(مجلة لميس)هناك حديث يقول : ثمة صناعة راسخة في عقول رجال السياسة في أمريكا وأوروبا مؤداها أن الرأي يمكن صناعته كما يصنع الزبادي والملابس الجاهزة.. وبالتالي لا يجب الخوف من الجماهير لأنها في النهاية سوف تلتهم كل ما يقدم لها من معلومات وحقائق وأخبار .. المهم هو كيف ومتى تقدم لها ذلك !.وعليه يبدو أن ما نشاهده اليوم فيما يطلق عليه ثورة الشباب وما تبعها من تخريب وفوضى ليس سوى لبن زبادي صناعة ( قناة الجزيرة) .. التي شهدت لها هيلاري كلينتون بالتفوق حتى على الإعلام الأمريكي!إلا أن حركة الشباب التي بدت كالطوفان ودون قيادة سياسية فضحت ضعف وعجز وخواء قوى وأحزاب المعارضة وأصابتها بالذهول الذي عبر عنه الشيخ عبد المجيد الزنداني في كلمته أمام الشباب بأن ما فعلوه يعد اخترعاً يستحقون عليه براءة اختراع!بعد ذلك رأينا كيف ارتمت كل العناصر الانتهازية في الداخل والخارج وكل قوى وأحزاب المعارضة إياها في أحضان (ثورة الشباب) النقية الطاهرة.. دون أن تغتسل.. بلا وضوء.. بكل آثامها وأدرانها .. وبسرعة جنونية وجدناهم يركبون الموجة التي فاجأتهم على غير موعد !والناس أيضاً.. أكثرهم لا يفقهون .. لا فرق بين العوام والخواص أميون ومتعلمون .. سلب المشهد صوابهم .. صدقوا أنها ثورة .. وأن التغيير نحو الأفضل قادم .. وراحت تلتهم كل ما يقدم لها الإعلام من معلومات وحقائق وأخبار.. و (زبادي) !أما النتيجة المحققة فهي أن طوفان هذا الشباب البريء والمغرر به سينتهي .. وسينتهي مستقبلهم الذي خرجوا من أجله.. بعد أن يكونوا قد قدموا خدمة العمر لكل من ركب موجتهم.. الطامحون إلى السلطة .. الطامعون في الثروة .. دعاة التطرف الديني الإرهابيون ودعاة الانفصال.. الحالمون بالعودة إلى جنة عدن!عدن ليست يافع وليست زنجبار ولا الضالع .. عدن ليست تعز ولا عمران ولا صعدة ولا حتى صنعاء.. عدن (عين اليمن).. عدن الأعلى تحضراً والأرقى مدنية .. أميرة الجزيرة العربية .. أول أرض وطئتها قدم إنسان .. الإنسان في عدن لا يعرف المناطقية ولا العنصرية ولا العصبية القبلية .. عدن جنة في كتب السماء .. عدن جنة الحب والسلام في الأرض.. عدن ليست لمن غلب .. عدن ليست لمن هب ودب.. عدن لأهلها .. أهل اليمن .. الأرق قلوباً والألين أفئدة!.فإلى كل الحالمين بالعودة إلى جنة عدن .. إلى كل الشياطين .. نقول لهم .. الجنة لا يسكنها شيطان .. ومن أراد بأهل عدن سوءاً سيحرقه الله بنار يناير .. التي لا تبقي ولا تذر .. في يوم الثالث عشر .. فهل من معتبر!أما الوحدة فستبقى إلى الأبد .. وإن كان هناك عيب فالعيب فينا وليس في الوحدة .. في ظل الوحدة لسنا بحاجة إلى ثورة تحرق وتخرب وتنهب وتدمر .. نحن بحاجة إلى ثورة تبني وتعمر .. ثورة أخلاق .. ثورة الأيدي النظيفة .. ثورة ضد الخوف والفساد .. فساد الأخلاق هو بداية فساد كل شيء.. فساد أجهزة ومرافق الدولة .. فساد المعاملات الخاصة والعامة .. العيب فينا جميعاً .. والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. وما بعث خاتم الأنبياء إلا ليتمم مكارم الأخلاق.. فأين علماؤنا ومشايخنا من كل هذا أم أن وراء الأكمة ما وراءها!.
عدن خط أحمر
أخبار متعلقة