صنعاء / سبأ:قال تقرير وطني عن حالة الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة أن اليمن من أغنى بلدان شبه الجزيرة العربية بالمصادر الوراثية النباتية الزراعية والغذائية نتيجة لتنوع نباتاتها التي تصل إلى ما يزيد على ألفين و900 نوع تنتمي إلى 175 عائلة نبات مسجلة محلياً.وأشار التقرير الذي أعده نخبة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في مجال الأصول الوراثية، إلى أن العديد من المصادر الوراثية النباتية والزراعية في اليمن مهددة بالانقراض والتلاشي .. وأوصى بضرورة إعداد برنامج فاعل لتوثيق وحفظ الأصول للموارد الوراثية المختلفة، باعتبارها ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها .ولفت إلى أن تحسين استخدام المصادر الوراثية النباتية في الغذاء والزراعة يسهم في تعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي ورفع قدرته على الاستجابة لتحديات الأمن الغذائي .وكشف التقرير عن عدم وجود تشريعات أو سياسات في الوقت الراهن قيد التنفيذ في اليمن للتعامل بشكل محدد مع المصادر الوراثية النباتية للغذاء والزراعة باستثناء عدد محدود من البنود المتعلقة ببعض جوانب المحافظة عليها..مبيناً أن هناك ما يسمى بالبرنامج الوطني للمصادر الوراثية النباتية للغذاء والزراعة المكون من عدة برامج فرعية بهيئة البحوث والإرشاد الزراعي من خلال المركز الوطني للمصادر الوراثية تحت مظلة وزارة الزراعة والري وفي جامعتي صنعاء وعدن (كليتي الزراعة ) وبالهيئة العامة لحماية البيئة التابعة لوزارة المياه والبيئة وبالمؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة التابعة لوزارة الزراعة .ووفقا للتقرير فإن برامج تحسين المحاصيل الغذائية في اليمن والتي تضمنت جمع وحفظ العديد من الموارد الوراثية، لعبت دوراً مهماً خلال السنوات العشر الماضية تمثل في رفع غلة المحصول واستدامة الإنتاج .وبين أن ما تم جمعه وحفظه من الموارد الوراثية أصبح متوفراً لمربي النباتات وغيرهم من الاختصاصيين الآخرين العاملين في برامج إدارة المحصول في القطاعات المختلفة المعنية الأمر الذي ساعد على إطلاق الأصناف المحسنة للمحاصيل المختلفة الموجهة للتغلب على معوقات الإنتاج ما أسهم في تحسين الأمن الغذائي في البلاد .والموارد الوراثية تشمل النباتية والحراجية و الموارد الحيوانية والمائية وكذا الموارد الوراثية للكائنات الحية الدقيقة للأغذية والزراعة .وتلعب المصادر الوراثية النباتية للغذاء والزراعة دورا مهماً في تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي، ولقد حافظ المزارعون اليمنيون على هذه المصادر وأغنوا تنوعها حيث قاموا باقتنائها واستخدامها وحفظها .وبهدف مواجهة الطلب المتزايد باستمرار الأجيال الحالية والمستقبلية وتلبية احتياجاتهم من الغذاء فإن كثيراً من الدول قامت بتبني سياسات وإدارة استخدام كفوءة للمصادر الوراثية النباتية للغذاء والزراعة بما يساعد في حفظها وحمايتها من الانقراض .وبحسب خبراء وباحثين في مجال الزراعة فإن المصادر الوراثية النباتية للغذاء والزراعة تستخدم لإيجاد أفضل الأصناف المناسبة لظروف بيئية معينة، كما تستخدم لزراعة محاصيل مختلفة في أقاليم البيئات الزراعية المختلفة، وتستخدم المصادر الوراثية النباتية للغذاء والزراعة لتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية لاسيما محاصيل الحبوب الغذائية بمختلف أنواعها .مورد وطنيويؤكد مدير عام الإرشاد والتدريب الزراعي بوزارة الزراعة والري الدكتور منصور العاقل أن الأصول الوراثية بحد ذاتها مورد وطني مهم بحاجة إلى الاهتمام والتطوير من خلال إعداد برنامج فاعل لتوثيق كافة الأصول الوراثية للمحاصيل والنباتات الطبيعية التي توجد في اليمن.