الهدف من الزواج تحقيق الاستقرار النفسي والأسري
استطلاع / أماني العسيريدخول القفص الذهبي أو الزواج يستدعي التفكير في كل الجوانب التي قد ترتبط بالحياة الجديدة لكل من الزوج والزوجة ، فلا نتعجب إذا سمعنا أن فتاة مقبلة على الزواج اشترطت في وثيقة الزواج أن يوفر لها زوجها بيتا مستقلا عن بيت أهله، حتى لو كان بناء دور فوق بيت أهله إن كان منزلهم مستقلا، ليس لأنها لا ترغب أن تعيش مع أهله ولكن لتتجنب ما قد يحدث في ما بعد من مشاكل بينها وبين زوجها بسبب احد أفراد عائلته . البعض يرى انه من حق الزوجة طلب ذلك إذا رأت فيه مصلحة حياتها المقبلة ، والبعض الآخر يراه من منظور التكلف وطلب ما هو خارج عن مقدرة الزوج ، فلماذا لا تتقبل الفتاه فكرة السكن في بيت أهل زوجها ، و تصر على السكن المستقل وعدم مراعاة الشاب الذي يضطر لدفع مبالغ طائلة من اجل شقة صغيرة بين أربعة جدران . شباب وشابات تزوجن وخضن التجربة وتحدثن عن واقعها الملموس..[c1]مجاراة للحياة على الحلوة والمرة [/c]ماذا عندما توافق المرأة على السكن في بيت أهل زوجها فهل تفعل ذلك لأنها تتفهم الظروف الصعبة لزوجها وتحاول مجارة الحياة معه على الحلوة والمرة ، وتتحمل بذلك كل ما يأتيها من منغصات العيش مع أهله في حال كانوا من النوع الصعب التعامل معه ؟، أم لأنها فقط تريد الهروب من بيتها إلى بيت آخر ألا وهو بيت زوجها ولا يهم بيت أهله ؟.هذا ما أوضحته الأخت( ع.ف ) مطلقة حيث قالت : طليقي كان طيبا ولدينا طفل يعيش الآن مع والده بعد ما حدث الطلاق بسبب خلافات مع والدته، فقد وافقت الزواج إلى غرفة وحمام في بيت أهله ولكن لم أسلم من المشاكل المفتعلة من ( عمتي ) والدته ، فبالرغم من أني حاولت أرضيها على اعتبارها كوالدتي إلا أنها لا تنفك تفتعل المشاكل معي من قصد أو من دون قصد ، ولهذا طلبت من زوجي أن ننتقل إلى منزل منفصل ولكن أهله رفضوا ذلك وأصروا على بقائنا معهم وزوجي لا يرفض طلبا لأهله وهذا ما أدى بنا إلى الطلاق. وعندما سألنها هل ترضى برجل من دون منزل مرة أخرى أجابت : السكن مع الأهل صعب وأفضل أن أتزوج رجلا متفهما بالدرجة الأولى ويقدر معنى الحياة الزوجية المستقرة. [c1]الاتفاق والتفاهم أساس الزواج [/c]ويمثل الاتفاق على أمور الزواج اللبنة الأساسية لصمود الزواج طيلة حياتهما معا ، فإذا وافقت المرأة على العيش مع الزوج في سكن أهله ولو مبدئيا حتى تتحسن ظروف زوجها ترى أنها مضطرة إلى ذلك لأنها تريد أن تتزوج حتى لا يفوتها قطار الزواج كما يقال ، وإذا كانت موافقة على الزواج دون شروط محددة منها فهي ترى انه لا ضرورة لتكليف زوجها ما لا يتحمله من أعباء الزواج ، وهذا ما جاء في نتيجة استبيان لمعرفة الآراء حول الموافقة على العيش في بيت أهل الزوج ، وزعته جريدة ( العرب ) القطرية على عينة عشوائية قوامها 50 مواطنة (عازبات ومتزوجات) قالت فيه أن 69 % منهن لا يمانعن العيش مع أهل الزوج مؤقتاً لحين إنشاء بيت العمر، فيما رفضت 27 % منهن الفكرة بتاتاً، ونسبة بسيطة لم تتجاوز %4 سجلت موافقتها دون شروط أو فترة محددة .