الصيام أسرار وفوائد ونفحات روحانية
مــروة رزق«صوموا تصحوا».. تعددت الأبحاث وكثرت الدراسات لتفسير حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم والذي يحمل بين طياته أسراراً وفوائد لا حصر لها، لا تقتصر على الفوائد الصحية فقط بل تمتد إلى النفحات الروحانية التي تدعو إلى تهذيب النفس وتعويدها على الصبر وقوة التحمل والإحساس بالآخرين.فشهر رمضان يعد راحة لأجهزة الجسم كلها من الإجهاد الزائد الذي تتعرض له طوال العام ، وخاصة المرضى المصابين بأمراض في القلب، مثل قصور القلب وارتفاع الضغط وشرايين القلب والصمامات، كما أنه يعد فرصة لتقليل الوزن الزائد والتخلص من الدهون، خاصة دهون البطن الكرش، التي كشفت الدراسات الحديثة أنها الأكثر خطورة على شرايين القلب، بجانب تقليل الكوليسترول والدهون الضارة، والاستفادة من الصيام في زيادة الدهون عالية الكثافة المفيدة لشرايين القلب.وفي هذا الصدد، أكد الدكتور جمال شعبان رئيس وحدة الحالات الحرجة بمعهد القلب، أن الصوم يخفض كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجهاز الهضمي ويعمل على إراحته، مشيراً إلى أن أزمات القلب تقل في الصيام فضلاً عن انضباط ضغط الدم والسكر.وأوضح شعبان « أن تحديد مواعيد الوجبات في الصيام يريح الجهاز الهضمي ويقلل من نشاط القلب، ناصحا بتناول الزبادي منزوع الدسم للتخلص من الدهون الزائدة ،ومشدداً على ضرورة تناول السحور لأهميته.ونصح شعبان مرضى السكر الذين يعانون من زيادة مادة «الكيتون» في الدم ومرضى الكلى بتناول كميات كبيرة من السوائل واستشارة الطبيب المختص لتحديد هل حالتهم تسمح بالصيام أم لا، مضيفاً أنه يجري معالجة البدانة بالصيام، حيث إن السمنة المفرطة وازدياد تراكم الدهون بالجسم تشكل خطراً حقيقياً وتؤدىيإلى تصلب الشرايين، وارتفاع الضغط الدموي، وتشمع الكبد وغيرها.[c1]فوائد الصيام متعددة[/c]وأكد شعبان أن فوائد الصيام متعددة وبفضله تستعيد أجهزة الجسم نشاطها وقوتها ويتحسن أداؤها الوظيفي في تنقية الجسم ما يؤدي إلى ضبط الثوابت الحيوية في الدم، فضلاً عن أنه يوقف عملية امتصاص المواد المتبقية في الأمعاء ويعمل على إخراجها، كما يطرد السموم المتراكمة في الجسم.وأضاف أنه من المتعارف أن المعدة بيت الداء ولابد من الاهتمام بنوعية الطعام، نظراً لأن عدم الاعتدال في الطعام يؤدى إلى الأزمات القلبية، مشيراً إلى أن شهر رمضان يعتبر فرصة جيدة لضبط الطعام.وأوصى بتناول التمر لأهميته بالنسبة للشرايين والأوعية الدموية، وذلك لاحتوائه على مضادات للأكسدة، ناصحاً بتناول سبع تمرات يومياً محذراً من تناول الحلويات بكثرة لأنها تعتبر سموماً ويجب استبدالها بالفاكهة.[c1]خطر الملح على القلب[/c]وحذر من الإكثار من الملح بالطعام لأنه يؤدي إلى قصور القلب الاحتقاني، ونصح بعدم التعرض لأشعة الشمس أثناء الصيام والإكثار من السوائل وبخاصةً الماء في فترة الإفطار والأطعمة التي تحتفظ بالماء، مثل الخيار وغيرها.