لا يمر يوم في محافظة أبين دون أن تنفذ فيه العناصر الإرهابية المسلحة جريمة ضمن مسلسل جرائمها المروعة ضد الجنود والضباط من منتسبي القوات المسلحة والأمن والتي امتدت مؤخراً إلى المسؤولين والقيادات الوسطية المدنية.وجرائم العصابات الإرهابية المتطرفة كثيرة ومتعددة من أعمال الاغتيالات إلى التفجيرات والاختطافات والتقطعات في الطرقات والعدوان على صاحب أية سيارة يشتبه بأنها حكومية وسرقتها بقوة السلاح.. هذا المشهد الظلامي الوحشي الجبان فرض على المواطنين بمختلف شرائحهم مشاهدته، وهم يتعايشون معه ولا يتفاجؤون بخبر مقتل الضابط أو الجندي فلان أو اختطاف هذا الكادر أو سرقة سيارته.. يتعاطون على مضض مع هذا الانقلاب الشامل على حياتهم المستقرة الآمنة التي تحولت إلى جحيم لا يطاق.. لكن هذه السلبية شجعت عناصر الإرهاب على التمادي في انتهاكاتها.بالأمس القريب وتحديداً في الـ (14) من مايو الجاري أقدم مسلحان اثنان يضعان اللثام على وجهيهما على إيقاف إحدى سيارات الأجرة في طريق (لودر - البيضاء) واختطاف الرائد فيصل أحمد عمر اليوسفي (أحد ضباط الأمن السياسي بمحافظة البيضاء) الذي كان ذاهباً إلى مقر عمله.والمثير للدهشة والأسف قيام هؤلاء بإنزال الضابط فيصل اليوسفي بقوة السلاح من السيارة وأخذه إلى جهة غير معروفة دون أن يحرك سائق السيارة والركاب ساكناً بل تركوه وواصلوا السير ببساطة، وهذه السلبية لدى الناس أعطت الإرهابيين فرصة حتى أفرطوا في انتهاكاتهم ضد الإنسانية.. علماً أنه مازال مصير فيصل مجهولاً رغم انتفاض قبيلته في يافع في البحث المكثف عنه..ومن جريمة اختطاف الضابط فيصل اليوسفي إلى جريمة اغتيال رجل المرور المساعد الحمزة السعدي وسط سوق القات بزنجبار وقبله كان قد لقي نحو (9) جنود ومواطنين مصرعهم في المكان نفسه.. أما اختطاف السيارات فحدث ولا حرج، وعلى ذات المنوال ينفذ المسلحون هجماتهم على النقاط الأمنية والدوريات بالعاصمة زنجبار ولودر بعد سقوط مدينة جعار في أيديهم منذ نحو ثلاثة أشهر وتعد جعار من أهم المدن في محافظة أبين.بقي القول إنه أمام هذا الوضع الخطير وفي ظل المشهد الراهن للأزمة التي تطحن الوطن، على الناس الوقوف بمسؤولية في وجه الإرهابيين لوضع حد لأفعالهم البشعة. وأعتقد أن المجتمع إذا تداعى ووقف في وجه القتلة فإنهم سيسقطون في لحظات كونهم بلا قضية بل قتلة وأياديهم المرتعشة تلطخت بدماء الشرفاء وإذا كسرنا حاجز الخوف فإننا كمجتمع أقوى من الإرهابيين، وعمل العصابات لن يدوم ولن يصمد أمام القانون والقيم الأخلاقية والدينية والإنسانية.
أخبار متعلقة