الشين والباء في مقاييس اللغة أصل واحد يدل على نماء الشيء وقوته في حرارة تعتريه، من ذلك: شببت النار والحرب: إذا أوقدتها، والشباب جمع شاب، وهو النماء والزيادة بقوة جسمه وحرارته وهو خلاف الشيب أو الضعف، قال الشاعر: [c1]ألا ليت الشباب يعود يوماًفأخبره بما صنع المشيب [/c] ومن معاني الشباب: النشاط والحيوية والقوة والهياج، وشب الغلام: صار فتياً وشباب النهار: أوله وغرته والمشبوب من الرجال: الشهم الذكي الفؤاد .. وتشبب: ذكر أيام الشباب واللهو والغزل، وقد عرف عن الشباب تهوره وتسرعه وطيشه وحدة عاطفته الجياشة، وهذا السلوك من الشباب هو ضد الحلم والأناة والروية والعقل والمنطق لدرجة أن قالوا في التراث العربي (الشباب شعبة من الجنون)، من ناحية أخرى فإن الشباب هم من يصنعون الثورات ويغيرون ويطورون المجتمعات ويقودون المعارك ويصنعون المعجزات ويحققون الانتصارات لأن مرحلة الطفولة قبل الشباب هي تطفل على الغير ومرحلة الشيخوخة بعد الشباب مرحلة عجز وخور وضعف وخمول وكسل. يفهم مما سبق ذكره أن شريحة الشباب هم أمل الأمة وهم من أهم شرائح المجتمع التي يعول عليها في صنع الحاضر واستشراف المستقبل ولا ينقصهم إلا حكمة الآباء والأجداد الذين كانوا فيما مضى شباباً مثلهم من أجل الاستفادة من خبرتهم في الحياة والاسترشاد بها في ترشيد مسيرة الشباب النضالية والسلمية الطامحة إلى المزيد من التحسين والتغيير والتطوير نحو الأفضل المنشود. وأتمنى من شباب ساحات الاعتصام ألا يسمحوا للمندسين أن يسرقوا نضالهم السلمي هذا أو يزايدوا عليهم أو أن يقودوهم إلى إشاعة المزيد من الفوضى والعبث والتخريب والفساد والإفساد وإقلاق السكينة والأمن والسلام الاجتماعي وزيادة نهب وسلب الممتلكات العامة والخاصة وقتل الأبرياء والنفس التي حرم الله وإهدار دماء حماة الوطن وحراس الأمن والعيون الساهرة على أرواح الناس وممتلكاتهم، وهم إخواننا وأبناء جلدتنا، واختراق سيادة القانون وسيادة الدولة التي هيبتها من هيبتنا .. فهل هذا السلوك المشين هو سلوك شبابنا شباب التغيير إلى الأفضل وأمل الأمة ورجال المستقبل الذين نحلم بهم وننتظر منهم بناء اليمن الحديث والدولة المدنية القائمة على احترام حقوق الإنسان واحترام الرأي والرأي الآخر والخالية من المظاهر المسلحة باستثناء سلاح العلم والمعرفة والعقل والمنطق والتقدم العلمي والتكنولوجي والتنمية الإنسانية المستدامة. إن ما أريد وضعه بين أيدي شباب ساحات الاعتصام ليس سوى قولي لهم أن يحكموا العقل والمنطق وأن يبتعدوا عن العواطف الجياشة والحماس الزائد والمتسرع وأن يضعوا النقاط على الحروف بتشكيل كيان حزبي ضخم على مستوى الجمهورية كما أشار إلى ذلك رئيس الجمهورية حتى لا تذهب جهودهم النضالية والثورية سدى وبذلك يكونوا قد حافظوا على كيانهم في المستقبل قبل أن تستغل الأحزاب التي شاخت وهرمت ثورتهم لصالحها فتتسلق على ظهورهم في الوصول إلى السلطة وكأنك يابوزيد ماغزيت والحليم تكفيه الإشارة، وإلا صاروا كالشباب الذين وصفهم المثل العربي القائل: ( الشباب مطية الجهل ): أي منزله ومحله الذي يظن به.. ونحن نظن بكم خيراً.
أخبار متعلقة