في أحاديثهم لـ : 14اكتوبر
لقاءات / أمل حزام المذحجي- تصوير/ عبدالقادر بن عبدالقادر أجور عمال النظافة على مستوى اليمن متدنية والأسباب واضحة، وغير قابلة للنقاش، بينما عمال النظافة على مستوى العالم يتلقون دعماً ورواتب عالية ومستحقات أخرى كالإضافي والعلاوات ونوبة الليل والضمانات الصحية والاجتماعية بسبب اهتمام الدول والجهات المختصة بصناديق النظافة وتحسين المدن التي تم تأسيسها من أجل نظافة المدن ومساعدة الطبقة الكادحة من عمال النظافة. أما في بلادنا وعلى الرغم من الوعود الكبيرة والتصريحات في الصحف الحكومية فما يزال الواقع يتكلم عن مأساة اجتماعية تعاني منها أكبر شريحة مجتمعية تدعى ( المهمشين ) بسبب التمييز والفساد وإهمال حقوق المواطن الشرعية في العيش بكرامة واستقرار. صحيفة ( 14 أكتوبر ) التقت عدداً من عاملي النظافة بمديرية صيرة لتلمس همومهم ومشاكلهم.. فإلى التفاصيل. [c1]غياب يوم مقابل ثلاثة أيام [/c]الأخ محمد سوع قال: أعمل في مجال النظافة بمديرية كريتر منذ سنتين يومياً ويبدأ دوامي الرسمي من الساعة السابعة صباحاً حتى الثانية ظهراً، ودوام فترة الظهيرة من الساعة الثانية حتى العاشرة مساء، أما النوبة الليلية فتبدأ من العاشرة حتى الصباح والعمل مكثف بسبب الأوضاع السياسية وغياب الأمن والاستقرار. وأضاف: راتبي الحالي (30) ألف ريال وإذا تغيبنا يوماً عن العمل يحتسب علينا بثلاثة أيام، وعلى الرغم من الظروف نحن مستمرون في العمل. والصعوبات الحالية التي تواجهنا هي الحفاظ على نظافة مدينة عدن، فعندما نحاول أن ننظف في أماكن المتظاهرين أو الشوارع التي تم قطعها أثناء العصيان المدني أو المطالبة بالحقوق وغير ذلك نقابل في أكثر الأحيان بتهديدات، وعدم السماح لنا بممارسة مهامنا فنضطر لتركهم والاتجاه إلى الشوارع الأخرى. وأضاف عامل النظافة: من الصعوبات التي تقابلنا اليوم الإضرابات والمظاهرات التي تعيق عملنا فنضطر أثناء العصيان المدني إلى الجلوس في البيت بلا مصاريف، فنحن نجتهد في عملنا لتغطية احتياجات الأسرة اليومية وتوفير لقمة العيش ( الفطور، الغداء، العشاء ) في ظل ارتفاع الأسعار المستمر وغلاء المعيشة.. واستمر محمد سوع في حديثه: الراتب الشهري لا يكفي لتلبية احتياجاتنا من كهرباء، ماء، غاز، غذاء، ملبس، وغيرها من الضروريات التي على الإنسان توفيرها وأنا أبلغ من العمر (25) متزوج وعندي طفلان وكل الراتب أسلمه نهاية كل شهر ( ديوناً) ولا توجد ضمانات صحية ولا اجتماعية. واستكمل حديثه عن الوظيفة وحلمه البعيد قائلاً: أنا متعاقد ولا أحلم بالتوظيف لأن هناك من يعملون منذ ( 5 - 10 ) سنوات ولم يوظفوا بعد .. واطلب من الجهات المسؤولة التعامل معنا كبشر ، فنحن نعمل منذ الصباح الباكر ونرجع إلى بيوتنا متأخرين فلماذا لا يتم احترامنا وتقديرنا بإعطائنا مستحقاتنا والتعامل معنا بإنسانية عند الحاجة أو المرض .. ألسنا مواطنين يمنيين ولنا حقوق مثل البقية؟! حقوقنا مسلوبة والأحوال المعيشية صعبة. وقالت الأخت إيناس عمر علي زين عاملة نظافة بمديرية صيرة « أعمل في مجال النظافة 12 سنة وراتبي 30 ألف ريال» ومن قبل كنا نتسلم 12 ألف ريال، متزوجة ولدي (8) أطفال وأقول لك الحق بالرغم من أنني امرأة وأم فأفتخر كوني عاملة نظافة: أنظف شوارع مدينتي عدن من أجل الحصول على بيئة نظيفة وأعمل بكل جهدي، ولكن للأسف هذا الراتب الضئيل لا يكفي حتى أسبوعاً من اجل حماية أسرتي من الجوع والمرض، ورغم أنني كل يوم أعمل وبالكاد استطيع الحصول على قوت أسرتي اليومي، فما بالك الآن في هذه الفترة الصعبة والعصيان المدني يومين في الأسبوع (السبت والأربعاء، وبقي لنا الأحد، الاثنين، الثلاثاء، الخميس ) والجمعة عطلة رسمية. وأضافت إيناس عمر في حديثها: لهذا أعمل مع بعض بائعي الخضار والفواكه والدكاكين من اجل أن أحصل على أجر إضافي أو خضار وفواكه لاستطيع تغذية أولادي ، ولكن مع الأوضاع الحالية أصبح التجار والبائعون يخسرون ولهذا فإن العمل الإضافي بدأ يقل وهذه مصيبة نزلت علينا ولا حول ولا قوة إلا بالله.