إن مما يدعو للتأثر أن ترى مشهداً لفتاة صغيرة أغروقت عيناها بالدموع وهي تناشد ممثلية الاتحاد الأوروبي بإنقاذ حيها (حي الجامعة) بصنعاء والأحياء المجاورة التي تضررت من جراء نصب خيام المعتصمين وما خلفوه من آثار مدمرة وسلوكيات لا إنسانية أضرت بحرية وحقوق أهالي وساكني تلك الأحياء وقضت مضاجعهم لدرجة أن شعروا بأنهم في سجن كبير أبشع من السجون الإسرائيلية.وهنا يمكن حصر جملة من الأضرار التي ذكرها بعض قاطني تلك الأحياء منها:ـ التفتيش المستمر من قبل المعتصمين لكل ساكن أو ساكنة في حي الجامعة ومن حولها وهذا انتهاك لشرفهم وأعراضهم.ـ عدم ذهاب الطلاب إلى مدارسهم وعدم استطاعة الأطفال إشباع رغباتهم باللعب بجوار منازلهم أو شوارعهم، وهذا التصرف يعد انتهاكاً لحقوقهم وحرياتهم.ـ منع دخول سيارات نقل المياه (الصهاريج) إلى الأحياء السكنية.- انتشار الأوبئة والجراثيم والميكروبات المسببة للأمراض الخطيرة والقاتلة الناتجة عن مخلفات المعتصمين منذ ستة أشهر ما يسبب كارثة بيئية تضر بأصحاب الأحياء وقد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.- إقفال كثير من المحلات التجارية التي هي مصادر رزق كثير من الأسر والعائلات بالإضافة إلى تراكم ديون المحالات التجارية المستأجرة والمقفلة منذ ستة أشهر والمعطلة عن البيع والشراء وهذا العقاب لا يرضي الله ولا رسوله مع أن المعتصمين يزعمون بأن ثورتهم سلمية وأن احتجاجاتهم سلمية فأين السلمية من إيذاء الآخرين والإضرار بهم ؟ ولماذا التمترس في الشوارع وحمل السلاح بأنواعه ؟ وأين السلمية من نفي الآخر واقتلاع شأفته؟.عدم اكتراث المعتصمين بساكني الأحياء ولا بمشاعرهم وأحاسيسهم ولا بنداءاتهم واستغاثاتهم وهم يعلمون بأن الإسلام لا يمنحهم الحق للإضرار بالآخرين أو المساس بحرياتهم وحقوقهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا ضرر ولا ضرار).يقوم المعتصمون بتعمد افتعال المزيد من الصراخ والإزعاج والضجيج والعويل والهتافات العالية والخطب والشعارات والأناشيد بمكبرات الصوت فيحدث هرج ومرج يقلقان سكينة وأمن واطمئنان كل مواطن ساكن في تلك الأحياء فيتأذى من ذلك المريض والعاجز والصغير والكبير على حد سواء.- الاعتصام في تلك الأحياء كان سبباً في عدم خروج النساء والحد من حركتهن ما أعاقهن عن قضاء حوائجهن أو ذهابهن لزيادة أقاربهن وأهاليهن.. هذا بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه وارتفاع وغلاء الأسعار وشحة المشتقات النفطية وغيرها مما ضاعف معاناة سكان تلك الأحياء وغيرهم مع العلم أن بعض الأفراد هناك ربما قد فارقوا الحياة أو أصيبوا بعاهات مستديمة في أجسادهم أو انتهكت أعراضهم وشرفهم عن طريق جرجرتهم وضربهم وتفتيشهم المستمر من غرباء ودخلاء على حيهم ومنطقتهم. إن تلك السلوكيات المنحرفة من قبل المعتصمين تجاه الساكنين بجوار الجامعة وما حولها سيؤدي في النهاية إلى صدامات ونتائج وخيمة لأن الضغط يولد الانفجار ولن تستطيع أي جهة إيقاف المواجهة إلا بعد سقوط ضحايا أبرياء من كلا الطرفين وربما تتحول صنعاء إلى بيروت الشرقية وبيروت الغربية وبما تتطور الأمور إلى حرب أهلية لا سمح الله لقد بدأ رد فعل سكان حي الجامعة بالاحتجاج السلمي ورفع شعارات تدعو إلى رفع الخيام وتوضيح الأضرار التي يعانون منها وتوجهوا إلى مقر ممثل الاتحاد الأوروبي وبعد هذا الاحتجاج ستتحول سلميتهم إلى طوفان وربما إلى انفجار يهز الجمهورية لأن الصبر له حدود وإذا لم تحل مشكلة سكان حي الجامعة وما حولها فستتحول قضيتهم إلى قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة وتأخذ في طريقها كل ساكن وكل معتصم على حد سواء وجميعهم أبناء وطن واحد.
أخبار متعلقة