غيداء مختار(همي همك) مسلسل كوميدي رائع بث من قناة (السعيدة) طوال شهر رمضان المبارك، وقد جذب الكثير من المشاهدين، فبدقته وببساطته صور لنا ما يعانيه إخوتنا اليمنيون في زبيد من ترد في المعيشة وما تفتقر إليه القرى التهامية من أولويات رئيسية للحياة الكريمة.وكان المسلسل الكوميدي هذا متنفساً للناس في ظل الوضع المتأزم والأزمة الراهنة.(شوتر وزنبقة) هما محور هذا المسلسل، الفنانان المتألقان دائماً (الثنائي) فهد القرني ونبيل الآنسي اللذان سبق لهما أن قدما أجزاء أخرى من سلسلة (همي وهمك) بالإضافة إلى باقي فريق الكوميديا المتميز الذي أتحفنا بأدائه طوال شهر رمضان المبارك.سلط المسلسل الضوء على تردي معيشة الناس في تلك القرى التهامية بما شاهدناه من مظاهر الفقر والجهل والتخلف والحياة الصعبة التي يعيشونها في الحصول على الماء والغذاء والمتطلبات البسيطة للحياة اليومية. ورغم أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين فلا زال إخوتنا اليمنيون في القرى التهامية يعانون الإهمال الكامل في مجال التعليم والصحة والغذاء والدواء، ولا تزال مساكنهم (عششاً) مبنية من النخيل ولا تقيهم من التقلبات الطبيعية كالبرق والرعد والمطر التي تؤدي إلى موت الكثير منهم.كما يصور لنا المسلسل المدرسة في تلك القرية التي لا ترتقي إلى مستوى المدارس في باقي المحافظات، والتي لا يتجاوز عدد تلاميذها أصابع اليد، ويصور لنا أيضاً كيف أستطاع شيخ القرية المدعو (طفاح) محاربة العلم والمتعلمين فيها مخافة من أن تتنور تلك العقول فتنقلب عليه، لذلك كان يرهقهم بدفع الديون والغرامات وبتسلطه وجبروته وسطوه على أراضي المزارعين، وأستطاع تحويل العيادة البيطرية إلى عيادة خاصة لابنه إيماناً منه بأن الناس هناك تفتقر لمداواة نفسها فكيف بمداواة مواشيها وحيواناتها، فهم وحتى الآن لا يتلقون العلاج في قريتهم التي لم يبن فيها لا مستشفى ولا حتى مستوصف يخفف عنهم آلامهم ويوعيهم بأخطار الأمراض المعدية ويوفر عليهم معاناة السفر الشاق للعلاج.القرى التهامية مهملة ومنسية ويعيش أبناؤها بعيداً جداً عن أبسط الوسائل الحضارية المتطورة كالماء والكهرباء التي يجب أن تصل إلى كل بيت وبعيداً جداً عن أعين الحكومة التي يجب أن تبعث إليها الأطباء والمعلمين وتنظم فيها الندوات واللقاءات التوجيهية والإعلامية والإرشادية وكذلك البعثات الطبية من أبناء اليمن أنفسهم ونحن كإعلاميين مستعدون لأن نذهب إلى جميع القرى التهامية لتوعية المرأة فيها وإلقاء المحاضرات الثقافية وتقديم بعض الإرشادات الضرورية عن حالات الحمل المبكر والزواج المبكر وضرورة التعليم.اتخذ كاتب المسلسل من أسرة شوتر وزوجته زنبقة نموذجاً حياً لجميع الأسر التهامية التي تعاني مثل هذه المشاكل، أما بالنسبة للهجة فقد أتقن ممثلو المسلسل اللهجة التهامية وأبدعوا فيها لما تتميز به تلك اللهجة من عراقة وأصالة تميزها عن باقي اللهجات اليمنية فيعرف المتحدث بها من الوهلة الأولى بأنه من أبناء زبيد.. أو القرى المجاورة لها.كما صور المسلسل العادات والتقاليد التي لا زالت تحافظ عليها مثل هذه المناطق المعزولة والنائية وكأنها ليست في بال المهتمين وفكرهم.كما إن إضافة اللهجة المصرية بإضافة جمعة وأم جمعة أعطى المسلسل مزيداً من البهجة والحيوية.
|
فنون
همي همك.. مسلسل كوميدي رائع
أخبار متعلقة