أضواء
العصر الحديث هو عصر التحديات الاقتصادية التي هي جوهر حركة النمو الصناعي والابتكارات العلمية ومركز القوة في تحريك السياسات وفرضها، بمعنى أن من يملك الوفرة الهائلة هو من يبسط نفوذه على مختلف مراكز الصراع والثروات الأخرى.المملكة صارت جزءاً من محاور الاقتصادات الناشئة وقد استقطبت الكثير من الاستثمارات، ودخلت في عمليات أخرى خارجية، وعقدت مؤتمرات كبرى في الداخل، ودخلت عضوية مجامع خارجية، وتظاهرة انعقاد مؤتمر «يورومني» في الرياض بعضوية أربعين دولة وحضور ألف شخصية تحت عنوان: «تنويع مصادرالتمويل المالية والنقدية» تأخذ اعتبارات التعامل الدولي بحل أزماته من منظور تعاون أممي؛ لأن زوال القوميات وحواجز الجغرافيا والأثنيات وغيرها بمفهوم عولمة الاقتصاد، أفرز العديد من الاتجاهات في بروز قوى جديدة دخلت نادي العشرين وأصبحت حلقة في السلسلة الطويلة في نادي المال العالمي.المملكة لم تشكُ عوزاً، أو شللاً في تنميتها رغم الأزمة العالمية التي أصابت العالم بعدم التوازن، بل إن إدارتها لمواردها بخطى ثابتة وتوسيع دائرة مشاريعها في منطقة عربية دخلت حالات الاضطراب والتفاعلات السريعة، ، كل ذلك أوجد قناعة عامة أن مسيرتها تتجه لأن تكون واحدة من اقتصادات العالم المرموقة.على الجانب الإداري والتقني استطعنا جلب العديد من الخبرات وتم دمجها بالقرارات الوطنية التي استطاعت أن تصل إلى المراكز المرموقة وقد جاء تمثيل المملكة في المؤسسات والصناديق الدولية وبيوت المال المختلفة شهادة بأنها تملك الكوادر الجيدة على مختلف المستويات.ثم إن احتياطياتها المالية، وتناميها والسيولة الكبيرة في الداخل، سواء من خلال إنفاق الحكومة الكبير، أو تنامي القطاع الخاص أدت إلى تكامل تام في حركة التنمية، ثم إن المملكة التي تحملت العديد من الأعباء من إعانات وقروض ومساهمات لبلدان فقيرة، أو عاشت ظروفاً مختلفة، فإن ذلك يأتي من باب الدوافع الإنسانية إذ لا تشترط لعملها مكاسب سياسية أو اجتماعية أو تحالفات مع أو ضد، بل يأتي سعيها متوافقاً مع بنية نظامها الذي يعتمد الإسلام ديناً وعقيدة.مؤتمر «اليورومني» تظاهرة كبرى قد يصل إلى توقيع اتفاقات، وولادة أفكار وأبنية جديدة لعالم يحاول أن يواجه قضاياه بالانفتاح على كل التيارات والثقافات؛ لأن أزمات الانفجار السكاني وتلوث الأرض وشح الموارد وتصاعد أسعارها، والتصحر وغير ذلك لم تصبح محصورة بقطر أو كيانات أو مناطق فقط، بل تنامى شعور عام أننا في السفينة ذاتها ومؤتمر كهذا لابد أن يطرح موضوع تمويل الأبحاث التي تعوض حالات النقص في الغذاء والدواء ومتطلبات البشرية الأخرى، وإلا فإن الدائرة ستتسع في خلق احتمالات قد نعجز عن مواجهتها جميعاً. [c1]عن صحيفة ( الرياض ) السعودية . [/c]