غضون
* تنظيم القاعدة والجماعات السلفية الجهادية التي تخرجت من الجمعيات والمراكز السلفية صارت اليوم جبهة واحدة موحدة كما يبدو.. رجال الدين الأصوليون وأصوليون آخرون هنا وهناك لعبوا دوراً كبيراً في تكوين هذه الجبهة منذ بداية الأزمة السياسية في البلاد بصورة خاصة، فهذه الأزمة ساعدتهم كما ساعدت تجار الحروب والأزمات في تنظيم صفوفهم للخروج منها بأكبر الفوائد والأرباح.. فالأصوليون في مختلف مواقعهم يجدونها فرصة للانقضاض على السلطة واستعادة الخلافة الإسلامية أو على الأقل إنشاء نموذج لها من خلال إمارة إسلامية في اليمن .. وهذا ما يفسر هذا الظهور العلني والكبير لهذه الجبهة وشنها الحرب على الدولة للسيطرة على مناطق وإعلانها ( ولايات إسلامية ).. ويجاهر الشيخ الزنداني وأصوليون آخرون بالدعوة ( العامة ) لدعم هذه الجبهة بدعوى أن هناك تحركات غربية في المياه الإقليمية في سياق الإعداد لاحتلال اليمن! * في هذه الأثناء تقوم الحكومة - من خلال أجهزة الأمن ومعسكرات محدودة للجيش- بمحاربة الإرهابيين الذين انتظموا في هذه الجبهة .. وتشهد مناطق كثيرة خاصة في أبين هذه الأيام أكبر وأشرس حرب عرفتها اليمن في مواجهة الإرهاب الذي تقوى بتشكيل تلك الجبهة التي استطاعت السيطرة على مناطق كثيرة في أبين ومنها تحاول الامتداد نحو عدن ولحج وشبوة ومأرب والجوف. المعارضة الرئيسية في اليمن تدين الحرب ضد محاربي الجبهة الإرهابية، وفي وقت سابق تجاهلت قدرات الإرهابيين وزعمت أن سيطرتهم على بعض المناطق كانت نتيجة اتفاق بينهم وبين الحكومة.. وكانت تلك تصريحات مفزعة للجميع في الداخل والخارج.. وبنفس القدر هم مثيرون للفزع في تصريحاتهم التي يدينون فيها الحرب على الإرهاب اليوم.. ومن غبائهم أنهم في هذا الوقت الذي يدركون فيه أن الإرهاب صار مدركاً على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، يظهرون على منابر إعلامية واسعة الانتشار، يقولون: حكاية القاعدة وحكاية الإرهاب هذه ( فزاعة ) يستخدمها النظام!!. * نحن ندرك أن الإرهاب صار قوياً في ظروف هذه الأزمة لأسباب معروفة، وأن الحكومة جادة في حربها الشرسة على الإرهاب. وأن الإرهاب جبهة متضامنة ومنظومة واحدة ممتدة في مواقع وبيئات مختلفة .. وبالتالي فالحرب على الإرهاب يجب أن تشمل ذلك كله. أن يفر من سجن المكلا عشرات الإرهابيين بعد أن يتمكنوا من قتل وجرح جنود فهذا يعني أن هناك تقصيراً في الحرب على الإرهاب.. الإرهابيون ليسوا هؤلاء الذين يستخدمون مختلف الأسلحة للقتل والسيطرة على مواقع ومناطق فقط.. بل أيضاً الموجودون في السجون وفي مراكز أخرى، بمن فيهم الممولون والمساعدون. لا اعتقد أن الذين هربوا من سجن المكلا حصلوا على فرصتهم مصادفة .. ثم لماذا في هذا الوقت؟ .. فالمصادفة يمكن أن تحدث غداً أو قبل هذه الأزمة .. مادام قانون المصادفة يعمل خارج السببية. إن هذا الهروب الكبير في هذا الوقت ينبغي أن يفسر في إطار فهمنا لجبهة الإرهاب التي انتظمت أطرافها وتقوت في ظروف هذه الأزمة.