( اشراقة )
من يقوم بجولة هذه الأيام في أي مدينة أو حي في محافظة عدن يصاب بالذهول والدهشة مما يلحظه في موضوع النظافة .. حيث تتكدس اكوام القمامة في الشوارع الرئيسية والفرعية، وطفح المجاري لايكاد يغادر شارعا ولا زقاقا إلا وتربص فيه للمارة . والمشكلة الادهى والأمر هي أن الناس ينظرون إلى ذلك ولا يبالون وكأن ذلك لايعنيهم لا من قريب ولا من بعيد في شيء أو لايجلب لهم الأمراض والاوبئة وبلاوي كثيرة.. فإذا كانت الجهات المختصة قد صمت اذنيها وتقاعست عن أداء مهماتها والعمل على ايجاد حلول جذرية لطلبات واستحقاقات عمال النظافة وهم الفئة المهمشة التي لايرضى الناس بان يقوموا بما تقوم به من أعمال وهم الأقل أجرا وحافزا بل أن تلك الفئة هي الأكثر سحقا في المجتمع ومع ذلك كم هي حاجتنا ماسة إلى أيديهم وكيف أن عوراتنا تتكشف إذا ما اضربوا عن العمل .. فإنه لاينبغي السكوت عن الوضع واستفحاله يوما بعد يوم حتى لأ نجد انفسنا وقد طمرتنا المجاري وسفحت إلى الأدوار العليا ووجدنا اكوام القمامة وقد تعالت لتضاهي العمارات الشاهقة . إن من المفترض أن يتم العمل على ايجاد معالجات فاعلة وناجعة لمشاكل ومطالب عمال النظافة وكذلك العمل بعيدا عن تسييس الموضوع أو التربص بالآخر ، وإعادة توعية الناس بالنظافة من خلال وسائل الإعلام بدلا من تهافتها في الفاضي والمليان وكذلك ينبغي أن يرتقي دور المساجد إلى اسمي مما هو عليه اليوم وان تترك النبش في عورات الآخرين اواثارة الفتن ،وان تحمل هم المجتمع ، وكذلك فعاليات المجتمع المدني لان الخطر الذي قد تجلبه القمامة والمجاري لن يستثني فلانا من الناس اوعلانا , بل أن خطرهما قد يكون داهما - لاسمح الله - وسيكون وبالا على الساكنين جميعا . ونهمس في إذن القيادة الجديدة لعدن أن ما هو قائم اليوم إمامكم تحد يضاف إلى جملة موضوعات اخرى وسيكون بمثابة امتحان فيه الكثير من الصعوبة فاجعلوا نصب أعينكم أولويات الناس الحياتية . واللهم إني صائم.