وحول صيام مرضي القلب، أوضح الدكتور أحمد مجدي أستاذ القلب بمعهد القلب القومي بمصر، أن معظم المرضى يمكنهم الصيام إذا لم يكن هناك تغيرات حادة بالقلب، أو مرور فترة من حدوث جلطات القلب، أو ذبحة صدرية مستقرة، ومرضي الحالات المستقرة كروماتيزم القلب وحالة القلب المتكافئ، وكذلك مرضي القلب التي لا تتأثر حالة لزوجة الدم بالصيام.وعلى الجانب الآخر يمنع من الصيام مرضي القلب خلال الشهر الأول من إجراء جراحة توسيع شرايين القلب وتركيب الدعامات، وكذلك مريض جلطة القلب خلال الشهر الأول من الذبحة الصدرية غير المستقرة. ويري أن الصيام يساعد الإنسان الطبيعي أو المريض في تخفيض نسبة الكوليسترول ونسبة الدهون بالدم، وبالتالي انخفاض نسبة حدوث مشاكل القلب، ويزداد الكوليسترول عالي الكثافة الجيد، ويساهم الصيام على أسس سليمة بصورة غير مباشرة في تقليل الوزن، وهو أحد عوامل الخطورة في الإصابة بالنوبات القلبية.ويضيف أن الدراسات الحديثة التي أجريت خلال الـ5 سنوات الماضية، كشفت أن الصيام يقلل الوزن، وخاصةً دهون منطقة البطن الكرش بالرجال، وهى دهون شديدة الخطورة تفرز مواد تتسبب في انسداد الشرايين، ومع الصيام يقل الوزن ودهون البطن وبدوره الخطورة على القلب.ويؤكد ضرورة مراجعة مرضى القلب المسموح لهم بالصيام للطبيب بصفة دورية، وتوقيتات العلاج وجرعاته لتجنب اضطراب حالة القلب، وشرب السوائل بكمية وفيرة، إذا كانت حالة عضلة القلب تسمح بذلك، ولا ينبغي للصائم الإفطار على وجبات دسمة عالية الكوليسترول والشحوم والسعرات الحرارية المرتفعة.وينصح بالحفاظ على نوعية الأكل حيث يكون امتصاص المعدة للطعام سريعاً، ويفضل تجزئة الإفطار على مراحل وبكميات صغيرة، وتناول الغذاء المسلوق والمشوي وتجنب الوجبات المقلية واللحوم الضأن واللحوم عالية الدهون، ومراعاة عوامل الخطورة كالإصابة بالبول السكري وضغط الدم، وتغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة مع الصيام، والإقلال من السعرات الحرارية ومراقبة الوزن وتجنب عوامل الخطورة كارتفاع ضغط الدم والتدخين.[c1]تناول الزبادي 3 مرات في الأسبوع[/c] كشفت الدكتورة شيرين اسماعيل الباحثة بقسم الميكروبيولوجيا والمناعة بالمركز القومي للبحوث في مصر، أن تناول منتجات الألبان وخاصةً الزبادي يحد من تكون الدهون في منطقة البطن والمعروفة باسم «الكرش».وأكدت الدكتورة شيرين أن تناول الزبادي 3 مرات أسبوعياً يساعد على التخلص من دهون البطن أو «الكرش» وذلك لإحتوائه على سلالات بكتيريا «الالكتوباسيلس أو بيفدوبكتيريم» المعوية المفيدة.وأفادت شيرين بأن تناول الزبادي الخالي الدسم بانتظام يؤدي إلى فقدان الوزن بمعدل أكبر مما يفقده من يتبعون نظام غذائي منخفض السعرات، مشيرة إلى أن الباحثون اكتشفوا من قبل أن الزبادي يحتوي على أكثر من 4001 حمض دهني تحمي الجسم من السرطان وأمراض القلب والجهاز الدوري.وأكدت بعض الدراسات أن تناول الزبادي مع نظام غذائي متكامل يعتمد على تقليل النشويات والسكريات والدهون يؤدي إلى فقدان أكثر من 80% من دهون منطقة البطن، ويخفض 22% من الوزن، و61% من دهون الجسم إجمالاً خلال 12 أسبوعاً، وذلك لقدرة الزبادي على حرق الدهون.[c1]أسباب بروز الكرش[/c]تتدخل عوامل كثيرة في تكوين الكرش، منها العمر، والجنس، والتاريخ الوراثي. فبينما يميل الرجال إلى تخزين الدهون حول الخصر على (شكل تفاحة)، تخزن النساء الدهون حول منطقة الحوض، والأوراك، والأفخاذ على (شكل كمثرى).