محمد سعود جمال:يقال إن رمية Google)) هذه المرة لن تخيب، فمن بعد (Google Buzz) و(Google Wave) اللذين حاولت بهما دخول عالم الشبكات الاجتماعية وفشلت، أطلقت (جوجل) منتجها الجديد (جوجل بلاس) (Google+) لتزأر بأن منافسة المستحوذ الأهم على ألباب رواد الشبكات الاجتماعية (فيسبوك) لم تنته بعد.فالكثير قيل حول خدمة (Google+) فصاحب المنتج مثير وغني عن التعريف والإشادة، والكثير حكى عن المميزات الإضافية المهمة في زيادة ثراء التواصل عبر الإنترنت، والتي طورها (Google+) ولم يسبقه إليها (فيسبوك) ولا غيره، ولكن في ظني أن تطبيق سياسة “الدعوات” لتصبح عضواً في (Google+) سيؤخر الانتقال من النسخة التجريبية إلى الرسمية كثيراً، وربما يجعل الكثيرين يفقدون الحماس، خصوصاً أن بدائل التواصل عبر الإنترنت عديدة، ولن تتوقف بأي حال على (Google+).وهناك أمر آخر ربما غفلت عنه (جوجل) وهو عامل “البقاء حيث يتواجد من اهتم لأمرهم” والذي ساهم إلى حد كبير في بقاء (MySpace) حياً حتى اليوم بل ويحتل حتى وقتنا هذا المرتبة الثانية مباشرة بعد (Facebook) وفقاً لإحصائية موقعTop Ten REVIEWS) التابع لـ(TechMediaNetwork) مبقياً العديد من مواقع الشبكات الاجتماعية الشهيرة مثل (hi5) و(Linkedin) و(netLog) في مراتب تالية، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف المفهوم الذي تقوم عليه مواقع هذه الشبكات.إن هذا العامل أشبهه كثيراً بالحي الذي يعيش فيه المرء فترة من حياته فيكون له جيران وأنشطة مشتركة تجمعه بهم، ثم يطلب منه فجأة أن يسافر إلى دولة أخرى، وأن يستقر في حي آخر مختلف، فالناس غير الناس والأجواء غير الأجواء وبعدها يطلب منه أن “يدعو” أصدقاءه ومعارفه للانتقال والعيش معه، فهل ستراه سيسهل عليه الأمر، أم سيعود ويبقى مستمتعاً بمعارفه في حيه ومدينته القديمة؟البعض قد يتساءل: ماذا عن ((Twitter والإقبال غير المسبوق الذي يشهده، إضافة إلى 200 مليون عضو مسجلين فعلياً؟ حقيقة، لا أعتقد أن (Google+) جاء لينافس Twitter)) فالأسلوب الذي تبنى عليه طريقة المشاركة بين الأعضاء فيهما متباينة تماماً، وعليه فإن المقارنة هنا ليست عادلة، ناهيك عن أن الكثير من رواد الشبكات الاجتماعية لديهم حسابات في (Twitter) و(Facebook) مما يثبت هذا التباين، والواضح جداً أن (Google+) جاء لينافس الأخير صاحب الـ600 مليون عضو، ولن يضيع وقته كثيراً مع (Twitter).فما لم تكن هناك إغراءات مهمة ومدروسة بعناية فائقة، أجد أن (Google+) سيحتاج إلى وقت طويل جداً ليتصدر فضلاً عن أن ينافس، فالسؤال العفوي الذي سيتكرر: “لماذا أترك شبكتي في ((Facebook أو غيره والتي أتشارك فيها مع مئات أو آلاف الأحباب اهتماماتي، وأنشئ شبكة جديدة في (Google+) وأدعو إليها أصدقائي؟ ما المقابل؟ وما الذي سأفقده لو لم أنضم لـ(Google+)؟ وماذا عن شبكتي القديمة؟ فـ(جوجل) لم تجب حتى الآن عن هذه الأسئلة ولا أظن أنها ستجيب.
هل سينجح (جوجل بلاس) في المنافسة؟
أخبار متعلقة