الدماء اليمنية الطاهرة غالية على كل يمني ويمنية، لأنها هي تلك الدماء الزكية التي ضحى بها شهداؤنا دفاعا عن هذا الوطن الغالي ، ابتداء بثورة السادس والعشرين من سبتمبر ومرورا بثورة الرابع عشر من أكتوبر ، وتعمدت بالحفاظ على وحدتنا المجيدة، التي نحن على أبواب الاحتفال بعيدها الخالد ، لهذا كانت وما زالت وستظل دماء اليمنيين غالية ولا يساويها ثمن سوى الحفاظ على وحدة التربة والصف والتوجه ، ولأنها كذلك فإن أي قطرة تسيل من جسد احدنا تخرج من وريد أخيه قبل أن تفارق وريده هو ، ولذا فإنه لا يوجد أي أمر يستفز مشاعر اليمنيين ويثير حفيظتهم ويجعلهم كالبركان الثائر كمنظر سيلان الدماء، وللأسف الشديد نجد من يستغل الدم اليمني الطاهر من اجل قضية خاصة به ، ويرى أن كسبها ينبغي أن يتم بأي طريقة كانت ، حتى وإن كانت دماءنا الزكية .أيها السادة إنها ليست دماء... هذا ما قاله السعودي المعروف الدكتور سالم الزهراني عما يقوم به البعض من خدع وأساليب تضليل للرأي العام في اليمن وخارجه وذلك من خلال اللجوء إلى تغيير الحقائق ورش أجساد البعض بما يشابه الدم ليظن المتابع أنهم أصيبوا في مواجهات مع قوات الأمن، أن ذلك ما قاله الجراح السعودي الزهراني في حديث لقناة (الجزيرة) القطرية وأكد أن اغلب الجروح التي يتم عرضها على شاشات التليفزيون ليست جروحاً حقيقية وأنه بمقدور أي جراح أن يعرف ذلك، وقال “ يحطون عليها مواد أو بعض النقاط التي تبين أنها جروح مع قليل من الدم “، وأضاف بان بإمكان قناة الجزيرة أن تتصل بأي جراح في الدوحة أو غيرها لتعرف بإن تلك الجروح ليست حقيقية ، وأوضح أن لون الدم ليس واحداً لكل إنسان، وان معظم الذين يسعفونهم يكون على ملابسهم لون واحد ، وقال إن ذلك اللون هو لمادة حمراء يتم رشها على من يقولون إنهم جرحى، وأضاف: إن بعض الحالات يمكن للمتابعين العاديين وليس الأطباء والجراحين اكتشافها بأنها ليست حقيقية.لو صدق الجراح السعودي في كلامه لأصبحت تلك فضيحة مدوية أن يتم استغلال الدماء لاستثارة وإثارة الرأي العام ، قد تكون السياسة نجاسة كما يقول البعض، ولكن هل هي خسيسة المقاصد دنيئة الغايات الى هذه الدرجة التي يدعى فيها الإصابة، وهنا قد يستطيع البعض الربط بين أمور كثيرة كانت تحدث وتحتاج إلى تفسير دقيق، ومنها لماذا يصر على نقل المصابين إلى مستشفيات بعينها ويمنع فيها زيارة وسائل الإعلام؟ .وقد يربط بين كلام الزهراني وتصريحات نائب وزير الإعلام عبده الجندي التي قال فيها إن جثثا جاهزة يتم استغلالها من حوادث المرور والزج بها في التظاهرات ، نحن لا نجزم بصحة أي قول من الأقوال ، ولكن من حقنا أن نشكك فيما نراه من دماء طالما وان جراحا محايدا مختصا شهد شهادة علمية هو مسؤول عنها أمام الله تعالى، نعم من حقنا كيمنيين أبكتنا تلك الدماء أن نسأل لماذا يتم استغلال مشاعرنا أبشع استغلال؟، ولماذا يراد منا أن نكره رجال الأمن وان نحملهم دماء لم تسل ولم يكونوا هم مسؤولين عنها؟ .أنا هنا لا أتكلم عن الذين قضوا نحبهم فتلك جريمة يجب أن يحاكم فاعلها وان يقتص من كل قاتل ، وهو ما نادينا به، ولكن أيضا يجب أن يحاكم كل من يستغل الدم اليمني ليجعل منه بضاعة تباع عبر الفضائيات، وتسوق للعالم، ليكون الثمن استعطاف المنظمات والهيئات والدول من اجل قضية سياسية ، تدار بأجساد بشرية ، وتكتب بدماء حبرية .حقيقة لم نعد نصدق كثيرا مما يحدث ويدور ، فكل يوم تتكشف لنا حقائق يرويها مختصون ، ولعلنا ما زلنا نتذكر قصة الغاز السام الذي قيل انه تم استخدامه ضد المعتصمين ، ولم يتم إثبات ذلك عبر مختصين ، ما جعل الشكوك تحوم حول وجوده .استطيع أن أقول إن المعارضة قد جرفها تيارها عن تحقيق أهدافها ، فها هو الشك يلتف حولها ، ويظهر من المختصين من يفند ادعاءها ، وهي ما زالت تصر على الزحف نحو المرافق الحيوية لا لشيء إلا لكي تخلط جميع الأوراق وتجعل الدولة مضطرة للدفاع عن الوطن ومكتسباته ، لأنها تعرف أن دماء الأبرياء هي من تكون ثمن تهورهم ، وهنا ندعوهم الى أن يغتنموا الفرصة، فهم كمعارضة يستطيعون أن ينالوا الآن بالحوار ما لم يكونوا يحلمون به سابقا، أما أي خيار آخر فلن يكون في مصلحة احد، وستجد المعارضة نفسها حينئذ وقد فقدت ما كان يمكن أن تحصل عليه الآن ، طالما وان السلطة مستعدة للحوار الفعلي والجاد.[c1]*باحث دكتوراه بالجزائر [/c]
أخبار متعلقة