غضون
* المجلس الوطني الذي شكله المعارضون باسم قيادة الثورة الشبابية بغية التصعيد والقضاء على ما أطلقوا عليه “ بقايا النظام”! انفرط عقده وتناثرت حباته بداية من الساعات التي أعقبت تشكيله يوم 17 رمضان برعاية الفرقة الأولى ورجال الشيخ الأحمر. لم يتبق من المجلس إلا أصحابه الحقيقيون ضيقو الأفق. المجلس الذي ضم (143) اسماً ليس بينها أحد من “شباب الثورة “ صمم خصيصاً لأصحابه ، فالقائمة تضم ثلاثة شيوخ من عيال الشيخ هم صادق وحميد وحمير ، ومعظم من تبقى من الأسماء هم مشايخ موالون لعيال الشيخ يعملون تحت مسمى تحالف بكيل لأمين العكيمي وتحالفات قبائل حاشد ومأرب والجوف، والتحالف القبلي الذي أنشأه الشيخ صادق الأحمر ، كما يضم عسكريين من نفس الطينة بقيادة اللواء علي محسن قائد الفرقة قائد المنطقة العسكرية الشمالية ونائبه وعسكريين أتباعاً. كما يضم المجلس أعضاء من هيئة “علماء اليمن” التي يترأسها الزنداني ، وهذه الهيئة هي نفسها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيئة الصيت التي أنشأها الزنداني عام 2008م واضطر إلى تغيير اسمها حرجاً من اسمها الأول، وما تبقى من هذه الحصة الكبرى منح لحزب الإصلاح .* أما الحصة الأخرى وهي الأقل فهي حصة الجنوبيين وعددهم في القائمة نحو ستين ، وحصة أقل للذين استقالوا من الحزب الحاكم وحكومته وبعض المشايخ القبليين الذين كبروا أنفسهم باسم الشباب ، وإلى مساء الجمعة أعلن (41) عضواً في المجلس الوطني رفضهم المشاركة فيه واستنكر بعضهم واستغرب وضع اسمه في قائمة المجلس التي ضمت (143) اسماً ، ومن بين هؤلاء (33) جنوبياً من الوزن الثقيل . ونعتقد أنه خلال الأيام التالية سوف يرتفع عدد الذين يتبرؤون من ذلك المجلس وذلك لأسباب كثيرة، فالمجلس فئوي بامتياز ، كما أن القائمة ضمت أسماء لأشخاص بعضهم يعانون من العجز وأشك أن الأخبار قد وصلتهم ، إلى جانب أن تكتلات في الساحة فوجئت بما تم تدبيره باسمها وهي كما تقول لا تزال تدرس الأمر لتحديد موقعها من المجلس بما في ذلك تكتل الصمود المحسوب على الحوثي. وبناء على هذا التقرير فسوف يبقى المجلس المذكور خالصاً لأصحابه الحقيقيين، والنتيجة الكبيرة هي أن معارضي النظام ليسوا على كلمة سواء ، لأنهم لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط فضلاً عن كونهم غير مؤمنين بالديمقراطية، وهم حتى الآن لم يتفقوا على شكل من أشكال النضال لإسقاط ما يسمونه “ بقايا النظام” باستثناء التحالف الإخواني القبلي العسكري الذي قرر اللجوء إلى القوة المسلحة.* أهم استنتاج يمكن أن يصل إليه المتابع وهو يدقق في مكونات المجلس الوطني ، أنه مجلس لقيادة ثورة الشباب وليس فيه أي تمثيل لشباب الساحات ، وهذا يؤكد مصداقية كل الذين لاحظوا منذ وقت مبكر أن الثورة الشبابية أضحت متكأ يتكئ عليه التحالف القبلي الإخواني العسكري، وأن الحرص على بقاء الشباب في الخيام نابع من أهميتهم بالنسبة للذين يريدون تحقيق أهدافهم على حساب الشباب. وقد بلغ الأمر درجة منع بعض الشباب المغادرين للساحات من أخذ خيامهم معهم .. الخيام يجب أن تبقى حتى تلك التي فرغت أو تركها أصحابها ، لكي تبقى الصورة أمام المشاهدين كما كانت عليها في البداية.إن المجلس الوطني المكون من ( 143) شخصاً هو الذي سوف يختار من بين أعضائه قيادة أعلى مكونة من رئيس وعشرين عضواً حسب النظام الذي وضعوه ، فمن سيختار الرئيس والعشرين إذا كان الذين تبرؤوا من المجلس اقترب عددهم من الثلث اليوم ، والعدد مرشح للزيادة تباعاً. هل يغني عن ذلك الفرار الذي فره المجلس عندما عين با سندوة واثنين “ مضمونين “ بدلاً عن الواحد والعشرين.