صنعاء/ متابعات: كشفت مصادر مطلعة أن السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فيريستاين أبلغ في لقاء مع أمين عام الإصلاح عبدالوهاب الآنسي استياء الحكومة الأمريكية من بيان هيئة علماء اليمن الذي تضمن الدعوة للجهاد معتبراً أنه قد يدفع الجماعات الجهادية والتابعة لتنظيم القاعدة إلى تنفيذ هجمات ضد المصالح الغربية.وكانت هيئة علماء اليمن التي يرأسها عبدالمجيد الزنداني أصدرت بياناً باسم علماء اليمن يذكر بفتوى سابقة للجهاد ضد ما اعتبره التدخلات الخارجية والتحركات العسكرية التي تستهدف البلاد .البيان الذي كتب بصيغة سياسية أغفل إدانة قتل الجنود من قبل القاعدة وما يحدث في ابين، في حين انحاز لأبناء الأحمر إزاء المواجهات التي خاضوها مع القوات الحكومية في حي الحصبة بصنعاء .وانتقد البيان بشدة ما وصلت إليه الأوضاع أمنياً وسياسياً واقتصادياً التي قال إنها «ناتجة عن السياسات الخاطئة في إدارة شؤون البلاد والاستبداد في اتخاذ القرارات بشأنها وتعطيل مؤسسات الدولة عن القيام بمهامها وواجباتها ومسؤولياتها».وعلى ما يبدو فإن البيان صيغ باتفاق بين العلماء والمشايخ وقادة الجيش المؤيدين للثورة فقط ، في حين نفى القاضي العمراني صلته بالبيان بعد نشر اسمه ضمن الموقعين عليه، وقال البيان” لقد حملت هذه الأوضاع كثيراً من أبناء الشعب اليمني ـ وفي مقدمتهم العلماء والمعتصمون في الساحات وغيرهم من مختلف القيادات المدنية والعسكرية ـ على التصريح بأن الرئيس قد عجز عن إدارة البلاد والقيام بمسؤولياته ، وأن عليه أن يتنحى ويسلم السلطة، وقد أيد هذا المطلب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وجهات إقليمية ودولية».وإذ أعلنت هيئة علماء اليمن عن انتقال السلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي استنادا إلى الدستور ،فقد أملت عليه ما يجب أن يقوم به “ على رئيس الجمهورية بالنيابة أن يقوم مع حكومة مؤقتة بإدارة شؤون البلاد و إجراء انتخابات رئاسية خلال ستين يوماً، وتشكيل لجنة عليا للانتخابات يرتضيها الجميع ،كما يجب على الرئيس بالنيابة أن يقوم بتطبيق ما قرره الدستور من استقلالٍ للقضاء وفصلٍ للسلطات بعقد مؤتمر للقضاة يتم فيه انتخاب مجلس أعلى للقضاء يشرف على القضاء مالياً وإدارياً وقضائياً ، وعلى رئيس البلاد بالنيابة أن يقوم بحل أي مشكلة قد تحدث خلال هذه الفترة مع الحكومة المؤقتة وبالتشاور مع الجهات ذات الاختصاص”.البيان الذي أعاد التذكير بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كان الزنداني يسعى لتأسيسها بدعم من الرئيس صالح وغير تسميتها إلى هيئة علماء اليمن ،شدد على ضرورة أن يكون شكل الدولة دينياً صرفاً بقوله “يؤكد العلماء هنا على وجوب تثبيت المواد الدستورية المتعلقة بالدين الإسلامي أو التي تؤكد على الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وجعل هذه المواد جامدة ( ثابتة ) غير قابلة للتبديل أو التعديل أو الاستفتاء “. وسرد البيان عدداً من المبادئ التي قال إنه يجب أن تذكر في كل وثيقة وطنية عامة تحدد هوية الأمة وثوابتها كالدستور وأهداف الثورة، وهذه المبادئ هي : 1 - الإسلام دين الدولة 2 - الكتاب والسنة والإجماع هي مصادر الدين الإسلامي، ولا يجوز الخروج عليها .3ـ الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات .4ـ العلماء المجتهدون هم الذين يرجع إليهم في بيان الدين وأحكامه. 5ـ اليمن دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة وهي وحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن أي جزء منها. وبشكل غير مباشر انتقد البيان المساعي الخارجية لإنهاء التوتر في اليمن ونقل السلطة سلمياً بإشارته إلى أن من يأبى حكم الله تعالى أو يؤثر التحاكم إلى غيره يقع في الكفر.وفيما حيت هيئة علماء اليمن المعتصمين المرابطين في ساحات الاعتصام ، دعتهم إلى أن تكون ثورتهم نحو إقامة دولة الإسلام الحضارية الشوروية المعاصرة. ولم تنس أن توجه شكرها لقيادات الجيش ومشايخ القبائل المنضمين للثورة-في إشارة منها إلى اللواء علي محسن وأبناء الشيخ عبدالله الأحمر- .كما دعت”جميع فئات الشعب اليمني إلى الالتفاف حول القيادة الدستورية الجديدة المتمثلة في رئيس الجمهورية بالنيابة ليتمكن من إنجاز مهامه الدستورية وأن يحافظوا على الأمن والاستقرار والتصدي لأي محاولة تخريبية تثير الفتن”. وشددت على” ضرورة التعجيل برفع القوات العسكرية والأمنية التي قامت بقصف المساكن وقتل المدنيين والاعتداء عليهم في العاصمة صنعاء وعدن وتعز وغيرها من المدن اليمنية ، ونقلها إلى أماكن أخرى مناسبة بعيدة عن المدن“.ودعت إلى إنشاء إدارة عامة للتوجيه الديني في القوات المسلحة والأمن وإلى تكوين ائتلاف لقبائل اليمن وتشكيل مجلس أعلى لها يقوم بتوحيد جهودها، وإصلاح أوضاعها.وتبنى بيان الهيئة رؤية لجنة الحوار الوطني التي يقودها حميد الأحمر بالدعوة لعقد مؤتمر وطني عام يشارك فيه جميع من ساهم في الثورة ، وخاصة العلماء والمعتصمين في ساحات التغيير والمفكرين وسائر القيادات السياسية والقبلية والعسكرية ورجال المال والأعمال للاتفاق على أهداف ومبادئ جامعة للثورة الشعبية السلمية يجتمع عليها أبناء الشعب اليمني وتحقق طموحاته وتطلعاته .واختتم البيان بتوجيه الدعوة لـ”جميع أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم المشايخ والوجهاء والخطباء والدعاة وطلاب العلم وأصحاب الفكر والرأي وكافة قيادات البلاد إلى تأييد هذا البيان والعمل على نشره وتطبيقه في أنحاء البلاد”. إلى ذلك أثار بيان هيئة العلماء هذا جدلاً نظراً لصيغته السياسية وإقحامه الدين في الصراع السياسي المحتدم، حيث سارعت جمعية علماء اليمن إلى إصدار بيان دعت فيه المواطنين إلى عدم الانجرار وراء ما وصفته بالدعوات الضيقة الصادرة من بعض العلماء “الذين غلبت على علمهم النظرة الحزبية الضيقة فانبروا يدعون المواطنين وأفراد القوات المسلحة والأمن إلى التمرد على ولي الأمر والخروج على النظام والشرع والقانون دون مبرر شرعي أو مستند فقهي إلا اتباع الهوى والترويج لفكرهم الحزبي “ في إشارة منها إلى بيان هيئة علماء اليمن الذي حمل توقيع اسم “علماء اليمن”.