صنعاء / سبأ:تحتفل الجمهورية اليمنية وسائر بلدان العالم اليوم الأحد باليوم العالمي للصليب والهلال الأحمر الذي يصادف الـ8 من مايو من كل عام.ويتم الاحتفال من خلال إبراز دور موظفي ومتطوعي منظمة الصليب والهلال الأحمر في إنقاذ الأرواح ومساعدة المجتمعات المحلية المستضعفة في أنحاء العالم، وتمثل المنظمة كبرى الشبكات الإنسانية في العالم وهي تتكون من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر و185 جمعية وطنية، إضافة إلى قرابة مائة مليون متطوع، يعملون في الأنشطة مثل توزيع الطعام وجمع التبرعات وتعليم الإسعافات الأولية وحماية ضحايا العنف، فضلا عن الحد من المعاملة القاسية التي يتعرض لها المصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز).ويرجع سبب تأسيس الاتحاد الدولي إلى روح التطوع التي رسخها هنري دونون، السويسري الجنسية، مؤسس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عام 1859 عندما حث النساء في إحدى القرى على رعاية الجرحى والمحتضرين الذين كانوا في حالة يرثى لها بعد معركة سولفرينو التي وقعت في العام نفسه، بعد أن تُرك خلالها آلاف الجنود الفرنسيين والنمساويين والإيطاليين الجرحى دون رعاية طبية ملائمة.وأفضى كتاب دونان (تذكار سولفرينو) عام 1862 إلى اعتماد اتفاقية جنيف الأولى (1864) التي وضعت قواعد لحماية الجنود الجرحى وأفراد الخدمات الطبية، كما أفضى إلى إنشاء جمعيات الإغاثة في جميع البلدان.ونشأت منظمة الصليب الأحمر وراحت تتوسع بسرعة خاطفة منذ عام 1863، وبمبادرة من مجموعة من السويسريين عقد مؤتمر دولي في جنيفا لتعريف الدول بمقترح هنري دونان، وفي العام التالي وضع اقتراحه موضع التنفيذ إبان حرب الدوقيات، ثم تم اعتماده من جانب عدد مهم من الدول، ومن ضمنها فرنسا، على شكل «معاهدة جنيف الأولى».وفي عام 1876، وبمناسبة حرب جديدة روسية- تركية، ظهر الهلال الأحمر إلى الوجود للمرة الأولى على أرض المعركة وبطلب من الباب العالي، وعليه انضم العالم الإسلامي، منذ البداية تقريباً، إلى هذا التحرك الإنساني الدولي. وتسعى منظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى الحفاظ على قدر من الإنسانية في خضم الحروب، ويسترشد عملها بالمبدأ القائل بوضع حدود للحرب نفسها: أي حدود لتسيير الأعمال الحربية وحدود لسلوك الجنود، وتعرف مجموعة الأحكام التي وضعت استنادا إلى هذا المبدأ والتي أقرتها كل أمم العالم تقريبا، بالقانون الدولي الإنساني الذي تشكل اتفاقيات جنيف حجر أساسه.وقد نمت حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر منذ تأسيسها لتصبح أكبر شبكة عمل إنساني في العالم تشكل مسعى طموحاً يهدف إلى رفع مستوى الوعي بمعارك (سولفرينو) المعاصرة والتحديات غير المسبوقة بدءاً بالنزاعات المسلحة وحركات النزوح الواسعة النطاق إلى تغير المناخ والأزمة الاقتصادية العالمية، ويعتمد تمويلها أساساً على التبرعات الطوعية من الحكومات ومن الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.وبوصفها منظمة مستقلة ومحايدة، فإن التفويض الممنوح للجنة الدولية ينبع أساساً من اتفاقيات جنيف لعام 1949. ويعمل باللجنة الدولية التي يقع مقرها في جنيف بسويسرا نحو 12 ألف موظف في 80 بلداً، وفي حالات النزاع، تتولى اللجنة الدولية تنسيق العمل الذي تقوم به الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر واتحادها العام.وللمنظمة سبعة أهداف أساسية ورئيسة هي: الإنسانية، عدم الانحياز، الحياد، الاستقلال، الخدمة التطوعية، الوحدة، العالمية.
الاحتفال باليوم العالمي للهلال والصليب الأحمر
أخبار متعلقة