كما نوهت الأخت (ش.م ) متزوجة حديثا «أنها تزوجت إلى بيت أهل زوجها حتى تتحسن ظروف زوجها الذي يعمل في دولة عربية وسيكون قادراً خلال فترة قصيرة من بناء مسكن ، ورضت بان تتزوج في نفس الغرفة التي كانت لأحد إخوانه وبعد مرور فترة من الزمن كون كل منهم نفسه وخرجوا مع زوجاتهم إلى مساكن مستقلة ، ولكن لسوء حظ (ش.م) لم تأت الأقدار بما تشتهي السفن فقد حدثت مشاكل في عمل زوجها وترك العمل ، وحدث ما لم تكن تتوقعه وهي الآن تعاني من مشكلات مع أخواته وتعاني بصمت مؤلم قدرها .[c1]على النقيض [/c]وقد يكون العيش في بيت أهل الزوج عكس ما يمكن أن يتخيله احد ، فقد تتفاهم الزوجة مع جميع من في البيت وقد يرجع ذلك إلى روحها الجميلة التي تؤثر على من حولها وتكسب ودهم ، والعكس بالنسبة لأهل زوجها فلربما تجدهم أناسا ودودين ولطفاء ومتفاهمين معها .وهذا ما لمسناه مع الأخت( هـ.ط. ص) التي تعيش في استقرار بعيدا عن المشاكل ، فهي لا تتدخل في مشاكل العائلة أو حتى لا تحاول جعل نفسها جزءا من هذه المشاكل ، فهي مقتنعة أنه من الأفضل البقاء كذلك حتى تتحسن ظروف زوجها .وعلى النقيض من الأخت (هـ.ط.ص) هناك من تعيش في بيت أهل زوجها من دون مشاكل غير تلك الطفيفة التي يمكن التجاوز عنها ، والبعض الآخر على النقيض من ذلك تماما لأنه لايمر يوم من دون حصول مشكلة ولو كان سببها من أتفه الأسباب مرة مع الأم وأخرى مع الأخوات وهكذا.. [c1]الزواج مسؤولية لا يستهان بها [/c]الزواج هو الاستقرار ، وهو الحالة الاجتماعية التي تصبو إليها المرأة لتنتقل إلى مرحلة جديدة من حياتها توفر لها ولزوجها الأمان والاستقرار النفسي، وعندما تنتقل المرأة من حالة اجتماعية أفضل إلى أسوأ منها فهذا ينفي الهدف المنشود من الزواج لهذا تحدث المشكلات وتكثر قضايا الطلاق . فالمرأة تحتاج إلى أن تشعر بأنها ملكة بيتها لا يتدخل احد في خصوصياتها، و السكن مع أهل الزوج قد يلغي الكثير من المساحات التي تحتاجها كحرية التصرف في المنزل وطرق تربية الأبناء وإعطائها الحرية الشخصية في منزلها فلا تتحرج من أي شيء تقوم به خصوصا ما يحرم في الشرع فعله بوجود الآخرين .. لكن إذا كان الزوج غير قادر على توفير ذلك البيت المستقل الذي يوفر لديها تلك الخصوصية ، فهذا اختيار حر من المرأة فإما أن تقبل وتعي جيدا ما يمكن أن تسببه نتيجة اختيارها في المستقبل ، لا أن تكون كالمستجير من الرمضاء بالنار وتهرب بالزواج من ضغوطات الأهل إلى ضغوطات جديدة قد تكون اكبر منها فلا ينفع حينها إلا أن تراعي الظروف الصعبة التي تمنع الزوج من توفير المسكن وتتحمل بقدر المستطاع وتكون عونا لزوجها على بره بأهله لأن الزواج مسؤولية لايستهان بها .