لماذا لا يتكاتف الجميع من أجل إنقاذ سفينة الوطن من الغرق الذي سيشمل الجميع بلا استثناء بدلاً من نفي وإقصاء الآخر ومحاولة اغتياله وتصفيته لأن هذا يتنافى مع روح التسامح الديمقراطي والشورى الإسلامية التي تنص على الحوار وقبول الآراء المختلفة والمتنوعة التي تتيح فرصة اختيار أحسن هذه الآراء من أجل تحسين وإصلاح وتطوير الوطن الذي هو ملك للجميع. أما الرأي الأحادي الفردي فهو رأي استبدادي وقمعي وتسلطي وغير مثمر.. ألا يعلم الجميع أنهم مسؤولون عما حدث ويحدث من تمزيق للوطن واختلالات في الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر؟!.. أين غاب عن الجميع الولاء لهذا الوطن وحب الانتماء ولماذا لم يتداعوا حين قامت فئة أو جماعة متمردة وعصابتها بإتلاف الممتلكات العامة والخاصة ونهبها وقطع التيار الكهربائي وخلق أزمة الغاز والبترول والديزل وإقفال المدارس والجامعات وتحويل المرافق الحكومية إلى ثكنات عسكرية وقطع الطرق ووضع المتاريس وشل حركة الحياة وإيقاف حركة البناء والعمل والتنمية ونشر الفساد في الأرض؟ أين روح الجماعة من تقديم المصلحة الأنانية الضيقة على حساب المصلحة العامة وحب الخير للجميع الذي أمرنا به ديننا الإسلامي الحنيف لماذا العودة بالوطن الكبير إلى المناطقية والانقسام وزمن الحروب والاحتماء بالعشيرة والاعتزاز بالنعرات القبلية ونحن نزعم بأننا قادمون على بناء الدولة اليمنية الحديثة؟ لماذا نبحث عن حلول لمشاكلنا الداخلية من خارج الوطن كالمطالبة بمجلس انتقالي تشبهاً بليبيا ونحن نعلم بأن ليبيا ليس فيها لا دستور ولا أحزاب ولا منظمات مجتمع مدني بل حكم فرد واحد وديكتاتور واحد اسمه معمر القذافي، ولدينا مجلس نيابي منتخب ومجلس شورى وصحف وأحزاب وجمعيات واتحادات ومجالس محلية منتخبة وفوق هذا وذاك نظام يدعو كافة الأطراف إلى التحاور معه في كل وقت وحين من أجل معالجة كافة القضايا ويدعو العالم الخارجي إلى الشهادة على كل حوار بشفافية وتسامح.. وهل من الولاء الوطني التمرد على الشرعية الدستورية والخروج على الحاكم الذي يدعونا إلى الحوار معه..؟!يقول فقهاء الشريعة إن درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة فإذا كانت المفسدة ستؤدي إلى مفسدة أكبر منها تقدم المفسدة الأضعف على المفسدة الكبيرة فإذا كانت المطالبة بإسقاط النظام ستؤدي إلى فوضى عارمة وإلى حرب أهلية كما هو حادث في الصومال مثلاً وإلى دخول البلاد إلى عالم المجهول فهنا تكون الدعوة إلى إسقاط النظام غير مناسبة لأننا سنضع بدلاً من ذلك الفوضى الهدامة وندخل البلد في نفق مظلم لا يعلم مصيره إلا الله سبحانه وتعالى.. لماذا لا نحافظ على جبهتنا الداخلية ولحمتنا المتماسكة كشعب وأمة ونظام وأحزاب وقبائل وعلماء وشباب؟ لقد تناسينا أننا وطن واحد وجسد واحد على سفينة واحدة وحاضر ومستقبل واحد فلماذا هذا التشرذم والانقسام والله قد وحد بيننا يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م وألف بين القلوب ولماذا غابت الحكمة عن وعينا فتجرأ الخارج على التدخل في شؤوننا ولجأنا إليه وكأننا قد عجزنا عن التحكم بمصيرنا أو حتى لملمة جراحنا ومآسينا؟!. نسأل الله أن يحفظ اليمن ويؤلف بين قلوب أهل الإيمان والحكمة.
أخبار متعلقة