واستطردت عاملة النظافة في حديثها: أنا اعمل فترة الصباح لأني أعيل أسرة ولا استطيع الحصول على دعم من صندوق النظافة أو من المسؤولين عنا عند الحاجة، وأهم شيء أنه لا أحد يدافع عن مطالبنا وحقنا في الحصول على وظيفة ولا نعرف لماذا لم يتم توظيفنا إلى الآن .. ورغم أننا تلقينا عوداً كثيرة فإنها ظلت على الأوراق وفي الأدراج، ولا أحد يشعر بالمواطن البسيط، فكل واحد يبحث عن مصالحه الشخصية. وقالت إن أحوال عمال النظافة على مستوى المحافظة متشابهة ويعيشون الظروف الصعبة نفسها لأن الأسعار ترتفع ورواتبنا ضئيلة ولا تكفي .. وأنا لا أثق بأي وعود، لأنها كثيرة ولكن على أرض الواقع هي مجرد كلام. واختتمت حديثها قائلة : أتمنى من صندوق النظافة وتحسين المدينة أن يفي بوعده ويضم اسمي ضمن الوظائف التي مازالت في عالم الغيب . [c1]استكملت إجراءات التوظيف ولم أوظف بعد[/c] وقال الأخ عصام سعيد غالب عامل نظافة بمديرية صيرة: أعمل منذ (4) سنين وعملت كل الإجراءات التي طلبت منا لاستكمال الملفات وسلمتها وحتى الآن لم أوظف. وأوضح أن (الراتب بعد الاستقطاعات يصل إلى 25 ألف ريال بالرغم من وجود صندوق نظافة خاص لنا.. تصوري وأننا - نحن العمال الميدانيين - لا نجد مستحقاتنا نعمل تحت الشمس الحارقة ونبذل جهداً جسدياً ونصادف الخطر أثناء العمل في الطرقات وبالذات الآن، أما الإداريون الذين يجلسون في المرافق أمام المكيفات فأكيد ينالون معاملة أفضل منا، ويكفيهم الهدوء والجو البارد وجلسة المكاتب المريحة، أما نحن فجنود في حالة استعداد دائم للعمل في أي ظروف لكننا لانملك الحق الشرعي الذي منحه لنا الدستور بأن ندخل ضمن التوظيفات السنوية التي تنزل لكل المرافق، ولا أعرف السبب ولا إلى متى سنحتمل تهميشنا وسلب حقوقنا). واستطرد قائلاً: تعبنا ونريد أن يتم توظيفنا مثل بقية المواطنين « وقال الأخ شوقي أحمد حسن سائق سيارة قمامة أعمل منذ فترة طويلة في مجال النظافة والغريبة أن عندنا ورشة بخورمكسر لصيانة سيارات القمامة ولكن عندما تتعرض السيارة لعطل ما أكان بسيطاً أو كبيراً يحمل السائق المسؤولية في تصليح ما خرب على حسابه الخاص وإذا لم يفعل يقال له : ( اترك السيارة وغيرك سيعمل ) وخوفاً من فقدان العمل اضطر إلى التحمل». يتم استغلالناوأضاف: والغريبة أننا نكتب الشكاوى والملاحظات حول هذا الموضوع ولكن بلا فائدة (أذن من طين وأذن من عجين ) يعني ظلم علينا ولا نعرف متى ستتغير الأحوال كل شيء متدهور إلى درجة مخيفة، يعني الواحد لا يستطيع أن يخبئ شيئاً - كما يقال - لليوم الأسود وأيامنا كلها أصبحت سوداء نعيش مثل الحيوانات .. وهناك بلدان كثيرة فيها منظمات تدافع عن حقوق من هم مثلنا، أما نحن فيتم استغلالنا بشكل مخيف، واختراق القوانين لسلب حقوقنا وتحميلنا مسؤوليات ليس من حقهم أن يحملونا إياها، ولم ينفع إضراب ولا شكاوي . لم نعد نعرف لمن نرفع الشكاوى لنحصل على حق منزوع منا ولا من المسؤول عن هذه الفوضى حتى صيانة السيارة لا يتحملون مسؤوليتها.[c1]لوكنت هاجرت لأمريكا فترة «11» سنة لحصلت على الجنسية[/c]وقال الأخ طارق حسان ( عامل نظافة): « تعبت وأنا أعمل في بلادي منذ (11) سنة - وهي مدة ليست قليلة من دون أوظف رسمياً والأسباب عديدة أهمها عدم وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، فإذا كان مدير كل مرفق حكومي ذا كفاءة ويعمل في مجال تخصصه لكانت الدنيا بخير». وأضاف : مصيبة أن تعيش في غربة داخل بلادك ولا تستطيع تحقيق أدنى شيء من أحلامك وطموحك لتشعر بالاستقرار، وعلى الجهات الحكومية تقدير الموظفين والعاملين عندها بتوظيفهم وهو أقل شيء يمكن لها تقديمه لعمالها وليس تركهم عالة على المجتمع. وتابع : لو كنت هاجرت إلى أمريكا (11) سنة لكنت حصلت على الجنسية .. وإن صندوق النظافة وتحسين المدينة ( مخزوق ) لا نعرف أين تذهب فلوسه ولمصلحة من يعمل ؟ فإذا طلبت سلفة يقول لك الصندوق ( مالكش ) وإذا مرضت ( الله معاك )، وإذا أصابك مكروه يعطونك (5) آلاف ريال فماذا تعمل بها؟. وقد أكد عمال النظافة بمديرية صيرة أن الوضع صعب ولا يحتمل وأنه يجب التعامل معهم سواء أكانوا عمالاً أو سائقين باحترام وإعطاؤهم مستحقاتهم كاملة وتوظيفهم .. مؤكدين أنهم يمنحون صندوق النظافة وتحسين المدينة مهلة أخيرة حتى نهاية شهر مايو 2011م من أجل الوفاء بالوعود وإلا فسيضربون إضراباً شاملاً حتى ينالوا حقوقهم كاملة.