جاء خطاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي وجهه إلى أبناء شعبنا اليمني في داخل الوطن وخارجه بمناسبة عيد الفطر المبارك، مترجماً لآمال وطموحات وتطلعات اليمنيين في ظرف غاية في الدقة والحساسية والخطورة تعيشه البلاد جراء الأزمة الخانقة التي عصفت بها أرضاً وإنساناً وصارت تتفاقم يوماً بعد آخر من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية، وتكاد تقذف بالبلاد والعباد إلى منزلق الخراب والدمار والانهيار بسبب تمترس بعض القوى السياسية المتطرفة وراء سيناريو مخططاتها الإرهابية لإدخال البلاد في اتون الصراعات والحرب الأهلية الدامية التي بالتأكيد ستلتهم الأخضر واليابس إن تفجرت لاسمح الله. ويعرف القاصي والداني من أبناء شعبنا الصابر أن هذا مسعى تعد له قوى باتت معروفة للوصول إلى كرسي الحكم في اليمن دافعة بالشباب المغرر بهم للاعتصام في الساحات مطالبين بإسقاط النظام وحشد بعضهم كمليشيات مسلحة معظمها تابع لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) للاعتداء على المؤسسات الحكومية وأفراد القوات المسلحة والأمن وتلغيم الأوضاع في كل مكان في سعيهم الجنوني للوصول إلى السلطة ولو بإراقة أنهار من دماء الأبرياء وعلى أنقاض الإنسان اليمني الذي يدفع ثمن هذا النزق دون ذنب. وبالعودة إلى كلمة فخامة الرئيس بمناسبة عيد الفطر نجدها حملت كثيراً من التفاؤل وبشائر الخير ومؤشرات تلوح في الأفق لإخراج الوطن من محنته وكان حريصاً على سلامة اليمنيين ووقف نزيف الدم ولم يظهر تمسكه بكرسي حكم البلاد بعد (33) عاماً من قيادته لليمن رغم شرعيته الدستورية لاستكمال فترته الرئاسية التي انتخب لها من قبل الشعب .. ولكن كما قال: لن تكون الأزمات المتداخلة عصية أبداً على الحلول أمام ذوي الضمائر والعقول في شعب الحكمة والإيمان وأمام الرؤية الواضحة التي تم إعلانها والتزمنا بها في مبادرات سياسية بما في ذلك المبادرة الخليجية وجهود وبيان مجلس الأمن، والسير نحو إنجاز الاستحقاقات القانونية المؤجلة في أقرب وقت ممكن، والترتيب لإجراء الانتخابات العامة والحرة لرئيس الجمهورية الجديد وقد تم تفويض اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام بالتواصل مع قيادات أحزاب المشترك ووزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي وسفراء الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي لوضع الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والتوقيع عليها دون تسويف أو تأخير خدمة للمصالح العليا للشعب والوطن. إن هذه التوجهات الرئاسية التي أعلنها فخامة الرئيس للعالم لم تكف لوقف التصعيد نحو الحرب من الأطراف السياسية الأخرى التي كشفت عن نواياها المبيتة لإشعال حرائق الفتن التي تراهن على الوصول عبرها إلى الحكم دون استشعار بالمسؤولية الوطنية والتاريخية تجاه شعب يحدق به الهلاك والموت ووطن ينهار ويحترق.. فهل تتعقل المعارضة خصوصاً الإصلاحيين ويفكرون بالعواقب الوخيمة لانفجار حرب أهلية بالتأكيد لن يسلم منها أحد؟.. نسأل الله أن يجنب اليمن كل شر.
الرئيس .. وخطاب العقل والحكمة
أخبار متعلقة