أمين عبدالله إبراهيم استغرق الأمر آلاف السنين كي يصل عدد سكان العالم إلى بليون (مليار) نسمة في عام 1830 م ، ولكنه استغرق أقل من مائة عام لإضافة البليون الثاني في عام 1925م ، ثم وصل البليون الثالث بعد حوالي 37 عاماً في حين تحقق البليون الرابع خلال ثلاثة عشر عاماً فقط ، أما الآن فقد تجاوز عدد سكان العالم الستة بلايين نسمة وهو الأمر الذي جعل الكثير من المرقبين وعلماء السكان يجمعون على أن هذا التزايد السكاني لا يسمى نمواً سكانياً عظيماً فحسب بل انفجاراً سكانياً حقيقياً.إن القضية السكانية الناتجة أساساً عن الانفجار السكاني الحاصل ، أصبحت تشكل أزمة حقيقية يعيش تفاصليها العالم برمته ، جعلت المجتمع الدولي يجتهد في دراسة أبعادها وعواقب استفحال تضخمها وارتفعت الأصوات عالياً في نغمة معاصرة لتنذر وتحذر الجميع من استمرار ارتفاع معدلات النمو السكاني الذي بات يتهدد العالم الإنساني وذلك بالنظر إلى شح الموارد الطبيعية وسوء استهلاكها والطغيان الجائر للحضارة المدنية على البيئة والملوثات التي شقت عنان السماء فاخترقت طبقة الأوزون وتركت لنا ثقباً عصف بالظواهر حول التغيرات الموسمية ليس في المناخ فحسب بل في كل ما يواكبها من أمراض وما يترتب عليها من مواسم حصاد وغيرها لذا فقد أخذ علم الديموغرافيا على عاتقه التركيز على دراسة الظواهر السكانية ومن ثم تحليل التكتلات البشرية وفق معايير ضابطة تهتم بمتغيرات السن والجنس ومستويات الدخل المتفاوتة في المجتمع الواحد ومعدلات المواليد والوفيات والهجرة والجريمة وموضوعات أخرى تتعلق بالكوارث الطبيعية والحروب التي من شأنها التأثير على معدلات النمو السكاني سلباً وإيجاباً .وبالفعل أظهرت نتائج الأبحاث والدارسات والتوقعات السكانية أن تعداد سكان العالم على مدى عشرات الآلاف من السنين كان يميل إلى الارتفاع ثم الهبوط دون الثبات على اتجاه ما على الأمد البعيد ، في حين أنه خلال القرنين الماضيين فقط ومع نهضة الحياة الاقتصادية الحديثة أخذ في الارتفاع من حوالي بليون نسمة فقط في عام 1820م إلى 6.3 بليون نسمة عام 2005م وحوالي 9 بلايين نسمة في عام 2050م وفقاً لتقرير سكان العالم الصادر عن الأمم المتحدة عام 2005م.ختاماً يمكن القول إن هذا الانفجار السكاني الهائل أصبح ممكناً بسبب التقدم الهائل في العلوم والتكنولوجيا لكنه لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية فهو يشكل بالفعل ضغوطاً كبيرة على كوكب الأرض،الأمر الذي يتعين علينا جميعاً الآن أن نكثف الجهود من أجل إبطاء النمو السكاني من خلال السبل التطوعية الإدارية كما يتعين علينا أيضاً أن ندرك أن إعادة التوازن إلى التعداد السكاني للعالم الآن من شانه ان يضيف إلى سعادة البشر، ويعزز من قدرتنا على دعم بيئة الأرض ومساندتها على الأمد البعيد.
العالم يشهد انفجاراً سكانياً
أخبار متعلقة