غضون
* آلاف من شيوخ وأعيان القبائل عقدوا أمس في العاصمة مؤتمراً هاماً باسم القبائل اليمنية ، واتفقوا على تكوين هيئة تنظيمية دائمة تجمعهم تحت مسمى “ مجلس قبائل اليمن”. وسيكون مفيداً لو أن القبيلة تنظم نفسها تنظيماً مدنياً ، وتهتم بالشأن العام على المستوى الوطني بدلاً من البقاء عند الروابط العصبوية القائمة على صلات النسب والدم.انتهى مؤتمر أمس إلى بيانات تحمل وعوداً كثيرة حول ما يتعين على القبائل القيام به، أما العزائم فلا نستبقها ونترك أمرها للأيام القادمة، و حينها سنرى مدى إخلاص أولئك المشايخ والأعيان لما أعلنوا أنهم ملتزمون به . إننا نؤمن أن كل مواطن فرد له دور يستطيع أن يقوم به لجهة أمن واستقرار المجتمع وتطوره ولجهة دعم جهود الدولة في كل المجالات، وإذا كان المواطن الفرد يقوم بذلك فلا شك في أن المواطنين كمجموعات منظمة أو قبائل منظمة تستطيع أن تفعل أكثر.. ولذلك نعول الكثير على الجمع الكبير الذي التقى في العاصمة أمس وتعهد بما تعهد به ، ولو أثبت هؤلاء مصداقية تجاه ثلاثة أعشار ما التزموا به لكان خيراً كثيراً.* مشايخ وأعيان القبائل اتفقوا على ما يسمى عند القبائل “ قاعدة”.. والقواعد ملزمة.. وهي كما سموها قاعدة الثوابت الوطنية والعرفية لقبائل اليمن.. وقد تضمنت كثيراً من التعهدات والالتزامات ، واحدة منها تنص على أن” يلتزم الموقعون على تأمين مناطقهم وحماية الطرق والمنشآت العسكرية الواقعة فيها والوقوف صفاً واحداً في مواجهة أي فئة تعمل على النيل منها أو استهدافها ، وعدم السماح باستخدام ساحاتهم وحدودهم لأي فئة حزبية أو قبلية أو غيرها للقيام بأعمال تخريبية ضد الدولة “ وقد قلت أن هؤلاء المشايخ والأعيان لو التزموا بثلاثة أعشار ما وعدوا به لكان خيراً كثيراً .. والنص السابق هو أقل من ثلاثة أعشار القاعدة التي وضعوها ، ومع ذلك لو صدقوا في هذه وأخلصوا لقلنا لهم كثر الله خيركم . بل يمكن أن ننقص من ذلك حماية المعسكرات ، فأصحابها كفيلون بها ولا داعي لإرهاق القبيلة نفسها في عمل هي معفاة منه سلفاً، يكفي أن تحمي ما بين يديها مما هو في خدمتها من منشآت خدمية.* التدهور الاقتصادي والخدمي الذي تعاني منه البلاد وكل فرد فيها اليوم تعود معظم أسبابه إلى رجال القبائل .. بل في عدد محدود جداً من القبائل . منع ضخ النفط سببه قبائل ، قطع الطرق وإمدادات الغاز والديزل والبترول يتم في مناطق قبائل ، تدمير شبكات نقل الطاقة الكهربائية يقوم به أفراد من القبائل .. هذا على سبيل المثال ليس غير.وهذا الخراب العام يقوم به أفراد في مناطق القبائل .. لذلك يستطيع شيوخ وأعيان القبائل منع حدوث ذلك في مناطقهم، ولو صدقوا في قاعدتهم ووفوا بوعودهم فسوف يحدث تحسن في الأيام القادمة وسوف نرى مدى مصداقيتهم .. خاصة وأنهم يترأسون قبائلهم ولهم نفوذ قوي في مناطقهم فما الذي يمنعهم من القيام بواجباتهم؟.