وأشار إلى أهمية تفعيل الأنشطة والجهود في مجال الأصول الوراثية وتشجيعها من خلال الاستفادة من ميزانية الهيئة العامة للبحوث الزراعية المرصودة لهذا الغرض أو مضاعفتها، إلى جانب التنسيق مع المراكز الدولية الخاصة بحفظ الأصول للموارد الوراثية الزراعية والنباتية للعديد من الدول ومن ضمنها اليمن وأخذ نسخ منها للاستفادة في عملية استنباط الأصناف الجيدة وكذا حماية أصناف النباتات النادرة وكذا بعض أنواع وأصناف المحاصيل والفواكه والخضروات من خطر التدهور والضياع .ولفت إلى أن هناك العديد من أصناف وأنواع محاصيل الفواكه والخضروات بدأت تختفي من الأسواق المحلية وتنعدم ما يدعو إلى الرجوع إلى المصادر الوراثية والاستفادة منها في عملية إكثار هذه الأصناف ونشر زراعتها.ملكية فكرية للدولةمدير عام محطة البحوث الزراعية بمدينة سيئون محافظة حضرموت الدكتور عبدالله علوان أكد أن الحفاظ على الأصول الوراثية للمحاصيل الزراعية أمر مهم وضروري باعتبارها حقوق ملكية فكرية للدولة لابد من الحفاظ عليها ومنع نسبها للآخرين.وأوضح في هذا الصدد أن المحطة أعدت خلال العامين 2007 - 2008م برنامجا زراعيا لحفظ الأصول الوراثية للبصل الحضرمي « صنف بافطيم »، وأن هذا البرنامج جاء ضمن إستراتيجية المحطة البحثية للحفاظ على الأصول الوراثية للمحاصيل الزراعية حيث اشتمل على تنفيذ جملة من الأنشطة الهادفة لهذا الغرض منها تجديد بذرة المربى للمحصول.وبين الدكتور علوان انه تم التركيز على إكثار تقاوي الأساس للبصل من خلال حقل إنتاج أبصال الأساس خلال الموسم 2006 ـ2007م والذي اشتمل على تقييم وإنتاج أبصال الأساس للأصناف بافطيم محسن1- بافطيم محسن-2 ، بافطيم أصفر.تثبيت البصمة الوراثيةوفي ما يتعلق بتثبيت البصمة الوراثية أوضح الدكتور عبدالله علوان أن وزارة الزراعة والري عندما اكتشفت أن محصول البصل الأحمر يصدر من قبل بعض الدول العربية التي تنسب أصوله الوراثية لها، عملت من خلال الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي على تثبيت البصمة الوراثية لمحصول البصل الأحمر وتسجيلها في منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) بحيث لا يمكن لأي دولة أخرى أن تنسب الأصل الوراثي لهذا المحصول إليها.وأوصت المنظمة العربية للتنمية الزراعية اليمن بضرورة تثبيت البصمة الوراثية للأصول الوراثية لمحاصيلها الزراعية تفاديا من انتقالها للخارج .وأشارت المنظمة إلى أن الاحتفاظ بالأصول الوراثية للمحاصيل الزراعية حق مشروط لأي بلد وفقا لحقوق الملكية الفكرية.وقالت :« إن إمكانية الحفاظ على الأصل الوراثي للمحصول في أي بلد يعتمد على تثبيت البصمة الوراثية له في المنظمات والهيئات الدولية المتخصصة في المجال الزراعي ما يمنع انتقال الأصل الوراثي لأي محصول ونسبه لغير بلد المنشأ عند تثبيت البصمة الوراثية له».حقوق الملكية الفكريةبدوره أشار الخبير الدولي لشؤون المنظمة العالمية للملكية الفكرية الدكتور حسن البدران إلى أن الأصل الوراثي للمحاصيل الزراعية حق مشروع في الملكية الفكرية تكفله القوانين والتشريعات الدولية .. داعيا الدول النامية إلى حماية الأصول الوراثية لمحاصيلها الزراعية وتسجيلها وحفظها لدى المنظمات الدولية .ونبه اليمن إلى أهمية حفظ وتوثيق الأصول الوراثية لمحاصيلها الزراعية لاسيما محصول البن الذي بدأت بعض أنواعه النادرة تختفي وربما انتقلت زراعتها إلى بلدان أخرى.وأشار إلى أهمية تسجيل تلك الأصول وطنيا ولدى المنظمات الدولية المختصة بالأمن الغذائي .
تقرير بحثي يوصي اليمن بتوثيق وحفظ مواردها الوراثية النباتية للأغذية والزراعة
أخبار متعلقة