غضون
- نشرت صحيفة “الجمهورية “ في عددها الأخير حواراً مطولاً أجرته مع محمد أحمد البشاري، وهو إخواني سابق ومجاهد سابق في أفغانستان ومجاهد سابق ضد الاشتراكي في الجنوب وحارس شخصي سابق لعبدالمجيد الزنداني وتلميذ سابق لمحمد المؤيد وأصوليين آخرين يمنيين وعرب، وضابط سابق في الفرقة الأولى مدرع، وعمل أثناء عملية نهب الجنوب في صيف 1994م تحت إمرة القائد العسكري عبد الولي الشميري بنقل العتاد العسكري المنهوب من العند إلى تعز ثم إلى شمير منطقة القائد الشميري،وهو أيضاً مكلف سابق من قبل الأصوليين باغتيال رئيس الطائفة الإسماعيلية . هذا هو محمد أحمد البشاري “السابق“.. وقد فاق على خديعة دفعته إلى تغيير مسار حياته في كل تفاصيلها .. ترك ذلك وراء ظهره ، وهو اليوم قيادي في تكتل الشباب الحر في ساحة التغيير بصنعاء وكان هو وأصحابه من أوائل المعتصمين قرب جامعة صنعاء.. البشاري في ذلك الحوار بدا محبطاً أيضاً لأن “ الثورة الشبابية” انحرفت .. ولا جديد في هذا الأمر فقد أحبط من قبله آلاف الشباب الأنقياء وأضطروا للانسحاب هرباً من التنكيل خاصة بعد أن تحول الشباب إلى مجرد مسمى يتستر به الفاسدون والإقصائيون والانقلابيون وشيوخ القبائل.- “الجديد” الذي قدمه البشاري في ذلك الحوار الذي كان فيه صريحاً جريئاً شفافاً هو أنه أكد معلومات “قديمة” كنا نشك في مصداقية مصادرها ، وقد أزال هذا الشك لحساب اليقين بحكم أنه دعمها بمزيد من أدوات اليقين، وبحكم أن هذا البشاري مطلع على مجريات الأمور في ساحة التغيير بصنعاء وكان ولا يزال قريباً من الأحداث التي تجري يومياً في الساحة وما حولها.أكد البشاري أن هناك معتقلات بمقر الفرقة الأولى وفي ساحة التغيير نفسها يساق إليها أي شخص في الساحة يبدي وجهة نظر لا تروق للإخوان وعلي محسن الأحمر وشيوخ الأحمر .. أنت لديك وجهة نظر تتعارض مع توجهاتهم إذن أنت خائن مدسوس أمن قومي عميل .. عدو الثورة .. يقول البشاري إن لديه معلومات بأن الذين اختطفوا فجأة من ساحة التغيير منذ فترة هم موجودون في تلك المعتقلات .. يقول أيضاً إنهم استأجروا منازل قرب الساحة يعتقلون إليها الشباب وفي وقت متأخر من الليل - بعيداً عن الأنظارـ ينقلونهم إلى تلك المعتقلات .. يقول إن لديه اطلاعاً حول إدخال الأسلحة إلى الساحة “ السلمية” .. يؤكد البشاري ـ وبشهادة أطباء ـ أن المستشفى الميداني في ساحة التغيير ليس مكاناً لتلقي العلاج بل لتدبير الحيل الإعلامية .. قبل كل مظاهرة يجهزون في المستشفى الميداني مصابين مفترضين ومشاهد دموية .. قال البشاري وقال أكثر من ذلك.- قال البشاري: سقط مرة بالجوار سائق درجة نارية لا علاقة له بالساحة ولا اعتصام ولا ثورة .. فجاؤوا به - صيداً - إلى المستشفى الميداني ليعالج كثوري أصيب برصاص الأمن أثناء المظاهرة في حين لا توجد مظاهرة.. وقيد في سجلات المستشفى الميداني .. ولما اعترضت ممرضة أو طبيبة بان هذا “ مالش دخل بالموضوع” قالوا لها : سجليه كمناضل والباقي “ مش عليش”.. المستشفى الميداني شيء آخر غير المستشفى ... الدخول إليه محظور على أي أحد سوى المختصين بالحيل واللجنة الأمنية. وقال البشاري : يسيرون أمامنا في المسيرات التي تخرج من الساحة وفجأة نكتشف أنهم قد صاروا في الخلف ونحن أصبحنا في المقدمة.. هم الذين يطلقون النار من الخلف على المتظاهرين.. الرصاص تأتي من الخلف وتدخل في الظهور والخلف .. وفهمت من كلام البشاري أن ضحايا 18 مارس والمدينة الرياضية وغيرها من المسيرات والأحداث التي قتل فيها متظاهرون قتلوا برصاص أطلقت من الخلف وليس من الشرطة غير المسلحة في الأمام .