إذا كان مفهوم التظاهر لأجل المطالبة بتسريع وتيرة تنفيذ عملية الإصلاح الشامل التي تريدها الأطراف السياسية، فإنه من غير المقبول عمليات التخريب التي يقوم بها البعض للممتلكات العامة والخاصة، وهي ملك للشعب اليمني أولاً وأخيراً، أما جرائم القتل التي تمت بحق عناصر الأمن والقوات المسلحة والتمثيل بجثث الشهداء كما رأينا في أبين وتعز، فهو ما لا يمكن أن يكون إلا في خانة الخيانة الوطنية والجرائم ضد الإنسانية التي يجب عدم التهاون في القصاص من مرتكبيها.لماذا لا ننتظر قليلاً وقد بدأت عملية الإصلاح تتجسد واقعاً على الأرض؟ وهناك مؤشرات إلى أن اليمن ستشهد مرحلة جديدة قريباً جداً، مرحلة متطورة عن كل ما سبقها من مراحل التقدم وقد بينت الأحداث منذ ما يقارب أربعة أشهر أن هناك بالفعل جهات لا تريد الإصلاح، وقد عملت باتجاه لا يمكن أن يوصل إلى الإصلاح، بل مارست كل ما يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على أمن اليمن واستقراره ووحدة أبنائه..فكل تخريب وكل جريمة قتل وكل بشاعة ترتكب لن تكون إلا معول هدم وكل استدعاء للخارج أو استقواء به للتدخل في الشؤون الداخلية اليمنية لن يكون كذلك إلا حجر عثرة تؤخر الإصلاح المنشود.لاشك في أن المرحلة التي تعيشها اليمن وصعبة للغاية إذ ثمة مخطط يستهدف الكيان اليمني بمجمله ولا يقتصر على نظام أو حزب، فالهدف الأبعد للمخطط يستهدف النموذج اليمني على مدى التاريخ البشري .. صحيح أن ثمة أخطاء أو ممارسات سلبية عرفتها المؤسسات الإدارية والأمنية على مدى السنوات الماضية ولكن علينا معالجة مشاكلنا بوطنية والسير في طريق التغيير والانتقال السلمي والهادئ إلى مرحلة تتوسع فيها المشاركة الشعبية على كل المستويات.إن كل مطلب يستجاب له يكون رد الفعل برفضه ورفض قبوله والدخول في مرحلة طلب المزيد .. وهنا يبرز سؤال يحتاج إجابة متروية وكثيراً من التفكير:ما هي نهاية المطالب التعجيزية وعند أي حدود ستقف؟ وهل سيبقى أبناء شعبنا يستمعون إلى عدد من الحاقدين على الحياة والقابعين في العواصم الأوروبية وهم يحرضون على القتال والتخريب مقدمين خيرة شباب بلدنا قرابين وضحايا لمآربهم وخططهم الشيطانية وهم يجلسون في قصور أسيادهم ويحتسون أفخر المشروبات بعد أن نهبوا خيرات بلدهم في الفترة التي يحاسبوننا عليها، تلك الفترة التي صاغوها وصاغوا تفاصيلها بكثير من الدسائس ووضعوا حواجز ما بين القيادة وشعبها ورسخوا مفاهيم فقدان الثقة ويأتون اليوم ليتباكوا على شهدائنا وضحايانا.. أولئك الضحايا والشهداء الذين يعز علينا دمهم الغالي ويعز علينا افتقادهم دون أن يكملوا حياتهم بما يخدم مجتمعهم.الحالة التي أتخوف من الدخول فيها هي انتشار الفوضى وغياب سلطة القانون وسيادة مبدأ شريعة الغاب بحيث تسيطر مجموعة في كل بلدة وحي ومدينة وتعيث فساداً وخراباً في المنشآت الخاصة والعامة دون أن تخشى حساباً أو عقاباً.المرحلة الحالية تحتاج إلى مزيد من العمل العاقل السريع والفاعل فلا وقت للتأمل والتأني مع ضرورة التفريق بين المخربين وبين أصحاب المطالب الذين يلتزمون القانون أسلوباً ويحملون الوطن في قلوبهم هدفاً.[c1]شكراً قيران[/c](الأفعال أقوى مصداقية من الأقوال) وكثيرة هي النماذج اليمنية الأصيلة التي تتخذ هذا شعاراً لها في الحياة وتسهم بشكل جوهري في خدمة قضايا هذا الوطن عموماً. والعميد الركن عبدالله قيران مدير أمن محافظة تعز من هذه النماذج الوطنية الفذة التي تعمل دون ضجيج وتحرص على أن تكون بعيدة عن الأضواء .. نرى فيه الأصالة والصدق في زمن كثر فيه الزيف وعلت فيه أسهم بعض النماذج التي ينضح سلوكها بعكس ما تقول ألستنها فالمتابع للعميد قيران يجد أنه من أولئك الذين يسهل أن تجمع على محبتهم واحترامهم ألوان الطيف السياسي الوطنية باختلاف انتماءاتهم ونجد فيه مساحات مشتركة مع التيارات الفكرية والسياسية الوطنية الأخرى بفضل أصالته وحرصه على التواصل الإنساني حتى مع مخالفيه في الرأي وهو من العاملين بجد في العمل الأمني والاجتماعي للوصول إلى الوفاق ويؤمن بالديمقراطية بشكل حقيقي فهو فعلاً يستحق أن نكون جميعاً معه من أجل أمن واستقرار تعز لإنجاح مهمته كمدير لأمن محافظة تعز.. و رغم أن البعض يسعى إلى زرع المعوقات أو بث المحبطات فإنني على يقين أنه أقوى من أن يستسلم لهم أو لمن يحاول أن يحبط همته وعزمه في تحقيق الأمن لتعز.. وأكثر ما يزعج البعض أنه لا يسمح لأحد بتجاوز القانون مهما كبر منذ أن كان يعمل مديراً لأمن عدن فرفقا يا هؤلاء بتعز وبالرجل الذي يطبق القانون فيجب أن نكون عوناً ونرفع له القبعات احتراماً لوطنيته ونزاهته.
أخبار متعلقة