أضواء
مناظر الشهداء من اطفال ليبيا في مدينة طرابلس، على ايدي قوات حلف الناتو يندى لها الجبين، ووصمة عار في جبين دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، فقد تذرعت الدول الغربية الامبريالية بالتدخل في الشأن الليبي، بقرار تحت رقم 1974 لمجلس الامن، من اجل حماية المواطنين في بن غازي، وتتالت هجمات الطيران على ليبيا، تحت مبرر ضرب قوات العقيد، ومن اجل اضعاف امكانياته العسكرية، حتى لا يتم استهداف المدنيين وقتلهم، يجيب حلف الناتو؟عندما يتم استهداف الاطفال والنساء وعموم المدنيين، ويصيبونهم بالقتل وتدمير بيوتهم وترويعهم في مدينة طرابلس، هل ان حماية المدنيين في بن غازي تبيح قتل المواطنين في طرابلس؟.حلف الناتو حلف امبريالي عدواني، لا يفهم من الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان الا بما يحقق اهدافه العدوانية، وهو كما قلنا مراراً انه لم يأت لسواد عيون الليبيين، وانما لتحقيق اهدافه، وان من يتصدى للقذافي ونظامه من ابناء الشعب الليبي، عليه ان يعي ان الاستعانة بالاجنبي لا يمكن ان يعطيه مصداقية انه ينوي الخلاص من نظام القذافي، لانه لن يكون الا عميلاً صغيراً لخدمة مصالح اسياده، الذين جاءوا به الى السلطة. ان مناظر اطفال طرابلس الذين قتلتهم ايادي حلف الناتو القذرة، لن يتحمل وزرها الا الذين جاءوا بالناتو، وطلبوا عونه ومساعدته، ولن يكون هؤلاء الذين يطلقون على انفسهم بالثوار ـ العملاء ـ، الا خونة وقتلة لاطفال الشعب الليبي، فهل لا يتوقعون ان لا ياتي اليوم؟، الذي يتمكن فيه الشعب الليبي ان يمتلك قيادة وطنية، لتحاسبهم علىما اقترفت اياديهم في حق هؤلاء الاطفال الابرياء؟!.مسكينة الحرية وشعارات الديمقراطية وحقوق الانسان، كم فقدنا على مذبحها من الشهداء على ايادي اعداء الامة، وكم رفعنا شعارات كاذبة، ودبجنا مقالات ونسجنا قصائد، من اجل تحقيق الاهداف العدوانية، وما صحونا الا بعد فوات الاوان، عندما تصحو ضمائرنا من سباتها، ونندب حظنا عندما لا ينفع الندم، كما نرى في مشاهد اللطم بالسواطير على وجوه البعض، على جرم اقترفوه في حق اسيادنا، ومازالوا باسمهم يمارسون العهر والخيانة، باساليب وطرق اكثر سوءاً مما اقترفوه في الماضي.هل سيلطم الليبيون خدودهم ولكن بعد فوات الاوان؟، ومن سيعيد كرامتهم المهدورة على ايدي حلف الناتو وثوار الناتو؟، ولكن برضاهم وبطلب رخيص من البعض منهم، بعد ان يبتلوا بكرزاي جديد او مالكي آخر، وسيترحمون على ايام العقيد، حتى وان كان لا يملك اية قاعدة شعبية.الوحدة الوطنية الليبية كانت ولا زالت اكبر بكثير من العقيد، ومن عملاء حلف الناتو وثوار الناتو، ولكنها قد اصيبت بالشرخ على ايدي الطرفين، الا ان المتمردين يتحملون وزر الضربة الاولى في هذا الشرخ، لان من يدخل الدب الى حديقة بيته، هو المسؤول عن تدمير هذه الحديقة، فقد اصروا على تدمير ليبيا تحت حجة الخلاص من نظام العقيد، وان كانوا في البداية على حق، ولكنهم انزلقوا الى هاوية الخيانة الوطنية، واوقعوا عموم الليبيين بين سندان نظام القذافي، ومطرقة قوات حلف الناتو، وليس في مقدور احد الخلاص من هذا المأزق الا بوحدة كل الليبيين، وبعد تقديم الآلاف من الشهداء لطرد الغزاة، وسيكون هؤلاء العملاء في مقدمة من ينال العقاب العادل، على ايدي ابناء الشعب. [c1]كاتب عراقي