من يقطعون الكهرباء، ويفرضون الظلام، ويغتالون الوئام.. أزعم أن عقابهم عند الله عز وجل ثم عند الشعب، أخف بكثير من عصابة المحرضين وجوقة المنظرين الذين يبررون هذه الأفعال الإجرامية المنكرة.. حيناً برميها إلى السلطة، وحيناً آخر.. بتفلسف غبي يوحي إلى المتابع أو المواطن أن عليه احتمال مسلسلات الانقطاعات وأمثالها، وذلك حتى تنجح مشاريعهم الانقلابية التي ما تزال ماضية - بنهم كاسح - في قضم مكونات الوطن، وتدمير منجزاته، وإذلال معظم شرائح المجتمع المطحونة برحى معاناة معظمها مصنوع وممهور بإمضاء معارضة المشترك وشركائها في إنتاج الأزمات حسب المقاييس. اتقوا الله، نحن في شهر رمضان.. شهر القرآن، وعليكم أن تدركوا جيداً أن الإمعان في تعذيب المواطن، وتركيعه في خدمات معتادة خارجة عن ملعب التنافس السياسي.. دليل قاطع وبرهان ساطع على أنكم أفلستم وخسرته، فصببتم جام غضبكم على الشعب الذي لم يسر في ركابكم، وحسب علمنا أن الشعب ليس عاجزاً عن الرد المناسب إذا استمرأتم في الأذية، والتمادي القاهر والتحدي المستفز للإرادة الجمعية، وتذكروا أن الشعب عاصفة طاغية، وأعاصير عاتية إذا غضب، وعلى قول محمود درويش : حذار .. حذار من صمتي ومن غضبي. ولن تستطيعوا إيقاف زحفه إذا صمم على اقتلاعكم من بروجكم أو قصوركم أو ساحاتكم، فحذار حذار .. وبلاش كثر الهدار، وإثارة الغبار بالقرب من مضارب بني عبس، وفرسانهم الأغيار .. حماة الحمى والديار والذمار.هل اقتنع الخبرة ذوو السحنات الحمراء أن الاستنساخ فاشل في بلادنا، وأن محاولات زرعه في غير بيئته الأصلية قد جرت على البلد كوارث جمة، وعواقب وخيمة؟! أم أن عقلياتهم المتسرعة لم تقتنع بعد أم أنها مازالت تراهن على إنزالها من الظبية لبناً ؟! وعندما يقول كثير من الحصيفين بفشل عملية الاستنساخ في تقديم منظومة حكم جديدة أو مقبولة من الكل أو الغالبية فهم لا يرمون الكلام على عواهنه، إنما ينطلقون من أسانيد وثوابت أهمها خصوصية التركيبة اليمنية، وقوة الإرادة الشعبية، وتلاحم النسيج المجتمعي عند المحن، ورسوخ التجربة الديمقراطية التي أساء البعض استخدام فضاءاتها المتعددة، ولذا لزاماً على المعارضة المشتركة أن تراجع حساباتها على قول فيصل علوي (راجع حسابك حبيبي ) كاملة، وضرورة تجريب وسائل أخرى حضارية كبديل عن طرائق العقاب الجماعي، ففي اليمن بلادنا ليس هناك تضييق على الإسلاميين كما في أقطار أخرى ، ولا يصلون بالبطاقة، وليسوا مطاردين، وليس دستور بلادهم يساوي بين الرجل والمرأة في الميراث بخلاف الشريعة، ولا أنظمتهم القانونية تحدد الزواج من واحدة فقط وتحرم التعدد كما كان حاصلاً في تونس قبل أن يتم إلغاؤه، وليست الأحزاب الإسلامية محظورة ( مصر وتونس ) بل إنها عندنا حاكمة في فترات، ومستفيدة ومستثمرة وفاعلة في فترات أخرى. يا جماعة ارحمونا في هذا الشهر الكريم، وبلاش استنساخ يوقعكم ويوقعنا في فخاخ، وقد يحولنا من ديوك إلى فراخ، وحسب معلوماتي المحدودة أن الاستنساخ موجود في العرب، ومنذ عدة سنوات تم استنساخ النعجة (دوللي)، وثور اسمه ( باركنسون ) وأرجو أن لا أكون مخطئاً في بعض حروف الثاني. والاستنساخ، علمياً، يحدث في عالم الحيوان، ولا يطبق على البشر أو الشعوب التي لن تسمح لأيه قوة بأن تحولها إلى فئران تجارب مهما كانت شراسة أذرعتها العملاقة. ويا إخوتنا.. يكفي ما نعاني قبل تنفيذ ربيعكم الدامي، وجدالكم الحامي، وهوسكم الرامي .. إلى إرجاع النظام الإمامي، والفكر الأعمى والمتعامي، وهذا آخر كلامي بعد سلامي وختامي. [c1]هلا بهم إلى الربيع [/c]كنت أحب الربيع لكن بعد أن صبغوه بالدم ولون الجراح ما عدت أطيقه، وهلا بكل الفصول إلا الربيع إلا إذا ارتفعت المخيمات.. خلونا نكره الجمال، ونشعر بالضيق عند قدوم فصل الحسن الآسر والبهجة والانطلاق المرح في رحاب أجواء السعادة، ودعوة صادقة للابتسام والفرح الصادق، ومنع أو إيقاف زرع الكراهية، واغتيال الجمال، وإحراق الورود ، ووأد مبادرات التقارب. [c1]حشود .. لما القيامة[/c]الآتي مقلق جداً، والنذر مزعجة، ولا ينبغي التخدير بتفاؤل كاذب.. يطلع كالحمل الكاذب إلا إذا حصلت معجزة، فلنوطن النفوس، ونربط الأحزمة. حتى في شهر رمضان.. ما رحمونا من القوارح والمظاهرات، وانقطاعات الكهرباء و الماء ، والرفع القاتل للأسعار، والجشع الجهنمي للتجار.. نحن في النقطة الأولى من العقاب الجماعي. هل اقتنع الخبرة أن الاستنساخ.. فاشل في بلادنا، وقد جر عليها كوارث جمة أم أنهم عادهم مش مقتنعين؟! بغض النظر عن فشله المريع في بلدان المنشأ.بين الشرعيتين الدستورية والثورية.. هناك من يرجح شرعية التوافق التي تعني تبادل التنازلات، وإحياء النفوس على صفاء النوايا للخروج من عنق الزجاجة، ومن فوهات المدافع، وصواريخ الأسعار المصوبة تجاه بطون الجياع. [c1]آخر الكلام[/c]إذا أنت ضيعت الذي أنت واجد فهيهات أن تلقى الذي أنت فاقد تجددْ كقلب النهر يا سيد الأسى سترتاد عهداً غير ما أنت عاهدلهذا التمادي آخر بعد آخر أليس له بدءان : أصل وواحد [c1]- البردوني- [/c]
أخبار متعلقة