ومن المعروف أيضاً أن نسبة الدهون في جسم المرأة هي ضعف الدهون الموجودة في جسم الرجل، وهذه الدهون هى التي تسبب الكرش، حيث تتكون قرب الكبد والجهاز الهضمي وتنتشر في أوردة البطن بسبب تأثير هرمون الأنسولين فتزيد نسبة السكر في الدم ويتحول إلى دهون وخاصة مع تزايد العادات الخاطئة في الأكل والتهادي بالحلويات والشيكولاته.ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى انتفاخ المعدة وتمددها وبالتالي ارتخاء عضلات البطن:- الإسراف في تناول الطعام الغني بالدهون والسعرات الحرارية.-الإصابة بأمراض القولون وتجمع الســـوائل في (تجويف البطن).- ابتلاع الهواء أثناء تناول الطعام.- التدخين بأنواعه.- تناول وجبة دسمة أخر النهار.- النوم بعد تناول الطعام.- الإسراف في تناول البقول التي تسبب الانتفاخ.- عدم إتباع حميات غذائية صحية أثناء الحمل.- عدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.-النوم على الجانب، وإرخاء البطن أثناء الجلوس، ويفضل النوم على الظهر وسحب المعدة إلى الداخل.- التوتر وانتفاخ المعدة.وتظهر بعض الدراسات الصحية أن الدهون البطنية يمكن أن تتطور نتيجة للإجهاد والتوتر؛ لأن هرمون «كورتيزول» الذي يفرزه الجسمُ أثناء التوتر، يحفز من تخزين الدهون في منطقة البطن.[c1]نصائح للتخلص من الكرش[/c]يوجه الأطباء وخبراء التغذية 11 نصيحة مهمة للتخلص من بروز البطن أو ما يعرف باسم «الكرش»، والذى يسبب إحراجاً شديداً أمام الغير وآلاماً نفسية شديدة. وتتلخص هذه النصائح في: - الإقلال من تناول الأطعمة التي تسبب الانتفاخ مثل الحليب والبقوليات (الفول والحمص والعدس...) والموز والمعجنات.- تناول التفاح المقشر والخوخ والجزر والفواكه الحمضية (مثل البرتقال والليمون والجريب فروت...) والخضروات الورقية، وغيرها من الأطعمة الغنية بالألياف والتى تساعد على تنظيف الأحشاء.- تناول كميات كبيرة من الماء لتنظيف الجسم من السموم المتواجدة فيه، التأكد من مضغ الطعام جيداً عند تناوله، فتناول الطعام بسرعة أو بفم مفتوح يجعل الإنسان يبلع الكثير من الهواء وبالتالي يسبب الانتفاخ.- التأكد من وضعية صحيحة عند الجلوس، خاصةً إذا كان الجلوس أمام الحاسوب لساعات طويلة فى البيت أو العمل.- الحرص على ممارسة التمارين الخاصة لشد البطن كل يوم لمدة 15 دقيقة على الأقل، وممارسة أكثر من تمرين، قبل تناول أي شيء، تناول كوب من منقوع الكمون مع شريحة ليمون ليساعد على إذابة الدهون المتراكمة على الخصر.- الإكثار من شرب الشاى الأخضر خلال اليوم للتخلص من السوائل والسموم المحتبسة، قبل النوم تناول كوبٍ مصفى من شاي الزعتر البرى وأزهار البابونج للتخلص من الغازات والانتفاخ.- تجنب تناول اللبان، لأنها قد تؤدى لابتلاع كميات من الهواء تؤدى إلى انتفاخ البطن، وتناول الزبادى قليل الدسم الذي أثبتت قدرته على حرق الدهون فى الجسم والمحافظة على العضلات، حيث أظهرت الأبحاث أن الذين يواظبون على تناول اللبن يفقدون أوزاناً أكثر من أولئك الذين يعتمدون على ريجيم السعرات القليلة فقط.