ليس دفاعاً عن الرئيس ولا عن النظام.. إنما هو دفاع عن الإنسانية والمروءة والأخلاق.. فما حدث في مسجد النهدين بساحة قصر الرئاسة في صنعاء هو باختصار شديد عمل إجرامي بالغ الخسة والدناءة.. يأباه الضمير الحي ويؤلم قلب كل مؤمن بالله وبيوم فيه سيلقاه.. ولا يختلف ألمي بما أصاب الأخ الرئيس عن ألمي بما أصاب الأخ رئيس الوزراء والإخوة الآخرين حتى أصغر رتبة ضابط وجندي في ذلك الحادث المشؤوم الحادث العار في تاريخ اليمن!.وليس هناك أنكد على حال البلد والناس من مظاهر الفرح على وجوه كثير من العوام وأيضاً الخواص.. وأنا أقول لأولئك.. أقول لكل من طيرته الفرحة واستبدت به السعادة حين سماع مصاب الأخ الرئيس ومن معه.. أقول لكل من راح يتشفى ويرقص ويذبح ذبائح الفرح والبهجة كما شاهدناها على شاشات التلفاز.. أقول لهم جميعاً.. إن على كل واحد منكم أن يضع يده على صدره.. أن يتحسس نبض قلبه.. هل مازال نبض قلبه يمنياً.. بل عليه قبل ذلك أن يتأكد هل مازال هناك قلب له بين الضلوع.. وعليه أيضاً أن ينبش في مكامن الشعور.. بحثاً عن مشاعره الوطنية.. وفي الأخير وهو الأهم أن يبحث عن الإنسان في ذاته.. لأن من لا يتألم لا يمكن أن يكون إنساناً!.يا سادة.. يا كل هؤلاء.. إن كانت هي هذه ردود أفعالكم على ما أصاب المصلين في مسجد النهدين بساحة القصر الجمهوري.. إن كانت هذه هي أخلاقكم.. فالويل لليمن.. الويل للوطن.. من غد يسقط فيه في قبضتكم!.[c1]خبر عاجل.. من عدن[/c]يوم الثلاثاء الموافق 7 /6 /2011م.. بعد صلاة العصر تمت إجراءات عقد زواج في مسجد (ابن علوان).. في شارع الزعفران.. قلب مدينة عدن التاريخية.. فجأة تنطلق زغاريد الفرح عند باب المسجد.. ليس من الأفواه.. وإنما من فوهات رشاشات آلية كلاشنكوف.. طلقات رصاص سريعة طيرت صواب العائلات الآمنة داخل بيوتها.. نساء أطفال شيوخ شيباً وشباناً.. وسريعاً خرجت من بيتي الكائن أمام المسجد لأرى فتى يحمل بندقية آلية يلتف حوله بعض المارة.. استفسرت ممن حولي عما يجري وسألتهم كيف سمحتم للفتى أن يفعل ما فعل.. فكان الجواب أن لا حول لنا ولا قوة.. رجعت إلى بيتي وما أن صعدت الدرج حتى انطلقت رصاصات جديدة.. خرجت سريعاً لأرى فتى آخراً يحمل رشاشاً آلياً يطلق زخات الرصاص في الهواء.. توجهت نحوه سريعاً وأخذت الآلي بيدي اليمنى ودفعته بيدي اليسرى وهو يحاول أن يسترد سلاحه بكل ما أوتي من قوة.. أمام المشهد المثير في الشارع تدافع نحونا أفراد من أهالي عدن الخيرين.. سلمتهم السلاح وسرعان ما قاموا بدفع الفتى وسلاحه نحو باب بيته وإدخاله فيه ومنعوه من الخروج.. وبقيت في الشارع للحظات أرقب الحال ليقترب مني بعد دقائق من ينصحني أن أدخل بيتي حتى لا يصيبني مكروه.. أجبته على الفور مبتسماً.. يا سيدي أنا على استعداد لأن أموت من أجل عدن!.في اليوم التالي وبينما كنت سائراً في شارع مجاور لشارع الزعفران يوقفني فتى متين البنيان ليقول لي.. أتعرفني.. أجبته لا.. قال لي أنا أول من أطلق الرصاص عند باب المسجد.. ثم أعقب كلامه قائلاً.. أرجوك أن تسامحني!.إنهم أبناؤنا.. أبناء وأهالي عدن الخيرين.. حتماً سيخرجون إلى الشوارع.. سيرفعون العوائق.. ويفتحون المدارس والمرافق.. ويمسحون من على وجه عدن دموعها.. سيقبلون أقدامها.. سيقبلون ترابها.. سيعيدون الفرحة إلى عين اليمن.. والبسمة إلى ثغرها الباسم من جديد!.
أخبار متعلقة