ورد هذا المثل في الجزء الأول من كتاب “الامثال اليمانية” للقاضي اسماعيل بن علي الأكوع رحمه الله، ويضرب هذا المثل في عدم جدوى التمرد على الدولة، ومن معاني الحرب في لسان العرب : السلب والنهب وكأن حال القبيلة وديدنها الذي لا تحيد عنه هو لغة الحرب والسلب والنهب، فكيف غاب هذا المثل عن وعي ووجدان أولاد الأحمر ومن لف لفهم من أبناء قبيلة حاشد كبرى قبائل اليمن وظنوا واعتقدوا أنهم سيهزمون دولة منظمة ومكونة من جيش وإعلام وأسلحة متطورة وخلافه وهم يعلمون أن الثقافة الشعبية للقبيلة تقول لهم : إن حرب القبيلي غير ممكنة أمام دولة منظمة وقوة ضاربة ومدمرة ذات سطوة وهيبة وجبروت، مع أن شيخ قبيلة حاشد قد صرح في السابق بوقوفه السلمي مع الشباب في الساحات واتضح فيما بعد أن عناصر هذا الشيخ ومناصريه قد دخلوا مع القوات الحكومية في اشتباكات مسلحة عنيفة ولمسنا تعطش تلك العناصر القبلية للقتل والقتال ونهب الممتلكات العامة والخاصة والاستيلاء على الوزارات والمرافق الحكومية التي تمثل سيادة الدولة وملك الشعب اليمني كافة وأن هدفهم ليس هو النضال السلمي الذي يزعمونه بل خلافه، ويبدو أن أموال أولاد الأحمر قد كثرت وأسلحتهم قد تكدست في مخازنهم وأن أنصارهم قد ازداد عددهم وعدتهم فطغوا وبغوا وظنوا أن الدولة ما هي إلا عصابة صغيرة تتبع قبيلتهم الكبيرة يمكن السيطرة عليها أو القضاء عليها بأسرع وقت ممكن وحسم المعركة لحسابهم.إن هذا التصرف من قبل أولاد الأحمر وجر قبيلتهم وأنصارهم الى الدخول في صراع مع دولة هم جميعاً جزء منها ومن رعاياها ليدل دلالة واضحة وجلية أن القبيلة في اليمن تمثل أخطر عائق في طريق بناء أي دولة يمنية حديثة ولا تبشر بمجتمع مدني حضاري وقد أحسن النظام السابق في جنوب البلاد بقضائه على المشيخات والسلطنات القبلية المعيقة لبناء دولة متحضرة قوية وموحدة لأن ذلك النظام قد علم أن الأمة الواحدة إذا تفرقت ذلت وذهبت ريحها .. قال الشاعر:[c1]بصلاح ذات البين طول بقائكم إن مد في عمري وإن لم يمددحتى تلين جلودكم وقلوبكم لمسود منكم وغير مسودإن القداح إذا جمعن فرامها بالكسر ذو حنق وبطش أيدعزت فلم تكسر وإن هي بددت فالوهن والتكسير للمتبدد[/c]فينبغي الاتعاظ والعبرة بالمثل القائل :[c1]“إذا اتفرقت الغنم قادتها العنز الجرباء”[/c]ختاماً أنهي مقالتي المقتضبة بالمثل الشعبي القائل:“حرب الفيوش، ولا حرب البيوت” والفيوش : جمع فيش، وهو العراء، والمعنى أن الحرب التي تحتدم فيها المعارك، وتستخدم فيها الأسلحة أهون من حرب البيوت، لأن الحرب السافرة تنتهي بهزيمة أحد الأطراف، أما حرب البيوت فهي تستمر ولا تنتهي إلا بخراب البيوت وقتل الأبرياء وتمزيق العائلات وتشتيت الاسر.اللهم احفظ اليمن من الحروب والقلاقل والفتن ما ظهر منها وما بطن آمين.
أخبار متعلقة