقة والشتات والدمار والتدمير والخراب ليصنع منها الآفات الخبيثة النتنة والعقبات المعيقة والأجواء المظلمة التي من شأنها إثارة الفتن وشرذمة الصفوف وتعكير الأجواء وإشعال الحرائق وتكريس ثقافة الأحقاد والكراهية التي تفضي إلى زعزعة الأمن والاستقرار وبث الرعب في قلوب المواطنين وتقييد حركة البناء والتنمية والإبقاء على تخلف الإنسان. هناك فرق بين السماء والأرض، بين من يعمل ويسعى لترجمة وتنفيذ أهداف ومبادئ الثورة اليمنية وتقوية نسيج الوحدة الوطنية اللتين ترفعان من مكانة وقدر وكرامة وتطور ورقي الإنسان اليمني وبين من يتجاهل ويتمصلح ويحارب ويعيق مسار أهداف هذه الثورة ويمزق أوصال جدار الوحدة الوطنية ويفتعل الأزمات ويروع المواطنين بأعمال التخريب والدمار والقتل والتقطع والنهب والسلب والتمرد على مؤسسات الدولة ويستثمر قضايا الشباب والزج بأرواحهم الطاهرة والبريئة في مستنقع التصفيات الشخصية والحزبية. هاتان الصورتان المتباينتان والمتناقضتان حدد ملامحهما التفاعل الراهن الذي يشهده وطننا الحبيب المغلوب على أمره وتزداد فيه معاناة المواطنين يوماً بعد يوم. فالجانب المشرق للصورة الأولى واضح وانطلقت أضواؤه من الأداء الرائع والحكمة والإرادة القوية والشجاعة التي فتح أفقها ومهد طريقها فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية ومعه كل الأوفياء والمخلصين لهذا الوطن والاستدلال الذي يمكن أن يزود به أي تحليل واقعي وموضوعي يطول سرده هنا لكن يمكن التوقف فقط عند معطيات أيام وساعات قريبة نعيش ونلمس تفاعلاتها وأفعالها حتى اللحطة من حادثة جامع النهدين وتقديم التنازلات والدعوة المتواصلة للحوار والاتفاق على حلول عاجلة للخروج الآمن والسلمي مما تمر به اليمن من أزمات متتالية. ومن خلال الصورة الأولى يمكن استخلاص الجهود والخطوات التي تتشكل منها إضافات قوية وداعمة في مجالي التنمية وبناء الوطن والحفاظ على مصلحة الوطن والشعب وتحقيق التقدم والازدهار.أما الصورة الباهتة والمظلمة فهي تكشف للجميع أفعال وسلوكيات وممارسات المأزومين وأعداء التنمية في أي مكان يتواجدون فيه من خلال أي عمل عدائي وتخريبي يقومون به.. فهؤلاء، وهم معرفون لدى الشعب كافة، تقوقعوا في دائرة الفشل والانحطاط ورفضوا المصالحة والصلح مع الوطن و امتنعوا عن السير في الطريق الذي يحفظ الأمن والاستقرار واتخذوا الشيطان حليفاً لهم.لاشك في أن هاتين الصورتين تؤكدان يوماً بعد يوم وبعد مضي ما يزيد على ثمانية أشهر منذ انطلاق فتيل الأزمة والصراع السياسي في الوطن اليمني أن المواطن أصبح يدرك ويعي تماماً الفرق الشاسع بين من يبني ويعمر وبين من يهدم يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية.أيها المتقوقعون كفاكم عبثاً وتخريباً ماذا تريدون من الوطن ؟ فلترحلوا ولتتركوا الشعب يحدد مصيره بنفسه .. سحقاً لكم ولكل المتآمرين والمتربصين معكم واعلموا جيداً أن الأزمة السياسية وما اقترفته أيديكم من إعاقة للتنمية وانقطاع للتيار الكهربائي وانعدام للمشتقات النفطية وتدمير للبنى التحتية وانهيار للاقتصاد الوطني وتعطيل لمصالح المواطنين لم تزد الشعب إلا قوة وتماسكاً وصلابة أكثر من ذي قبل .. موتوا بغيظكم أيها الواهمون المرتزقة فالنصر حليف الوطن وأبنائه . وكل الشكر والثناء لرجال الأمن الميامين وأفراد القوات المسلحة على ما يقدمونه من تضحيات وانتصارات متوالية وما بذلوه من جهود مضنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية وصون مقدرات الوطن ومكتسباته التي تحققت له في زمن الثورة وراية الوحدة وهو ما يبث في النفس الاعتزاز والارتياح ويؤكد أن اليمن بخير ما دام فيها رجال أوفياء كهؤلاء صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وتهانينا الحارة لشعبنا اليمني بمناسبة سلامة وعودة فخامة الأخ رئيس الجمهورية إلى الوطن بهد مضي ثلاثة ِأشهر متواصلة لتلقي العلاج في المملكة العربية السعودية بعد الاعتداء الغادر الذي تعرض له في جامع دار الرئاسة.
أخبار متعلقة